محنه سودانيه 77 .. الانقاذ والهوس الديني . شوقى بدرى [email protected] التطورات و الاحداث الكريهة و ما حدث في أبيي , و المحرقة التي تحدث الآن في جبال النوبة , تجعل الانسان يتذكر سؤال الاستاذ الطيب صالح رحمة الله عليه , من أين اتى هؤلاء ؟ . لقد اتوا من الهوس الديني . لقد سيطرت الاممية على التفكير و السياسة في القرن الماضي و نهاية القرن التاسع عشر . و أكبر دعاة الاممية هو ماركس و فريدرك انجلس , و الآف المفكرين و الكتاب و الفلاسفة . و لقد انتقل ماركس الى امريكا ليتخلص من مضايقات الفوضووين و بعض المنظمات المتتطرفة . و في امريكا كان أول احتفال في العالم بيوم العمال العالمي , الاول من مايو . و هذه عطلة تمارسها اغلب دول العالم . و إن كان الامريكان الذين انشأوا الفكرة صاروا يكرهون يوم الفاتح من مايو. و يذكرهم هذا بالمواكب العسكرية العملاقة في الميدان الاحمر في موسكو و المسيرات الهادرة في كل الدول الشيوعية . و شعارات محاربة الرأسمالية , و دعم حركات التحرر الوطني . عندما بدأ المناضلون الاثيوبيون نضالهم ضد الاقطاعية المتمثلة في الابراطور هايلاسلاسي , كان للماركسيين و الاشتراكيين دوربارز و قيادي . و اذكر انه كان عندي التصاق بهم في جامعة لند في جنوبالسويد . و كنت اشاركهم اجتماعاتهم و نشاطاتهم الرياضية . و قام الأخ الشاعر دانيال آدماسي بصياغة كلمات نشيد الانترناشونال باللغة الامهرية . و قام ابابا هايلي و زودو و تيدلا و يرس ادماسي بأداء نشيد بمساعدة الموسيقار تشوما الذي قام بالعزف و التوزيع . و طبعت مئات النسخ في اشرطة و هربت الى اثيوبيا . و ساعد هذا في نجاح الثورة . لقد صب هتلر جام غضبة على الاممين , و نكل بهم و اعتبرهم الالمان خونة , خاصة و أنهم لم يدعموا سياسة هتلر العنصرية و حرقه لليهود و الغجر , كما وقفوا بصلابة ضد سياسة النازيين التوسعية و الاستعمارية . و هاجموا الفاشية ممثلة في موسيليني الزعيم الايطالي . و حتى قبل وصول هتلر الى السلطة كان الامميون هم الذين يتصدون للنازيين في الشوارع . و يدفعون بدمائهم و بأرواحهم . و كانت عصابات النازيين بزعامة البلطجي روم لا تجد اي مقاومة إلا من الألمان الاممين , و روم كان يبدو كقاطرة بشرية ووجهه ملئ بالندوب و الجروح , بالرغم من أنه كان مثلياًَ . عندما استلم هتلر السلطة وجد الامميون انفسهم في معسكرات الاعتقال أو في القبور . و فر بعضهم لخارج المانيا . و انتهى الامر بكثير من شباب الاشتراكيين في السويد و منهم المفكر و رئيس النمسا برونو كرايسكي , الذي يذكر له مواقف حميدة نحو العرب بالرغم من يهوديته . و الاممي برونو كرايسكي حكم النمسا التي هي اكثر دولة تغص بالنازيين و العنصريين . فهتلر نمساوي في الاصل . و لقد افلح برونو كرايسكي في تحجيم النازيين في النمساء . برونو كرايسكي و فلي براند مستشار المانيا و كثير من الشباب الاشتراكي عاشو في السويد في ايام الحرب العالمية الثانية . و لقد تعلما في السويد و كان يتحدثا اللغة السويدية بطلاقة . و كانوا جميعاً تلاميذ في المدرسة الاشتراكية بزعامة الرئيس الاشتراكي و رئيس وزراء السويد تاقا ايرلاندر , و الذي خلف الزعيم الاشتراكي من بداية القرن بير البن هانسون . أحد تلاميذ تلك الفترة النجباء هو الرئيس السويدي الاسطوري اولوف بالما . و هو الذي دفعته امميته في 1969 ان يقود مظاهرة الشموع في احد ليالي استوكهولم الباردة , الى سفارة امريكا , مديناً حرب فيتنام و قصف هانوي . و كانت تلك حادثة غير مسبوقة , ان يقود رئيس دولة غربية مظاهرة ضد امريكا , بالرغم من تهديدات امريكا بمقاطعة السويد تجارياً و حرمانهم من الكثير من الميزات , و الأوضاع التفضيلية في التجارة المشتركة . و لكن بالما كان مسنوداً بالزعامات الاشتراكية الاوربية . وحتى الان , ان الاشتراكيين و الامميين هم الذين يحكمون اغلبية اوربا . و المكاسب التي يتمتع بها الشغيلة او المواطنون الاوربيون لا وجد لها في امريكا . فعلى سبيل المثال , فأن للمرأة في السويد الحق ان تمكث في بيتها 12 الى 18 شهراً بعد الولادة , و هذه مدفوعة الاجر . بينما يسمح للمرأة العاملة في امريكا بأسبوعين غير مدفوعة الاجر . و يعمل العامل في السويد 1550 ساعة في السنة . و يتمتع بي خمسة الى ستة اسابيع من الاجازة مدفوعة الاجر , و يعمل العامل الامريكي حوالي 2000 ساعة في السنة و له اجازة عبارة عن اسبوعين غير مدفوعة الاجر . بما أن الاخوان المسلمين قد سرقوا اغلب تنظيمات الاشتراكيين , و تكتيكاتهم , و طورها في بعض الاحيان . لهذا قاموا بعمل انترناشونال مماثل , و أطلقوا عليه عدة اسماء منها المحنة الاخيرة (اهل القبلة ) , و كأن القبلة تخصهم وحدهم . و اذكر انني قلت لأحد المتشتدقين و الذي كان يكثر الحديث . و يتشدق قائلاً نحن أهل القبلة .. نحن أهل القبلة . فقلت له أي قبلة تتحدث عنها ؟ فقضب و ثار و أتهمني بالكفر والالحاد و الزندقة . لأن القبلة حسب فهمه هي قبلة واحدة . و اندهش عندما قلت له بأن النبي صلي الله عليه و سلم كان يصلى على بيت المقدس في الأول. الى ان حوله جبريل عليه السلام للصلاة نحو الكعبة المشرفة . ان أهل الانترناشونال الاسلامي شاهدناهم ينادون بعضهم البعض في الخمسينيات بأخي في الله . و هذا استثناء و اقصاء للأخرين . و صار السوداني على استعداد ان يضحي بجاره أو ابن عمه السوداني لمصلحة الاخ المسلم المصري أو السعودي . و من هذا الهوس الديني أتى رجال الإنقاذ و نساؤها , و لقد اقنعوا انفسهم بأنهم رسل الله في الأرض , و أن كل من لم ينضم الى تنظيمهم أو يفكر بطريقتهم فهو كافر و فاجر لا يحق له العيش . و صار الاخ و الأم و الوطن و الانتماء هو التنظيم . و هذه غلطة مارسها الشيوعيون كذلك . بل لقد عظم النظام الاستاليني و الاتحاد السوفيتي الأطفال الذين بلغوا عن ذويهم , لأنهم قد اخفوا جزءاً من محصول القمح . و صار الرجل يتجسس على زوجته , كما حدث في المانيا الشرقية . الآن عندما نرى ما يحدث في السودان من تفتيت و تحطيم و قتل و مذابح , يتأكد لنا ان السبب هو الهوس الديني الذي يدفع أهل الانقاذ لأن يرتكبوا اي جرم و ان يضحوا بكل الشعب السوداني من أجل تنظيمهم . فكل الذي لا ينتمي الى تنظيمهم لا يستحق العيش . فهم الذين سيبنون مملكة السماء . و هذه الممارسات حدثت في المهدية . فلقد فسر البعض أعمال النهب و القتل و تحطيم الدولة و منشآتها , بأن كل هذا هو عرض دنيوي زائل . و أن المهدي قد قال : ( انا جيت اخرب الدنيا و أعمر الآخرة ) . ذهاب حلايب و الفشقة و انفصال الجنوب , كل هذه حسب رأي هؤلاء المهوسين اشياء دنيوية لا معنى لها , فالدول و الاوطان و الممالك اشياء زائلة , و تبقى مملكة الله في السماء . فلماذا نتمسك بأشياء دنيوية عارضة ؟ . و كيف لا يموت ثلثمائة ألف من البشر في دارفور ؟ . و لقد مات اثنين مليون في الجنوب . عندما يكون الغرض نبيل و هو تثبيت اقدام الاممية الاسلامية . و لهذا كان أمثال الغنوشي و الزنداني و الآخرين يحملون الجوازات السودانية . أن من يحكم السودان اليوم هم الاممية الاسلامية . و السودان مركزهم اليوم . من هنا تغسل الاموال , و توزع الادوار , و تحاك المؤامرات , و تتدرب الكوادر . و يبيعون و يساومون . و يتشنج البشير و يحلف و يقسم . ثم يأمره الامميون الاسلاميون أن يتراجع و أن يغير هذه السياسة , و أن يصالح ذلك . و أن يتخلص من بن لادن , ارضاءاً لهذه الجهة أو لتلك . و يجبرونهم على ان يتبعوا ما صار معروفاً الان بالوسطية الاسلامية , لأنها الأسهل تسويقاً في هذه المرحلة . و بن لادن يمثل خطورة عليهم و يجب التخلص منه . و يأتي القرضاوي و تلاميذه الى السودان . و يشارك في محنة و بدعة عرس الشهيد . و الذي صار بكل بساطة الفطيس . و تتغير الحالة . و يغضب البشير لأساءات الترابي و قلة ادب بعض صبية المؤتمر الشعبي . و لكن لا يمكن ان يتمادى لان التنظيم الاكبر سيطيح به . و كما قال بن لادن : ( هذا النظام هو خليط بين الهوس الديني و الجريمة المنظمة ) . ان التصرفات الخرقاء التي تبدوا كمحن سودانية و التي يقوم بها البشير , كالفلوس التي قبضت عند مسئول حماس و بعض التصرفات الغريبة ما هي إلا اوامر من النتظيم الكبير . فلقد وضع التنظيم الكبير جزءاً كبيرا من (الغلة) كما يقول اللبنانيون او كما يقول ركيبي القهاوي في السودان ( الخميرة ) . حتى الفلوس التي يعطيها البشير للصادق المهدي أو للميرغني , ليست مقررة من البشير أو نظامه , بل انها مقررة من التنظيم الكبير . فالصادق المهدي و الميرغني ليسوا بأعضاء كاملين في التنظيم الاممي الاسلامي , و لكنهم على هامش اصحاب القبلة . و التنظيم قد نصح بالتعاون أو تحييد الطائفية السودانية وعدم استعداء الصوفية في السودان . البشير يستطيع ان يضايق الترابي , و أن يعتقله , و لكنه لا يستطيع ان يتمادى . لأن الترابي قد اعطى التنظيم دولة كاملة و هي السودان لتكون قاعدة لينطلقوا منها . و كما ذكرت في عدة مواضيع فأن الترابي هو الذي كان مهندس انقلاب الدوحة , و خلق قناة الجزيرة . و لقد ذكرت كذلك بأن الشيوعيين قد اخترقوا مكتب الترابي , و عرفوا بانقلاب الدوحة و مواعيده و تفاصيله . آلا انهم اتصلوا بالام أي 6 البريطانية و هي تماثل السي أي ايه في امريكا . و طمأنهم رجال المخابرات البريطانية بأن كل شئ تحت السيطرة . ليكتشف الشيوعيون فيما بعد بأن السي اي ايه و الام أي 6 هم الذين كانوا يناصرون الاسلامين في السيطرة على الدوحة , و النتيجة قاعدة حربية ضخمة في الدوحة و الأعتراف بأسرائيل . عندما أراد التنظيم الاممي الاسلامي أن يعيد الكرة في الامارات . عرف الشيوعيون كذلك و قاموا بالاتصال مباشرةً بأحد وزراء الامارات . و بالرغم من أنني لست بالشيوعي و لا أوافق على كثير من الأفكار الشيوعية . خاصة عدم الشفافية و انعدام الديموقراطية , و تكميم الافواه و الحريات . إلا انني كنت حلقة الوصل مع الوزير الاماراتي . و فشل انقلاب الامارات . ان الهوس الديني و المراهقة السياسية , تدفع أهل الانقاذ لأرتكاب كل هذه المحن . فالذي كان يدفعهم و لا يزال يدفع الاغلبية منهم , هو المراهقة السياسية التي عاشوها في فترة الدراسة . و لم يفق منها البعض . و البعض لا يزال على اقتناع بأن الله سيفتح لهم ابواب الرزق و سينصرهم في كل خطوة . و سيجعل امريكا تخر ساجدةً امام جبروتهم . و أن الله سينصرهم كما نصر رسوله ضد الرومان و الفرس . فهم أهل القبلة . و لقد ناقش برلمانهم في فترة و عن جد فكرة تسخير الجن لمساعدة الاقتصاد السوداني . لما لا فهم أهل القبلة . لقد صدقت فراسة الاخ ادوارد لينو , (فالتنظيم الاسلامي العالمي لا يهمه السودان , إلا انه مكان لغسل الأموال ) . و كانت البداية بنك فيصل الأسلامي . و بدأت سياسة التمكين , و هي تمكين أهل القبلة من عنق الأقتصاد السوداني . فأموالهم التي كانت تجد الأمن و الأمان في بنوك سويسرا تحت رعاية يوسف الندي و آخرين بدأت تجد مضايقات خاصة بعد الحادي من سبتمبر . لهذا عظم أمر السودان كغسال و مكوجي في حكومة الأنقاذ . فكما استعان اليمين الأمريكي بالكنيسة , تعلم الاسلاميون استغلال الجوامع و الدين و المنظمات الاسلامية . و أذكر ان احد المفكرين الأمريكان كان يقول : ( اذا اجبرت الكنائس الامريكية على دفع ضرائب , فسينفض الناس من حولها ). لقد كان بعض الشيوعين السودانيين يقولون قديماً و منهم الرجل الرائع عبده دهب , أنه بعد انتصار الاشتراكية لن يكذب الناس . و كانو يقولون انه لا داعي لبناء المنازل , لأن الاشتراكية ستعطي منازل للجميع و كانوا يقولون ان كل من يشتري تذكرة يانصيب في الاتحاد السوفيتي يكسب . و أن الجريمة ستنعدم في المجتمع الاشتراكي , لأنها تناج رأس مالي . و سيعم النعيم العالم , بعد انتصار الاشتراكية . و لن يكون هنالك نقود . بل سيذهب الانسان للمتجر و يأخذ الانسان ما يحتاجه فقط في أي وقت دون ان يدفع . وأن الامراض المعدية ستختفي و المستشفيات ستكون خالية الى من بعض الحوادث و الحالات الفردية . ألم نقل ان الاخوان المسلمين قد اقتبسوا كل غلطات و مزايا الاشتراكيين . و المتأسلمون على اقتناع بأن كلمة ( الله أكبر ) ستفتح لهم كل الأبواب . استاذنا في مدرسة ملكال الاميرية محمود برات , كان أول من سمعته يستعمل كلمة (اخي في الله ) . و كان هذا عندما اشار الى صديقه و قريبه الاستاذ النور علي . و هذا في الخمسينات . و المناسبة كانت أنه عرف انني كنت ادرس في مدرسة بيت الأمانة . و الاستاذ النور علي كان مدرساً في تلك المدرسة . الاستاذ محمود برات كان قاسياً في عقابه . و كان حاداً في معاملاته . بل هو الاستاذ الوحيد الذي جلد الاخ اجوت الونج اكول و بدون وجه حق . و لقد اعتذر لأجوت عندما لامه بقية الاساتذة . و اجوت كان مثالاً للطالب الرائع . و كان مسيحياً متديناً . و لربما اغضب هذا استاذنا محمود برات . و لقد شاهدت الاستاذ محمود برات يصفع احد طلبة السنة الرابعة و هو من ابناء الاستوائية , و كان رئيس المنزل . و عندما تواصل اللطم و الصفع رأيت نظرة من الغضب في وجه الطالب اجبرت الاستاذ محمود برات لأن يتوقف . و وضح أن الطالب قال للاخ و صهري فيما بعد بدر الدين عبد الرحمن : ( انا بوزع في الاولاد , حا أجي ) . و لم يرفض أن يحضر , كما قال الاخ بدر الدين . الاستاذ النور علي كان كذلك حاداً . و عندما كنت في الحادية عشر من العمر , كان يصفعني الى ان تكل يده . و عندما اسأله قائلاً : ( خلاص يا استاذ ؟) . يتكرم على بصفعة قوية و يدفعني جالساً قائلاً : ( اترمي ) . و لم أعرف انه ابن عمتي , إلا بعد أن تزوج خالي اسماعيل خليل شقيقته في الدويم . و تزوج الاستاذ أحمد عبد الرحمن شقيقته الاخري . و تزوج ابن الترابي كريمته . و عندما افكر كيف كان الاستاذ محمود برات ينهال علي بالخيزرانة حتى يدمي جسمي , أحس بأن هنالك خطأ . و أبن عمتي النور علي الذي كان شاباً مفتول العضلات , كان يصفع طفلاً في الحادية عشر من عمره بكل قوته . من أين اتى كل ذلك العنف ؟ و لماذا ؟ . و لقد ترجم هذا العنف بفظاعات الاخوان المسلمين في كل العالم . الاستاذ محمود برات انتقد الترابي و قال على رؤوس الاشهاد بأن الترابي محرف في الدين , و تارك للصلاة . لأنه قد لازمه لفترة . فمارس معه الترابي ما كان يمارسه الشيوعيون اغتيال الشخصية . و وصف محمود برات بالجنون . و قاطعة الناس و تعرض للسخرية و الاستخفاف . و الاستاذ محمود برات يحمل دكتوراة في علم النفس . و هو كاتب و مؤلف كتاب جنوح الاحداث . و لكن الترابي ذبحه معنوياً . و الترابي \" تارك الصلاة \" ذبح الاستاذ محمود محمد طه و اتهمه بترك الصلاة . لقد كتبت عن الهوس الديني , و هذا موضوع طويل موجود في مكتبة شوقي بدري في سودانيز اونلاين . فشقيقي الاصغر مختار ابراهيم بدري , كان لا يأكل معنا , و لا يرد على تحيتنا , و نحن نسكن في نفس المنزل . و كان هو و مجموعته التكفيرية يحتلون كل المنزل . و ينظرون الينا شذراً اذا دخلنا الصالون المكندش الذي يحتلونه بصورة دائمة . و يكثرون في الأكل و يوصون على الكنافة بالسمن البلدي . و كان يصرف ايجار عمارة في منطقة المقرن على تنظيمه الاسلامي . و هذه العمارة التي هي ورثة , الآن مرهونة لبنك امدرمان الوطني , بخمسة مليار جنية سوداني . هذا بعد ان تحصل بعض الاسلامين على توقيع شقيقي الشنقيطي الذي انتقل الى جوار ربه و توقيعي انا الذي لم اذهب الى السودان قبل فجر الانقاذ , و توقيع السيده ايمان ابرايهم بدري التي لا وجود لها , و لكن هنالك سيد و هو اخي ايمان ابراهيم بدري . قديماً كان الاسلاميون يميزون نفسهم بلبس معين و سلوكيات معينة , و طريقة خاصة في الكلام . و عندما يشكون في انتماء شخص يسألون : ( الاخ هلالابي ؟ ) . بل لقد غيروا حتى سنة النبي صلى الله عليه وسلم . و بدلاً من السلام عليكم , صرنا نسمع حياك الله , اعزك الله , سدد الله خطاك شيخنا , في ميزان حسناتك . و الخ .. و كل هذا لكي يؤكدوا أنهم ممثلي مملكة الله في الأرض . الدكتور بابكر علي بدري رحمة الله عليه , الذي انتقل قبل فترة قصيرة الى جوار ربه , أراد ان يعمل في السعودية . فطلب من عمه و عم زوجته البروفيسور مالك بدري , ان يزكيه الى مسئول سعودي . فأخرج مالك كرته ليكتب تزكية . ثم غير رأيه و قال بأنه سيكتب خطابأً , و لقد كان . فأحس بابكر بأن الأمر غريب . ففتح الخطاب . و كان مالك يقول لأخيه في الله السعودي , بأن ابن اخيه يشرب الخمر . فمزق بابكر الخطاب . و عندما قابل المسئول السعودي سأله اذا كان يمت للبروفيسور مالك بدري بصلة . و عندما تأكدت له الصلة قام بتوظيفه . فقضي بابكر الفترة في السعودية و عاد بعدها الى الاحفاد ليعمل كمحاضر و يقضي بقية عمره وسط اهله . انا لا أريد هنا ان اشهر بأهلي و لكن لكي اوضح بأن الاسلاميون قد ادخلوا طريقة حياة جديدة . و بعض الشيوعيون قديماً كان يقولون بأن علاقاتهم مع الاخرين تحددها علاقة الاخرين بالحزب الشيوعي , و أن الحزب هو الام و الاب و الخال . و هذا خطأ . و الاسلاميون الآن , لا يهمهم السودان أو حدوده أو رفاهية اهله او شجره أو حجره . أنهم يبنون مملكة السماء . و أي شئ خارج هذه المملكة لا قيمة له . و هذا ما قام ببيعه للبسطاء والمساكين و المتشنجين . و لكن قادتهم يعيشون في نعيم و رفاهية و يستمتعون بالمال و النساء مثنى و ثلاث و أربعة من الحسان و ما ملكت ايمانكم ! . و بينما هذه الاحداث تدور , لا يستطيع الصادق المهدي ان يقف بصلابة و يدين الانقاذ بصورة حاسمة , و كذلك الميرغني . و لهذا اجبره التنظيم العالمي ان يتعاون مع الاخوان المسلمين كل الوقت . و الآن ينضم اثنين من ابناءه الى جيوش التنظيم الاسلامي في السودان . و يفرض التنظيم العالمي فريقاً ( باشا) من القوات النظامية على قيادة حزب الأمة و الأنصار . فالصادق المهدي و الميرغني مقبولان عند أهل القبلة بطريقة استثنائية . و يمسك الترابي كثيراً ضد هؤلاء الاثنين . و لهذا يتجرأ امثال كرتي و يوصفهم بالسجمانين بدون أن يخشى لومة لائم أو اي انتقام منهم الأثنين . فهنالك الكثير الذي يخشاه الاثنين من التنظيم العالمي . و الصادق و الميرغني لا يستطيعان نفي أو نكران هذا الكلام الذي اوردته من قبل و سأورده الآن . و هذا الكلام يخرجهم من التنظيم الاسلامي أو ما عرف بأهل القبلة . و هذا ما يستند عليه الترابي . فالبشير و الترابي و الجميع , هم جزء من منظومة واحدة , و لا تهمها الوطن أو المواطن , ولكن يهمها التنظيم العالمي الذي ينتمون اليه . و الدخول في هذا التنظيم يعني الالتزام بقوانين اللعبة . و كما يقول المصريون ( دخول الحمام مش زي خروجه ) . ........ اقتباس. تراثنا الطائفى اشارة الى خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، يقول محمد عثمان الميرغنى فى كتابه ( مناقب صاحب الراتب- صفحة 102 قال : ( من صحبك ثلاثة أيام لا يمت الا وليّا . وان من قبل جبهتك كأنما قبّل جبهتى . ومن قبّل جبهتى دخل الجنة . ومن رآنى أو من رأى من رآنى الى خمس ، لم تمسه النار ) . في منشورات المهدي ان من لم يؤمن به فقد كفر وان يحل ماله وعرضه ودمه . هذا موجود في الاثار الكامله للامام المهدي و هو خمس مجلدات جمع وتحقيق الدكتور محمد ابراهيم ابو سليم دار جامعة الخرطوم للنشر. وهذه الوثائق موجوده في دار الوثائق السودانيه التي كان الدكتور محمد براهيم ابو سليم مديرها وراعيها. وهنالك وثائق محفوظه في مكتبة جامعة درام تحت رقم 100-1-2 ووثائق محفوظه في جامعة درام تحت رقم 100-1-4 و مصنف رسائل محفوظه بمكتبة كامبريدج بانجلترا ومصنف رسائل بمكتبة ييل بالولايات المتحده و الجزء الاول من مصنف رسائل محفوظه في الخزائن الوطنيه الفرنسيه مصنفة بواسطة محمد المجذوب بن الطاهر المجذوب ومصنف رسائل صنفها حسين الجبري و محفوظه في جامعة الخرطوم. مصنف رسائل بالمكتبه الاصفيه بحيدر اباد. خطب مصنف خطب مطبوعه بالحجر و مصنف رسائل عند العمده ادم حامد في الجزيره ابا. مصنف يتضمن خطب المهدي يملكها العاقب با درمان ووثائق حامد سليمان والي بيت المال في المهديه قديما. وثائق مختلفه باسم المهدي مجموعة المهديه بدار الوثائق السودانيه. اماكن اخرى كثيره من دور الوثائق لا يتسع المجال لذكرها .. في رسائل المهدي الاولى كان يختم رسائله قائلا الفقير الحقير محمد احمد عبد الله ، كرسالته شعبان 1298 هجريه وهي رسالته الى احمد بن محمد الحاج شريف . كما اورد ابو سليم في الجزء الاول صفحة 41 رساله بخط المهدي جامعة درام انجلترا. و بعد المهديه كان يبدأ رسائله : من عبد ربه محمد المهدي ابن السيد عبدالله الى الفقيه احمد الحاج البدري و الى الفقيه احمد زروق كما في صفحة 111. كما اورد ابو سليم في صفحة 119 الى اهالي خور الطير وغيرهم فمن عبد ربه محمد المهدي ابن السيد عبد الله اعلموا ان رسول الله صلى عليه وسلم امرني بالهجره الى ماسه بجبل قدير و امرني ان اكاتب بها جميع المكلفين فمن اجاب داعي الله ورسوله كان من الفائزين ومن اعرض يخذل في الدارين . ويقول المهدي في صفحة 135 في نفس المجلد في خطابه الى احبابه في الله المؤمنين بالله و بكتابه. و اخبرني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم انني المهدي المنتظر و خلفني صلى الله عليه وسلم بالجلوس على كرسيه مرارا بحضرة الخلفاء الاربعه و الاقطاب و الخضر عليه والسلام وايدني الله بالملائكه المقربين و بالاولياء الاحياء و الميتين من لدن ادم الى زمننا هذا, وكذلك المؤمنين من الجن . و في ساحة الحرب يحضر معى امام جيشي سيد الوجود صلى الله عليه و سلم بذاته الكريمه و كذلك الخلفاء الاربعه و الاقطاب و الخضر عليه السلام و اعطاني سيف النصر من حضرته صلى الله عليه وسلم و اعلمت انه لا ينصر علي احد ولو كان الثقلين الانس و الجن . ع / س شوقى بدرى ............ هذا التنظيم العالمي الاممي الاسلامي الآن في حالة سكر و نشوى بسبب النصر الذي يعتقدون أنهم قد اتوا به , فمبارك الذي كان قد عذبهم بتعرض الآن للأهانة بسب دعواتهم و صلاحهم و لقد استجاب الله لدعائهم . و بن علي الذي سخر منهم طريد و ذليل . و القذافي الذي حطم تنظيم الاخوان المسلمين , بعد هروبهم من جمال عبد الناصر , و دعم الملك السنوسي لهم , هو انسان مطارد و محاصر كحيوان مفترس . أن ما حدث في ابيي و يحدث الان في جبال النوبة يصعب تصديقه . و لقد صدمنا من قبل لفظائع بيوت الاشباح التي اعترف بها البشير بنفسه . و لم نصدق جرائم و مذابح كجبار بالرغم من أننا شاهدناها امامنا مصورة . و لم نستطع ان نصدق كيف يسهل على سوداني ان يعطي اوامر برمي مدنيين بالرصاص كما حدث في بورتسودان . و لكن الجواب يبقى لقد اتى هؤلاء من رحم الهوس الديني . و لقد عرض أهل الهوس الديني ملايين الشباب لعملية غسيل مخ , و هذا ما قام به النازيون . و النتيجة كانت 59 مليون من البشر دفعوا حياتهم في الحرب العالمية الثانية . و كان الجميع يستخفون بالنازية و الفاشية في البداية . ان ما سيحدث الآن سيكون ابشع و اسوأ. أكبر هوس ديني في العالم , موجود في الهند وسط مليار من البشر . و للهنود اكبر تنظيم نازي في العالم و هم المتطرفون الهندوس . و تنظيم ال (اس ار ار) يضم حوالي 40 مليون رجل . و حتى في السودان , كان الهندوس لا يسمحون لأي انسان غير هندوسي أن يشرب من أي اناء يخصهم . و إذا حدث يكسرون الكباية أو يخسلونها بالتراب سبعة مرات , و كأنما لعقها كلب . و الهندوس يقسمون أنفسهم الى عدة اقسام . منهم اقسام اذا وقع ظلهم على شخص آخر , تعتبر هذه نجاسة . و هنالك قسم تفرض على نسائه ممارسة الدعارة و لا يؤدون أي عمل اخر . و هنالك قسم ملزم بحرق المؤتى , و لا يتعاملون مع أي قسم اخر إلا في هذا النشاط . و الهندوس الآن ناشطون لكي يحتلوا العالم , و هم على اقتناع بأن البوقوان الآههم يسعطيهم حكم العالم . أنا هنا لا أقارن المسلمين بالهندوس , و لكن أقارن الهوس بالهوس . قبل ستة اسابيع اتاني ايميل من الدكتور الفاضل عباس في الامارات , و كان يقول أنه لأول مرة لقد فهم هجومي على الزعيم الهندي المهاتما غاندي . بعد ان أتهمه أحد الكتاب الهنود بالكثير من الممارسات الخاطئة , و أنه كان مثلياً . فعندما اشاد دكتور الفاضل عباس في مؤتمر لندن في اكتوبر الماضي , قلت له أن غاندي شخص عنصري و مهووس ديني . و صدم الدكتور الفاضل عباس . كثير من السودانيين تأثروا جداً بغاندي , منهم العميد يوسف بدري , و الامير نقد الله زعيم حزب الامة , الذي كان لا يشرب السكر لانه يدعم خزينة الاستعمار .و لا يرتدي سوى الدمور السوداني و المراكيب . و كذلك استاذنا في الاحفاد استاذ سيد احمد عبد الرحمن من جزيرة توتي و زميل دراسة يوسف بدري و عرف بغاندي كل حياته . الهندوس كانوا يضربون المسلمين في محطات القطار اذا تجرأ المسلم على الشرب من حنفية الماء و قد يقتلون , لأن المسلم نجس . و كل غير هندوسي نجس . و لهذا رفض الزعيم المسلم علي جناح دعوة جواهر لال نهرو لأتحاد الهند و ان يصير علي جناح رئيساً الوزراء . و حدثت اكبر عملية هجرة في العالم . مات فيها اكثر من ثلاثة مليون مسلم في هجرتهم نحو باكستان . بسبب الجوع و المرض و التعب و هجوم الهندوس . و يغني الكابلي في اغنية اسيا و افريقا و (صوت طاغور المغني) . طاغور مفكر و فيلسوف هندوسي . ألف اكثر من اثنين الف قصيدة و أغنية . و أظن ان مؤلفاته وصلت الاربعين . و هو الذي اطلق اسم المهاتما أو الروح الكبرى على غاندي . و لكن الهوس الديني اعماه و بالرغم من علمه كان يقدس البقرة و يمارس التفرقة ضد المنبوذين من الهندوس , و يعتبر المسلمين من أهل النجاسة لا يحق لهم الشرب من حنفيات المياه العامة . و كنا ندرس أدبه في المدرسة الثانوية , و نحفظ قوله ( ان الادب هو المبضع الذي يعالج الآم الحياة ) . ألم يستطع هذا المبضع ان يعالج الهوس الديني عند طاغور ؟ . و غاندي الذي عاش في جنوب افريقا , كان يناضل ضد تسلط الرجل الابيض و البوير ضد العمال الهنود و قتلهم في بعض الاحيان . و لكن بالرغم من انه محامي لم يفكر في وضع السود أهل البلاد الحقيقيين . بل كان الهنود يحتقرون الأفارقة . و غاندي الذي وجد الركل و الضرب و الأهانة من البيض , كان يدعو لعدم اللجوء الى العنف . و كان اكبر داعية و مشجع لتجنيد الهنود للأنضمام و المحاربة تحت لواء الامبراطورية البريطانية , و كانوا بالملايين . و لقد استخدمهم الانجليز في قمع بعض الانتفاضات العربية في الاربعينات و بداية الخمسينات . أن الهوس الديني هو طاعون العصر . و ما يقوم به الصهاينة في اسرائيل ضد العرب هو نتيجة هذا الهوس الديني . فالشخص الذي على اقتناع انه صفي الله , لا يتورع عن عمل أي شئ . و جبال النوبة الآن خير شاهد على هذا الهوس الديني . بعد الهجوم الشخصي كالعاده ، ارجو لشق كوز نقاش موضوعي . التحية ع س شوقي بدري .