الصادق المهدي الشريف [email protected] . بعد طول إنتظار أعلنت هيئة الحج والعمرة بولاية الخرطوم بدء التقديم لموسم الحج لهذا العام الهجري 1432ه، وهي التجربة الأولى لهذه الهيئة في عمليات تفويج الحُجاج. وتذكرون الجدل الذي دار في السلطتين الثانية (التشريعية) والرابعة (الإعلامية) حول (المتاجرة بموسم العمرة والحج) من قبل الحكومة ممثلة في وزارة الإرشاد والأوقاف ممثلة في هيئة الحج والعُمرة الإتحادية. حجاج العام الفائت كتب الله لهم حجاً قاسياً وشاقاً.. فيه من الظُلم والإجحاف ما فيه.. في أداء المناسك حيث ينأى موقع إقامة الحُجاج بمسافة طويلة عن مواقع أداء المناسك، عِوضاً عن العنت الذي لاقوه عند عودتهم، كما عودتهم سودانير (وهي متعودة دايماً) على إهتبال وإستغلال الفرصة لرفد خزائنها بعملاتٍ أجنبية عبر ترحيل حُجّاج غرب أفريقيا أولاً ثُم الإلتفات للحجاج السودانيين. فقابل حُجّاجنا كلّ ذلك العنت بصبرٍ أيوبي ولا أدهش.. فمَن كانت له ساعةً باعها ليأكل من ثمنها، ومن كان له هاتفاً محمولاً أو هدايا لأهله بالداخل باعها.. أمّا النساء فبعنّ الحُلي وإحتفظنّ بعزتهنّ. كُنّا بنقول في شنو؟؟؟. نعم.. ولاية الخرطوم أعلنت بدء التقديم لموسم الحج، ورغم أنّ التكلفة هذا العام زادت عن العام الفائت إلا أنّ هناك بُشريات من العيار الثقيل أتوقع أن تؤدي الى موسم حجٍّ افضل نوعياً من العام الفائت لسببين. السبب الأول أنّ هذه هي التجربة الأولى لولاية الخرطوم في تفويج حُجاجها وحدها وبعيداً عن الهيئة الأم.. (بئس الأم!!!). والمعلوم أن السبب الرئيس لإنشاء هيئة حج بالولاية هو المعاناة التي عاناها حُجاج الولاية في العام السابق.. وهذا يعني أنّه إذا لم توفر هيئة ولاية الخرطوم في هذا العام مقومات ووسائل افضل لأداء المناسك!! فإنّ (الرماد كال الحاج حماد).. وتصبح الخطب الحماسية لنواب المجلس التشريعي للولاية وذمهم للهيئة الأم مجرد (كلام والسلام).. ويصبح إنشاء هيئة حج خاصّة بالولاية مجرد (...مافي داعي). السبب الآخر هو أن هيئة الولاية قالت أنّ سودانير ليست بقرة مقدّسة.. فلا يُشترط شربُ حليبها من أجلِ حجٍّ مبرور.. وأنّه يمكن للحجاج السودانيين أن يسافروا عبر خياراتٍ طيران متعددة، وليسوا ملزمين بالحجِّ عبر الخطوط السودانية (شفاها الله وعافاها). ما قالته هيئة الولاية هو.. أمرٌ خطيرٌ للغاية.. اشبه بالإنقلاب، فقد إرتبط (أداء الحج) ب(سودانير) للدرجة التي شعرتُ فيها أنّ الله لن يتقبل الحج من السودانيين مالم يأتوا الى البقاع المقدسة عبر سودانير... هكذا ببساطة!!!.. وأرجو أن تستفتي هيئة الخرطوم حول هذا الأمر (لا تسألوا مجمع الفقه!!) حتى يسافر الحُجاج على بيِّنة. حجٌّ مبرورٌ.. وسعيٌّ مشكور. التيار