لا يحسبنا الناس ضمن من يهتمون بالرياضة وكرة القدم، ولكننا في الحقيقة نفعل، وإن كنا نترك أمر الكتابة فيها لأهل الهوى والعشق، وهم كثر، والذين لا يخلطون حبها بشيء آخر، بينما نخلط نحن؛ والله ، وتتعدد اهتماماتنا هنا وهناك، ولا نخلص لكرة القدم كل الإخلاص. وقد تابعت قضية المنافسة على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي انتهت باستبعاد القطري بن همام واحالته للتحقيق وانفراد العجوز بلاتر بالمنافسة. وفي ظني أن دولة قطر قد أخطأت خطأً كبيرا بالدفع ببن همام ، أو على الاقل السماح له بالترشح في مثل هذه الظروف. قرار مثل الترشح لرئاسة اتحاد عالمي ليس قراراً شخصياً، ينبغي أن يخضع لدراسة ومراجعة من الجهات المسؤولة عن الرياضة، مع إشراك خبراء سياسيين ودبلوماسيين في الأمر. لقد حازت قطر على شرف تنظيم بطولة العالم لكرة القدم لعام 2022 بعد منافسة شرسة، وفي ظل ظروف غير طبيعية، نسبة لصغر حجم الدولة ومحدودية منشآتها الرياضية وقلة عدد سكانها، ولكن تغلبت عوامل أخرى منها الإمكانيات المادية والدور السياسي في المنطقة ليلعبا لصالح الملف القطري. وكان من الواجب أن يتدارس القطريون الظروف المختلفة المحيطة بالترشح لمنصب رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهل تسمح بأن تنال قطر هذا المنصب الكبير، في نفس العام الذي نالت فيه فرصة تنظيم كأس العالم، قبل أن يسمحوا لبن همام بالترشح. نعلم أن لقطر طموحات سياسية واقتصادية ورياضية دولية كبيرة، لكن هذه الطموحات يجب أن تتناسب مع الامكانيات والظروف المحيطة وتوازنات القوى، وأظن ان الطموح الشخصي للسيد بن همام لم يراع كل هذه الظروف والتوازنات حين دفع بملف ترشيحه. ومصداقا لارتباط الترشح بالضجة التي أثارها بلاتر، فقد صرح الرجل بأن هناك امكانية لإعادة النظر في قرار منح تنظيم كأس العالم لقطر، بجانب إحالة بن همام للجنة التحقيق. لكن ما أن أعلن بن همام انسحابه وصار بلاتر مرشحا منفردا حتى خفف العقوبة، وأفتى بأن منافسة قطر للحصول على فرصة التنظيم كانت نزيهة وشفافة، وليس هناك فرصة للتفكير في إعادة المناقشة حول هذا الأمر. لكنه لم ينس لبن همام شخصيا أنه حاول مزاحمته وإزاحته من الموقع الدولي الهام، لذلك من الممكن أن يستمر في مضايقته ، وربما يزيحه من رئاسة الاتحاد الآسيوي. كان يكفي قطر فرصة تنظيم كاس العالم لسنة 2022، وهي القضية التي تحتاج لتركيز الاهتمام وتسخير كل الإمكانيات والكوادر البشرية، بما فيها بن همام، لصالحها، وهاهي خسرت بعض المعارك الصغيرة وقد تخسر وجود بن همام في الاتحادين الدولي والآسيوي. نأتي لقضية المدرب المصري حسام البدري، وضجة اعتذاره عن تدريب المريخ وعودته، وهي تذكرني بضجة مدرب الهلال السابق مصطفى يونس، وفي الحالتين أصاب رشاش بعض الكتاب السودانيين مصر وشعبها وكل من له صلة بالرياضة في مصر. تصرفات أهل الرياضة هي تصرفات شخصية تحسب عليهم ولا تحسب لا على بلادهم ولا شعوبهم. ثم ماذا ذنب مصر والمصريين إذا كان الإداريون السودانيون يستجلبون صغار المدربين المصريين ويصنعون منهم نجوما. لم يدرب مصطفى يونس، قبل الهلال، إلا فريقا مصريا صغيرا اسمه \"الشمس\" فهل سمع به أحد؟ ولم يدرب حسام البدري أي فريق مصري، فقد ظل لسنوات مساعدا للمدرب إيمانويل جوزيه في الأهلي، ثم استقال جوزيه في منتصف الموسم ولم يستطع مجلس الأهلي أن يتعاقد مع مدرب جديد، وهكذا صار البدري مدربا بالصدفة وفاز بالدوري. ثم فشل في الموسم الذي يليه وتم الاستغناء عنه، فهل هذا تاريخ تدريبي محترم يستحق أن يلهث وراءه نادي المريخ؟ في مصر مدربون محترمون صنعوا أسماءهم بالعمل الشاق والنتائج الطيبة، فاروق جعفر، شوقي غريب، طارق العشري، محمد صلاح، حسام حسن، مختار مختار، عبد العزيز عبد الشافي، وعشرات آخرين لم يسمع بهم إعلامنا الرياضي الدائر في فلك البدري ومصطفى يونس، فلماذا لا يتبطران في بلد العمي. الاخبار