نمريات أبيي.. باتجاه آخر!! اخلاص نمر * أبيي التي نزح أهلها وسكنت فيها القوات المسلحة هي نقطة (ضعف) اتفاقية السلام، فشرارة البداية زادت لهيباً بفضل (هبّابة) القوات المسلحة التي مكنت وجودها داخل المنطقة رغم ان الحكومة ظلت تبعد عن نفسها تشكيل أية ادارة عسكرية فيها، لكنها حمّلت سوء الأوضاع للحركة الشعبية مما أدى لأن تتخذها الانقاذ ذريعة للبقاء داخل أبيي بصفة دائمة (متعللة) بتشكيل ادارية جديدة فيها حتى عودة القوات المشتركة. * هجرة الأهالي وطلقات الرصاص ونزيف الدم ليس حرباً في نظر الحكومة، وهي من أعطى (ضوءا أخضر) للقوات المسلحة والتمسك ببقاء القوات الحكومية في أبيي، مع اعلان سيبدأ تنفيذه الاسبوع المقبل بإجلاء (تحت القوة) كل القوات الجنوبية من الشمال في وقت يتظاهر فيه الطلاب تأييداً للسيطرة على أبيي والتي ستستمر ما لم تدخل (الحكمة) وسيطاً لتقديم الحل وتهدئة النفوس والاوضاع معاً، وتلطيف وتخفيف التصريحات التي هي (قنابل) تتبادلها الحركة والحكومة في قمة (الاشتباك). * للحكومة (مصطلحاتها) الكلامية وللحركة أيضا، والأخيرة (اشترطت) الحوار ب (الانسحاب) ولكن يبدو من الطريقة التي دخلت بها القوات المسلحة لأبيي أن مغادرتها ستظل من المعادلات الصعبة لأن (الضوء الاخضر) الآن ب (شويش) سيتحول فورا لآخر (أحمر) يعني البقاء في المنطقة طالما ان هناك تعنتاً في المواقف وعناداً يوطن له.. * الخسارة الكبرى تقع على الاطراف المتعايشة باعتبار ما كان ولا ندري هل سيمتد ذات التعايش بعد الآن خاصة ان مواطن أبيي أصبح منقسماً بين حكومة وحركة، وأرجح أن الغالبية العظمى ستتجه نحو القوات المسلحة التي هي الأكثر انتشاراً وفي يدها (المصباح الأخضر).. * أبيي وجع الشمال والجنوب معاً رغم سنوات طويلة تعايش فيها أهلها وتزاوج شبابها وفتياتها وظلت (انموذجا) للتوافق والتواثق والجمال، لكن من خلق هذه (البلبلة) هي الحكومات التي نقضت بنود اتفاقية السلام وقدمت أبيي (قرباناً) للانفصال ومنطقة تعارك الآن في زمن نجنح فيه للسلم ضرورة باتفاقية مكتوبة لكنها (مخرومة). * المسيرية التي تقاسمت المنطقة و(اللقمة) مع دينكا نقوك في أبيي تتوغل جنوباً بمساعدة الخرطوم، مما خلّف هروبا جماعيا و(فرادى) للسكان القدامى الى مناطق تور عبر طرق صعبة وشائكة بمعية اطفالهم الذين يحتاجون للعلاج حسب حديث منظمة اطباء بلا حدود. * لا نود لأبيي ان تغير (خارطتها الاجتماعية) القديمة فحلاوة وجودها في الانسجام والوئام القديم الذي شب عليه أطفال المنطقة، وربما هم (المفاوضون) الآن والذين يشهدون جرائم حرب في بلدهم حسب ما تناقلته الاقمار الاصطناعية لمشروع سينتيل لمراقبة القوى السودانية عن طريق تلك الاقمار. * ستظل أبيي (العقدة) الموجودة على (منشاري) الحكومة والحركة وهي (مسمار جحا) كذلك تتعلل الحركة بوجود الدينكا وذلك مدعاة ل (ضمها) جنوباً، ويتعلل الشمال بشماليتها وبين شمال موجود تماما بسلاحه داخل المنطقة وحركة تبحث عن موطئ قديم شرعي لها، مع رفض التفاوض الا بعد الانسحاب تظل أبيي تدفع الثمن غالياً وتدفع المهر دماً يسقي أراضيها. همسة: يا وطني المطعون في الخاصرة ودمه ينزل قطرة.. قطرة وروحه تغادر كل يوم.. في رحلة طويلة تطويها الرياح.. ويهملها الزمن.. الصحافة