هذا.. موسم!!! الصادق المهدي الشريف [email protected] بدأت عمليات تفويج حجاج بيت الله الحرام لهذا الموسم. ورحلة الحجيج السوداني ليست مثل بقية حجاج الأرض.. فهي ضرب من ضروب المغامرة المليئة بالتفاصيل المخزية والأحداث المحزنة. كان هذا حتى العام الفائت.. أمّا هذا العام.. فقد تصدت ولاية الخرطوم لعمليات التفويج لحجاج الولاية.. غضباً مما يحدث في كل عام.. ودرءاً لتكراره مستقبلاً. المجلس التشريعي للولاية قرر إنشاء هيئة حج وعمره خاصة بالولاية.. واستجاب الجهاز التنفيذي بتكوين هيئة مهمتها الأولى هي بدء وإستمرار وإكمال عمليات التفويج بأيسر الطرق الإدارية.. وأنجع الوسائل المتاحة. لكنّ الولاية لم تستطع تخطي العقبة الأكبر.. وهي قضية نقل وترحيل الحجاج.. فهي لا تملك اسطول نقل جوي ولا بحري.. فاعتمدتْ على سودانير في نقل الحُجَّاج جواً.. وعلى شركات الملاحة إياها في النقل البحري. وكأنّك يا أبوزيد.. ماغزيت!!!. لن تنفع تلك الصالات الوثيرة التي أعدتها الهيئة الولائية لإستقبال وتيسير إجراءات ضيوف الرحمن.. ولا ذلك الإهتمام بالإتصال المتواصل مع الحجاج هاتفياً. فالمشكلة الأكبر.. والأعظم.. والأكثر ألماً هي سودانير.. وعلى وجه التحديد.. تجاهل الخطوط الجوية السودانية للحُجّاج بعد أداء المناسك. وهذه قصة موازية في ذات السياق.. الشيخ السعودي الذي جاوز السبعين.. لم يؤدِّ مناسك الحج طوال تلك السنوات.. رغم أنّه مولودٌ في مكةالمكرمة.. وتربى بين جبالها.. وتعلم في مدارسها.. وتزوج منها.. وامتهن فيها التجارة. وكلما سأله سائل (يا شيخ.. ليش ما أديت الفريضة).. فلدى الشيخ إجابة جاهزة يقولها بسرعة ودون تفكير (هذا موسم).. ويقصد أنّ هذا موسم تجارة.. يكثر فيه الزبائن القادمين الى مكة من مختلف بقاع العالم.. وفي خاطره: كيف يترك هذا الموسم يضيع من بين يديه.. فيغلق محاله ويذهب للحج!!؟؟. وليس سراً أنّ سودانير تقول لكل سائل (هذا موسم).. وفي خاطرها أنّ هذا الموسم لا يأتي إلا مرةً واحدةً في كلِّ عام.. فكيف تترك هذا الموسم.. الذي يعود عليها بالعملات الصعبة التي تحتاجها في عمليات الصيانة وإيجار الطائرات؟؟. على هذا تترك سودانير حجاج السودان الذين دفعوا أموالهم عداً ونقداً وأودعوها خزائن الناقل (الوطني!!!).. تتركهم.. فهؤلاء اصبحوا في (داخل بطنها).. بلعت أموالهم. وأودعتها الخزائن. ما عليهم سوى الإنتظار الى حين تفرغ من إرجاع حجاج دول غرب أفريقيا.. يوم أو يومين.. إسبوع أو إسبوعين.. ثُمّ تعود إليهم.. (الضامرين كالسياط/ الناشفين من شقا/ اللازمين حدهم/ الوعرين مرتقى/ أعرفهم كأهل بدر شدةً ونجدةً وطلعةً وألقا).. أو كما وصفهم الراحل صلاح أحمد إبراهيم. لا أعتقد أن تسهيل إجراءات الحجاج (هُنا بالسودان) يُعتبر سبباً كافياً لإنشاء هيئة جديده.. ما لم تكن تلك هيئة الحج والعمرة لولاية الخرطوم قادرة على تغيير الواقع الذي يواجهه الحجاج هناك بعد أداء الفريضة.. ذلك الواقع الذي يدفع بعضهم لبيع موبايلاتهم.. وبيع هداياهم التي إختاروها رسل محبة بينهم واهلهم.. وبعضهم الآخر يتصل بأهله على حياء ليمدوهم بما يسد الرمق. صحيفة التيار