العصب السابع التجربة الإثيوبية..!! شمائل النور رغم أنهم أقسموا جهد أيمانهم ماهم بتاركين أبيي ليعبث بها الجيش الشعبي كيفما شاء هو وحركته الشعبية.. إلا أن الحكومة في شمال السودان قطعاً أدركت حجم الخطأ الذي وقعت فيه بتقديراتها غير الموفقة بخصوص التصعيد العسكري بمنطقة أبيي، وانتبهت تماماً لاتساع الثوب الذي كانت ترتديه وقتذاك، وإن كان ذلك جاء وفيما يبدو بعد ضغوط من المجتمع الدولي الذي رحب بالكتيبة الأثيوبية عقب إعلان الجيش الانسحاب بساعات معدودة، وكأنه يرحب بالبند السابع،، لعل هناك كُثراً ينظرون إلى الانسحاب من أبيي ما هو إلا الهزيمة والانكسار بل هو ثغرة مغرية للشماتة في حكومة شمال السودان، ولا ننسى أولئك الذين أقاموا (دلوكة) لما حدث في أبيي وما يحدث الآن بجنوب كردفان، ولا زالوا يدقون طبول الحرب وكأنهم لم يتلظوا منها، وفي ظنهم أنها الوطنية الحقة. وأنها الواجب الوطني لحماية الأرض والعرض، ولا أدري كيف هو حالهم الآن بعد انسحاب الجيش. وبغض النظر عما افتعله أفراد من الجيش الشعبي إن كان مزاحاً عسكرياً لم يحتمله جيش الشمال أو جداً عسكرياً فهمه الشمال أنه اختبار لقدراته العسكرية، إلا أنه ليس من الحكمة اتخاذ أي قرار عسكري دون حساب كل التقديرات المتعلقة به، فما بالكم بمنطقة مثل أبيي يتقاتل فيها كل الأطراف بما فيها المجتمع الدولي ذاته، وذات الذين يتعجلون التصعيد العسكري يدركون تماماً أنهم ليسوا أهلاً لهذا التصعيد ومصيرهم الرضوخ، هو التهور إذن، الآن ينسحب الجيش من أبيي ودون شروط على عكس ما يردده بعض قادة الحكومة، وكان أمام حكومة الشمال خيار غير هذا، يبعد عنها شماتة الشامتين فقط لو أنهم تريثوا في التقديرات السياسية التي قد تنجم من التصعيدات العسكرية، إذن ليس بعيداً أن نصبح غداً على وضع جديد لجنوب كردفان، لكن على أي حال كنا نريدها قبل هذا الأوان وكنا نريدها أن تأتي منّا وليس منهم، حتى لا يشعر جيشنا بالهزيمة أو الانكسار، ورغم كل ذلك نحسبها وبتحفظ حكمة لكنها تأخرت. ونتمنى أن يُستفاد من درس أبيي، وأن تخطو الحكومة خطوة جادة في حسم المسائل العسكرية بين الطرفين بأسرع ما تيسر قبل أن يحدث ما هو غير المطلوب.. ولا تقل لي أبيي ليست كجنوب كردفان. الآن الترحيب بالكتيبة الإثيوبية يأتي من أعلى مستوى، فوزيرة خارجية الولاياتالمتحدة أول من خرجت للعالم لتستقبل الكتيبة الإثيوبية، وهذا قطعاً ليس من دواعي سرور الحكومة السودانية، وخوفي أن تكون الكتيبة الإثيوبية هي البداية وإلى الآن لم يُفصح عن مدة بقاء هذه الكتيبة وماهية صلاحياتها والجميع استحسن كونها أثيوبية لكن هل هوية الكتيبة هي مشكلة بالنسبة لنا.. كانت تقديرات الكثيرين حول التصعيد العسكري في أبيي هي أنه سوف يلحق بنا أضرارا لا نقدر عليها، وكانت تقديراتهم أن الحسم العسكري هو الحل الأنسب والآن الكتيبة الأثيوبية تحسم كل التقديرات، فلنخض التجربة الإثيوبية. التيار