تراسيم.. أرجوك.. لا تتزوجني!! عبد الباقي الظافر أمسك سالم بورقة من صندوق المناديل الموضوع تحت زجاج السيارة.. مرره على خد ندى الباكية.. ثم ترك يده عمداً تستقر فوق يديها.. كان كلاهما يفكر.. ندى استنفذت جميع الأعذار التي تضعها كمتاريس تعوق وصول حبيبها إلى بيت أبيها.. في كل مرة كانت الجميلة تختلق عذراً.. أخبرته أنها أرملة وأن أهله يبحثون له عن عروس بلا خبرات.. وحيناً تخبره أنهما ولجا إلى دنيا الحب من الباب الخطأ.. تنتهي لحظات الرومانسية بنحيب متصل من عاشقة غامضة. زادت وتيرة الدموع المنهمرة على الخد الناعم.. أغمضت ندى عينيها كأنها تمر بمطب جوي.. بدأت تتذكر أول يوم التقت فيه زوجها الراحل.. قرأت في الصحف أن شركة كبرى ترغب في تعيين موظفة علاقات عامة.. قرأت الشروط ووجدت غالبها لا ينطبق عليها ..أرادت استخدام سلاح الدمار الشامل.. أنوثتها التي لا تقاوم.. جربت هذا السلاح من قبل مع أستاذها في الجامعة. ذهبت إلى اليوم الموعود.. في استقبال المكتب اعترضت طريقها السكرتيرة.. أخبرتها أن مؤهلاتها الأكاديمية لا تتطابق مع الوظيفة.. أصرت على إلقاء التحية على السيد المدير.. الرجل قام من كرسيه.. تحسس نظارته الطبية.. وبدلاً من يوظفها قدم أوراق اعتماده زوجاً. سحب سالم يده وجر نفساً عميقاً.. فكر في الاستسلام والانسحاب إلى قواعده.. كان شاباً لاهياً وتاجراً متخصصاً في صفقات الدلالات.. صنع نفسه بنفسه.. يرى في الزواج صفقة خاسرة وقيد من حرير.. رأى ندى أول مرة في السوق الحر.. نظر إليها باشتهاء.. سألها بتطفل عن رأيها في عطر كان ممسكاً به.. ابتسمت.. وقع في الكمين.. طلب رقم هاتفها اعتذرت برقة أنها لا تمنح معلوماتها للغرباء.. لم يتردد كثيراً وهو يدس بين يديها بطاقته التي تحوي هاتفه وعنوانه. ندى اعتادت أن تصطاد الناس المهمين من الأماكن الراقية.. هوايتها أن تجعل الأكابر يقعون في غرامها.. ثم تبدأ مسلسل تعذيبهم.. تجعلهم يركضون خلفها.. أكبر جرعة بغض تصرفها لهم عندما تأخذهم الى بيت أسمته المقصلة.. فراش المقصلة لا يصله إلا أولي العزم.. عندما تفعل ذلك المنكر تشعر أنها انتقمت من المرحوم زوجها. بدأت مع فتاها ذات اللعبة هاتفته بعد أيام.. جلست معه في بهو فندق فخيم.. ولكنها وقعت في الشرك.. أحبت الغريب.. أوصدت أمامه أبواب المقصلة.. عرض عليها الزواج ولكنها تمنعت.. ظل يجري وراءها عامين من الزمان.. كانت في كل يوم تتغير.. بدأت تحتشم في ملبسها.. ثم غطت شعر رأسها.. وأخيراً أصبحت لا تصافح غيره من الرجال. كانت سيارة العاشقين تتهادى في الشارع بدون عنوان.. أوقف سالم سيارته على رصيف كبري الحلفايا الجديد..الساعة تقترب من منتصف الليل.. هددها بالانتحار إن لم توافق عليه زوجاً.. شرع في نزع ملابسه ووضع قدمه على السياج الحديدي.. أمسكت به وهي تصرخ: \"لن أتزوجك لأنني مصابة بالايدز\".. عاد إلى جوار السيارة.. احتضن حبيبته ثم راح الاثنان في نوبة بكاء لا تتوقف. التيار