القشة التي .... منى أبو زيد [email protected] الحاجة آمنة خائفة من العوارض، تلهج بالذكر، وتلوك الصبر، وتستعيذ بالله من همزات الشياطين، وقرارات المسئولين، ثم تستعيد خطوات العملية الحسابية الكبرى التي رهنت لأجلها العشر الأواخر من عمرها .. القليل فقط هو كل ما تبقى لها، قبل أن تكمل جمع تكلفة الرحلة .. عوائق الاستطاعة وقفت كثيرا وطويلاً أمام تمام النصاب الغالي .. لكنها اليوم شارفت على الانتهاء .. تحمد الله، تلهج بالشكر، وتستعيذ بالله من شرور الشياطين.. و..! الحاجة آمنة - التي تخشى عوارض قرارات المسئولين التي تطارد هجعتها وتعيد في كل مرة صياغة فقرها- لا تعلم أن هنالك بلد اسمه سويسرا، وأن هنالك مسئول في ذاك البلد استقال – يوماً - من منصبه بسبب وردة – وردة نبتت في شارع الله والرسول! – مر بجوارها طفل سولت له نفسه أن يقطفها، فوثقت لهذا المشهد عدسة مصور تصادف أن كان شاهداً شاهد عليه ..! نشرت تلك الصورة في صحيفة محلية، وما هي إلا ساعات حتى أصبح مصير تلك الوردة قضية رأى عام، ناقشها البرلمان، وكال الاتهامات إلى وزير التربية والتعليم، وانتقد مناهج وزارته التي عجزت عن تعليم الأطفال ثقافة المحافظة على حياة الورود، فقدم الرجل استقالته ..! بينما يتساءل وزير الإرشاد في بلاد الحاجة آمنة عن سبب اهتمام الإعلام والبرلمان بتجاوز صلاحياته وتكسير قراراته بعودة مدير هيئة تابعة لوزاته إلى العمل بعد إصداره قراراً بفصله، وكأنه يرجو الصحافة – بطريقة أو بأخرى – أن تكف عن إحراجه بالإصرار على تناول الموضوع، فذلك المسئول باق شاء هو أم أبى، وإن لم يعجبه فالباب يفوِّت (وزير) .. وقد فعل/فات السيد الوزير، وبقي المسئول المسنود، وأول قرار قام باتخاذه بعد زوال غبار المعركة هو إضافة مائة ألف جنيه أخرى إلى تكاليف حجتها الباهظة، دون أن يقول البرلمان – الذي يمثل آمنة وفاطنة ومحمد أحمد أمام صمت تلك الحكومة وجبروت ذلك المسئول - بغم ..! حق ل آمنة أن تستعيذ من قرارات المسئولين الذين لا يكترثون لعجزها عن سداد الزيادات، ولا يأبهون إن كان إنفاق المائة جنيه يعني أن تشبع، وادخارها يعني أن تجوع، ناهيك عن المائة ألف .. المهم أن تمتلئ الخزائن فتنتفخ الجيوب، وفي سبيل ذلك لا يهم إن كان أداء فريضة الحج عند سودانا الأعظم قراراً أسرياً، مصيرياً، تجرؤ الأسرة على اتخاذه بعد جملة مداولات، تنتهي في الغالب باللجوء إلى إستراتيجية الادخار .. ولكن أنى يشعر ب (وجعة) المائة ألف من انتفخت جيوبه بالمليارات .. ؟! الحاجة آمنة محبطة من جديد قرارات المسئولين الذين وافق بعضهم على زيادة شيك الإعاشة بنسبة خمسين في المائة، والذين أصدر بعضهم قراراً بزيادة رسوم هيئة الحج والعمرة مائة ألف جنيه، وهذا يعني المزيد من التأجيل، على الأقل عام آخر، يأتي فيدركها، أو ترحل هي قبل حلوله إلى دار الفناء ..! مشوار الحاجة آمنة ما يزال محفوفاً بالعوارض، دونه جباة، غلاظ، شداد، يقفون على امتداد طريقها، ويحولون بينها وبين البقاع الطاهرة، ولو تركوها لشأنها لبلغت مرادها منذ زمن .. وهي - كانت ولم تزل - ترفع يديها إلى السماء، تلهج بالذكر، تلوك الصبر، وتستعيذ بالله من همزات الشياطين، وقرارات المسئولين ..! عن صحيفة التيار منى أبو زيد [email protected]