البشير لا يعرف كوع الفساد من بوع الفشل !!! سيف الحق حسن [email protected] نشرت جريدة الشرق القطرية مقابلة أجرتها مع عمر البشير يوم 22 مايو الجارى. قام بتفنيدها الأستاذ حلمى فارس فى مقالين نشرا فى الراكوبة يوم 22 و 23 الجارى على التوالى. فقد ألقمه الأستاذ حجرا لطيفا ليستيقظ من نومه أو يصحو من غفلته. ولكن لعلك ناديت حيا. لم اود الرجوع لهذا الموضوع ولكنى ارانى بعض الكلمات تعتصرنى لتخرج. فلا اريد الخوض فى خضم المقابلة ولكن فقط اريد التعقيب لتوضيح لنقطتين مهمتين. **النقطة الأولى: الفساد فقد قال البشير :(وأنا أرى أن الفساد في الدولة يمكن تقسيمه الى 3 أقسام ، القسم الأول هو فساد المسؤولين الكبار الذين يقومون بتوقيع العقود نيابة عن الدولة ويأخذون عمولات ، ونحن حتى هذه اللحظة نتحدى أية جهة تدعي أن هناك مسؤولا حكوميا سودانيا قد اخذ رشوة أو عمولات ورغم أننا وقعنا اعدادا ضخمة من مشاريع الطرق و السدود والكهرباء وغيرها في مختلف القطاعات . النوع الثاني من الفساد هو فساد الموظفين الصغار الذي يتمثل في عملية اختلاس أو تقديم خدمة مقابل الحصول على منفعة أو عمولة أو رشوة ، وفي هذه الحالة تمثل قضية جنائية ، والكثير من الحالات التي تم القبض عليها أحيلت الى القضاء وتمت محاكمتها ، ورئيس القضاء في آخر تقرير أشار الى أن هناك 32 قضية عرضت على القضاء ، هناك 30 قضية حسمت بالحكم ، فيما تنظر قضيتان للحكم . الا أننا نرى أن الفساد الخطير ، والذي يهدد كيان الدولة ، هو فساد المؤسسات الأمنية والعدلية ، فهذا يكون فسادا محميا ، فلو حاول الناس محاربته سيجدون أن من خلف ذلك الفساد لديهم من الصلاحيات والسلطات التي تمنع المحاسبة ، وهذا الفساد أيضا نحن بريئون منه .) انتهى تصريح المبرئ نفسه وحاشيته من الفساد متحديا بذلك... لا غرو فقد تحدى النمرود و فرعون وغيرهم من المتكبرين فى الأرض بالباطل ليدحضوا به الحق ولكنهم بهتوا وخسروا. *الحالة: التصريح الأول تبرأ نفسك ومن حولك وتتحدى بذلك. ونحن نتحداك فسر لنا على سبيل المثال لا الحصر: - ما رايك فى وزير دفاعك الذى كان من قبل وزير داخلية لديه شركة مقاولات (له أو لأحد أقاربه) لبناء مبانى الداخلية الى ان افتضح و سقطت العمارة و سقط فى يده الفساد. وبعدها جازيته خيرا (بمفهومكم) واعطيتموه وزارة الدفاع ليواصل فيها تجارته الدنيوية ببناء مبانيها بدلا من حماية البلد من حراميها فتوغلت قوات خليل وقصفت بورتسودان مرتين. أليس ما فعله هذا فساد اليس من الاساس وضع الرجل غير المناسب هو فساد. أليس استغلال المنصب عين الفساد وما المتعافى منكم ببعيد. - ما رأيك فى راتب مدير سوق الخرطوم للاوراق المالية فى بلد نسبة الفقر فيه اكثر من 90%. وبالمناسبة لن نصدقكم فى رواتبكم التى اعلنتموها و ابراءت الذمة ( فهل توجد ذمم). فإذا سلمنا هذه رواتبكم كيف لكم ان تبنوا عمارات وتركبوا الفارهات وتتزوجوا مثنى وثلاث ورباع بهذه الرواتب. اشرحوا لنا بالورقة والقلم اذا استطعتم . فلا لتدليس الحقائق. * فى الحالة الثانية تقول للموظفين الصغار معظم الفساد منكم. بلو راسكم. وهذا ما توقعناه اذا سرق الشريف تركوه واذا سرق الضعيف اقاموا عليه الحد. ورغم ذلك قضيتين فساد فقط لم تحسم من مجمل 32 قضية!! نسأل هنا لماذا اذا انشئتم مفوضية للفساد اذا كان الفساد قليل لهذه الدرجة. أليس انشاء مفوضية فى حد ذاته فسادا (أى تكلفة ميزانيته وخلافه). و نقول لك ان قصة العمولة والرشوة وحقنا اصبحت عادية فى كل مكان وهؤلاء الموظفون تعلموا من مرؤسيهم-من المسئولين الصغار- وانت طالع لفوق: فاذا كان رب البيت بالدف راقص فشيمة اهل البيت هجيجهم. * فى الحالة الثا لثة و اسميته الفساد الخطير ، والذي يهدد كيان الدولة ،فساد المؤسسات الأمنية والعدلية ، فهذا يكون فسادا محميا . اولا هذا الفساد هو نفسه الفساد الاول الذى قلته لأنكم انتم بيدكم كل المؤسسات الأمنية والعدلية وتتحكمون بكل مفاصل الدولة والأدهى والأمر اقحامكم للدين فى هذا المضمار للحماية من المحاسبة وسميتموه فقه السترة. فلا وألف لا أنتم لستم بريئون منه بتاتا. ولكن نعم صدقت سيخفى علينا معظم هذا الفساد لأنه يقبع تحت مظلتكم التى تبرءونها من دنس الفساد. **النقطة الثانية: الفشل- الذى أثارنى هو قولة :(انفصال الجنوب ما كان ليكون اذا قامت مصر بدورها تجاه الامن القومى السودانى). انتهى تصريح شماعة الفشل. فهل يا ترى اذا كان مبارك فى الحكم للآن ماذا كانت ستكون الشماعة الأخرى!!! فلا مساحة للتعليق لدى لأن الشماعة إمتلأت بهذه الفرية. وهذا لتذكير فقط: للأسف اغتصبتم السلطة ولا تعلمون ان من يستلم السلطة هو فى المقام الاول خادم للشعب وليس الشعب خادمه. فالرواتب والخدمات التى تتنعمون بها فهى تدفع من عرق الشعب وليست من \"بيت ابوكم- كما قال احد مسئوليكم فى وجه احد ابناء الشعب\"هى ليست من بيت ابوكم\" لكى تعثوا فيها فسادا. فمن الاولى لنا غير التحدى ان نضع اصبعنا فى عين الفاسدين ونخرجهم فردا فردا. ولكنكم اعتبرتم هذه المناصب تكريما وتشريفا وحصنا لتفسد فيها جميع الحيوانات وكبيرهم الجمل ليحمل ما حمل. وهاك قول أبى العلاء المعر ي: مُلّ المقام فكم أعاشرُ أُمةً أمرت بغير صلاحِها أُمراؤها ظلموا الرعية واستباحوا كيدها وعدوا مصالحها وهم أُجارؤها ان كنت لا تدرى فان الفساد والفشل محيط بكم. فقط اقرا خطابك الاول مجددا وقارنه بالحال الذى صار بعد 22 عاما لهذا اليوم ان كنت عليه رقيبا حسيبا. وان كنت تدرى فلماذا الكبر والمكابرة التى تجر الى النفاق والكذب!! فمتلازمة الفساد والفشل هى من اهم ميزات عهدكم التعيس الذى ضرب المفاصل والعظام من الكوع الى البوع؛ فاليك هذا النظم لتفهم كوع الفساد من بوع الفشل: وعظم يلي إبهام كوع وما يلي *** لخنصره الكرسوع والرسغ ما وسط وعظم يلي إبهام رجل ملقب*** ب\" بوع\" فخذ بالعلم واحذر من الغلط الكوع : مفصل الكف من الذراع و العظم المجاور لإبهام الكف، ويقابله الكرسوع من جهة الخنصر، وبينهما الرسغ فهل فهمت الآن أم تريد أن تقولها مؤخرا (بعدين) مثل بن على...