[email protected] لطالما تساءلت يقعان في مجموعة واحدة : المتثقفين والحمقي ، لا يفعلان شيئا سوي التساؤل والسؤال وكأن هناك فعلا من سيجيبهم عندما مرت مدينة أبيي (بالمناسبة أهي مدينة فعلا؟ّ!) ، بالأحداث الأخيرة ، وتناقلت الفضائيات بسرعة قدر إستطاعتها أوضاع النازحين أو المشردين داخلياَ كما اطلق عليهم تقرير بصحيفة الجارديان ، قلت تساءلت عن سرعة إستجابة المنظمات غير الحكومية للعمل في الجنوب وإن لم يصف التقرير كيف (إنبثقت) بهذه السرعة وترعرعت وربت ولكن بعد أن هدأت قليلا من تساؤلي الناقم ذاك تحولت الي تحكيم جادة الإنصاف لما قامت به تلك المؤسسات وأثق في تقريرها ولدي أسبابي التي تخص كلا من حكومتي الشمال والجنوب ، المهم أنه في 1 يونيو طرح برنامج الأغذية العالمي بأن عدد المسجلين المشردين داخليا وصل أكثر من 45000 وتقديرات غير رسميةأشارت الي أن هناك 36000 شخص آخرين علي الطريق ما يزالون يحاولون الوصول الي السلامة ، قدم البرنامج حصصا غذائية لاكثر من 2500 نازح وصلوا علي أقدامهم الي ولاية واراب وقد تلقي بعضهم 18000فرد المساعدات الغذائية في منطقة أبيي وتلقي 2800 نازح من الذين تمكنوا من الحصول علي وسيلة نقل في ولاية بحر الغزال وتتكون الحصص الغذائية من 13.5كجم من الحبوب ،3كجم من البقوليات(عدس وفول) حوالي لتر من زيت الطهي وكمية من ملح الطعام للشخص الواحد ، صممت لتكفيه لمدة شهر . ووجهت شاحنات الغذاء لتصل الي ثلاثة مواقع منفصلة في شمال ولاية واراب : ماين أبوم، تورالي، وانورك والتي فرّ إليها معظم النازحين . ما يجلب الألم أن الجنوبيين هم من عاني أكثر إنعكسات الحرب ، بل هناك جيل كامل تربي بعيدا عن وطنه بسبب الحرب ثم تتكرر الصورة ليواجه نفس الجيل بدايات حرب جديدة ولكنّ الله سلّم وإن لم تخلو هذه المواجهة التي تم تداركها مؤخرا من خسائر أصابت المواطن الجنوبي ، فحكت (نياندور دينق) وهي مواطنة جنوبية أنها كانت تأخذ قسطا من الراحة عندما سمعت الطائرات .. (شاهدت الناس يركضون بعيدا فأخذت أطفال وغادرت .. زوجي يعمل بالخرطوم .) ، صور هؤلاء النازحين وهم يمشون علي أقدامهم مسيرة يومين أو ثلاث ، بغية الوصول الي مكان آمن ، إنتهت رحلتهم بفقدهم لأمتعتهم وما يملكون ، حتي أن بعضهم أضطر الي ترك من هم كبار السن خلفهم .. هناك شئ غير متوازن يلف القضايا بأكملها ، تبعات الحرب لن تنتهي بالإستدراك المصطنع لوقفها بوضع إتفاقية ، أبعاد الحرب وإن إستمرت لساعات ،لا تخلق إلا هذا التصدع الذي نمارسه الآن .. نكتب ؟!عن ماذا؟! ماذا تبقي بالأصل؟!