مجالس الخرطوم هذه الأيام تنتج ألف نكتة في اليوم!! آخر نكتة أضحكتني ما نقله لي الأصدقاء بأن هناك حديثاً يدور في أكثر من مكان يقول إن أحدهم نجح في لحس كوعه!! أحد الصحفيين العرب قال إنه لم يفهم ماذا تعني الكلمة.. قلنا له: هي على وزن «مرقنبوا قرنبوا»؟! أو هي «المديدة حرقتني» أو قل هي على وزن يا ماشي جنب السوق جيب لي معاك طايوق!! قال: والله ما فاهم حاجة!! قلنا له ونحن كذلك!! تذكرت قصة صاحبنا المغترب وكنا آنذاك في ديار الغربة: الرجل استشاط غضباً من أحد المواطنين هناك وقال له: عمرك دا عديناه «لف» في الشوارع!! فرد المواطن سريعاً: ليه ما عندكم بيوت في السودان!! نعم في السودان عندنا بيوت و«حيشان» وأراضي «حدادي مدادي» بها خير كثير ولكننا فشلنا في فك شفرتها!! وأقرب لنا أن نلحس كوعنا من أن نستثمر هذا الخير الوفير ونحوله لمصلحة السلام والوئام والاستقرار وبناء وطن لا يحتاج لكل هذا «اللامعقول». السودانيون لهم تعلق عجيب بكلمة الكوع!! يقولون في الكوتشينة - الطربيزة مكوعة!! أي يوجد لاعب أداؤه ضعيف!! ويظل محل تندر وسخرية الجميع حتى يقوم بتحسين أدائه «الوزاري» أقصد طريقة «لعبه». وعند السبّاك اهم حاجة كوع «الماسورة». ويسخر الناس ممن يرون به غروراً فيقولون «غازي كوعو». وداخل الصحف السودانية هناك لغة يرددها من هو في مقام رئيس التحرير أو مدير التحرير فيقول الجريدة هذه الأيام «مكوعة» أي أنها إما ضعيفة من حيث المواد التحريرية أو هي تفتقد «التوازن» وهذا ما يخشى منه الجميع هذه الايام!! قال أحدهم يوجد بالساعد عظمتان إحداهما كوع والأخرى كرسوع!! أنا لست متأكداً من صحة هذه المعلومة ولكنها إن تأكدت فهذا يعني أن المسألة لدى السودانيين «محلولة» ولا تحتاج لكل هذا القومة من النفس!! ويقولون العربية «مكوعة» ويقولون كوع البيت!! ويقولون كوع الدكان وهلمجرا!! السودانيون طيبون جداً ويأبون الظلم والطغيان وعلي استعداد للذهاب معك الى آخر المطاف ولكنهم ان «شموا» رائحة عنصرية ما او اجنبية في ملابسك فانهم لن يذهبوا معك حتى ان «لحست كوعك». في أغلب صراعات السودانيين يكون الحل دائماً في متناول اليد وقريباً منهم.. وفي مثل هذه المواقف تغيب الحكمة والكياسة وبعد النظر وينطبق المثل الذي يقول: ما بتعرف كوعك من بوعك!!