هل تم إطلاق مسيرات العدوان من جنوب السودان..؟    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    البرهان يعلن تضامن السودان الكامل مع قطر    لقد غيّر الهجوم على قطر قواعد اللعبة الدبلوماسية    الإتحاد الأفريقي يُرحب بمقترحات الآلية الرباعية بشأن تسوية نزاع السودان    الهلال يفشل في فك شفرة عرش سيكافا ويكتفي بالوصافه    إقالة في التوقيت القاتل... كيف خسر الهلال بطولة في المتناول؟    أمير قطر: إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال القيادة السياسية ل"حماس" فلماذا تفاوضهم؟    سبب استقدام الشاب أموريوم لتدريب اليونايتد هو نتائجه المذهلة مع سبورتنغ لشبونة    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    أمير قطر: بلادي تعرضت لهجوم غادر.. وعازمون على مواجهة عدوان إسرائيل    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    السيتي يتجاوز يونايتد في الديربي    السودان يردّ على عقوبات الخزانة الأمريكية    الهلال السوداني يتطلّع لتحقيق كأس سيكافا أمام سينغيدا    ركابي حسن يعقوب يكتب: ماذا يعني تنصيب حميدتي رئيساً للحكومة الموازية؟    غرق 51 سودانيًا    شاهد.. "جدية" الإعلام السوداني تنشر صورة لها مع زوجها الشاعر وتستعين بأبيات من الغزل نظمها في حقها: (لا شمسين قدر نورك ولا الاقمار معاها كمان)    شاهد بالفيديو.. الناشطة المثيرة للجدل "زارا" التي وقع الفنان شريف الفحيل في غرامها تعترف بحبها الشديد للمال وتصدم المطرب: (أرغب في الزواج من رجل يملك أكثر من مليون دولار)    شاهد بالصورة والفيديو.. بضحكة مثيرة جداً وعبارة "أبشرك اللوري مافي زول سائقه مركون ليهو زمن".. سيدة سودانية تثير ضجة واسعة بردها على متابع تغزل في جسدها: (التحية لسائق اللوري حظو والله)    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفتح النار على المطربة إيمان الشريف: (المجهود البتعملي عشان تطبلي لطرف تاني قدميه لزوجك لأنك مقصرة معه ولا تعطيه إهتمام)    شاهد.. "جدية" الإعلام السوداني تنشر صورة لها مع زوجها الشاعر وتستعين بأبيات من الغزل نظمها في حقها: (لا شمسين قدر نورك ولا الاقمار معاها كمان)    محمد صلاح يضرب شباك بيرنلى ويُحلق ب"ليفربول" على قمة البريميرليج    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    مصر تسجل مستوى دخل قياسيا في الدولار    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    ترامب يلوح بفرض عقوبات كبيرة على روسيا    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    انتقادات عربية وأممية.. مجلس الأمن يدين الضربات في قطر    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    أعلنت إحياء حفل لها بالمجان.. الفنانة ميادة قمر الدين ترد الجميل والوفاء لصديقتها بالمدرسة كانت تقسم معها "سندوتش الفطور" عندما كانت الحياة غير ميسرة لها    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    نجاة وفد الحركة بالدوحة من محاولة اغتيال إسرائيلية    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ودمدني مدينة الأحلام ..عبق التاريخ وصدي الذكريات (8)اا
نشر في الراكوبة يوم 25 - 06 - 2011


ودمدني مدينة الأحلام ...
عبق التاريخ وصدي الذكريات (8)
سلسلة خواطر يكتبها صلاح الباشا
صلاح الباشا
[email protected]
أقول بدءاً بأنه وفور بداية نشر هذه الحلقات عن مدينة الأحلام ودمدني ، فإن العديد من أهل ودمدني سواء في مدني أو بالعاصمة أو حتي خارج الوطن ، ظلت إتصالاتهم بنا بكافة الوسائل مستمرة ، بل كان منهم من يذكرني بمواقف وذكريات خافية عنا تزيد هذه المذكرات ألقا ورونقا ، بل وحميمية ، فشكرا لهم وفي مقدمتهم العم الباشمهندس ( آدم عبدالله ) نائب محافظ مشروع الجزيرة الأسبق وهو زوج إبنة عمنا الحاجة صفية الشقيقة الكبري للأخ وإبن العم جمال الوالي فالمهندس آدم عبدالله ظل من العلامات البارزة بمشروع الجزيرة ببركات وبمجتمع مدينة ودمدني ، فضلا علي أنه أهلاوي علي السكين ، وقد فاتته حلقتنا عن نادي الأهلي فأرسلت له رسالة من القاهرة ليحتفظ بالصحيفة وذلك بسبب أنه قد هاتفني ذات مرة حين أفضت في الحديث في هذه الذكريات عن نادي الإتحاد ليسألني أين سيد الأتيام الأهلي ؟ غير أنه أفادني عند عودتي إلي الخرطوم بأنه لم يجد ذلك العدد الذي نشر قبل إسبوعين بعدد الجمعة 29أبريل الماضي الذي يحتوي ذكرياتنا عن ماضي سيد الأتيام ، وسنعمل علي إرسال العدد له بودمدني ، وكذلك نزجي الشكر الجزيل للصديق والصحفي النبيه ( نزار ميرغني ) الذي بذل جهدا كبيرا في تجميع الصور العريقة عن مدينة الأحلام التي يتم نشرها مع هذه المذكرات وقد أعطانا الضوء الأخضر لإتاحتها لأهل السودان من خلال المذكرات هذه ، حيث كان قد رفعها بموقع ودمدني الإلكتروني الذي يشرف عليه الأخ الصديق المتوثب المهندس أبوبكر المبارك من مدينة جدة .. وكذلك نجد المتابعة والتذكير من الصديق الدكتور أمين العاقب مدير مستشفي الأكاديمية بالخرطوم وغيرهم كثر ، وقد علمنا بأن اهل ودمدني يتابعون بشدة نشر هذه الذكريات وبإهتمام شديد ، بل ظلوا يتداولون في مجالس أنسهم ومواقع عملهم العديد من الذكريات والمواقف حيث فتحت الذكريات شهيتهم لإسترجاع تقاطعات زمانهم الجميل في تلك المدينة الباهرة .. ودمدني . فشكرا لهم وبالطبع للسوداني.
نعود مرة أخري لأساتذتنا بالأهلية الوسطي (ب ) بودمدني ، حيث كان هناك الأستاذ الجليل وإبن حي (أم سويقو ) أحمد حسن مدني الذي كان يدرسنا الرياضيات والإنجليزي في السنة الرابعة أيضاً ، ثم سافر وقضي بقية عمره منذ نهاية الستينيات في مدارس الجماهيرية الليبية وتزوج من أسرة مصرية وإمتلك شقة بالقاهرة وقد قابلته في مدني في منتصف الثمانينات عندما عاد نهائياً ، لكنه رجع مرة أخري إلي الجماهيرية ، وقد سمعت أنه قد توفي مؤخراً في ليبيا في نهاية عام 2000م يرحمه الله ، وهو شقيق الأستاذ الراحل الزين حسن مدني المشرف التربوي والمعلم المشهور بالمدارس الأولية بمدني وقد كان الزين من الشخصيات الظريفة جداً بالمدينة ويسكن في منزلهم المعروف في حي أم سويقو بمحطة قباني بشارع القبة بمدني، وكنت أزورهم من وقت لآخر لوجود علاقة مصاهرة تجمع أحد أخوالي بهم وهو الراحل أحمد عبدالله التوم فقد كان متزوجا من شقيقتهم السيدة الراحلة السيدة زينب حسن مدني.
كما كان يعمل بالأهلية (أ) في تلك الفترة الأستاذ الموسيقار دهب السابق ذكره ودافوري ومحمد أبو الروس الذي كان يلعب لنادي النيل وحسن مهدي والبشير في مادة الدين وأستاذ عبدالرحيم قرشو ، وقد وجدنا الأخيرين فيما بعد في مدرسة مدني الثانوية يدرسون نفس المواد ، وكذلك الراحل اللواء شرطة لاحقا بابكر الصديق بليل والذي ترك التدريس في فترة لاحقة ليلتحق بكلية البوليس ويتخرج ضابطاً ثم يتدرج حتي يصل إلي وظيفة مدير عام الجوازات والجنسية والهجرة برئاسة وزارة الداخلية ثم تقاعد بدرجة لواء شرطة وقد توفاه الله قبل سنوات قليلة حين كان في رحلة علاج بالاردن .
ومن الشخصيات ( المهترشة) بودمدني والتي لايمكن نسيانها أبداً كان هناك رجلاً سايحاً في المدينة أي به بعض مس من التخلف أو الجنون وكان أصلعاً ، وكنا نطلق عليه لقب ( قرشو) كما كان هناك أيضاً عليش الدرويش ، وأيضاً حسين ودالبحيرية الذي كان يرتدي ملابس الرياضة بشعار نادي الإتحاد كاملة حتي الحذاء والشرابات ويمسك في فمه بالصفارة الهارمونيكا ويعزف عليها وهو يقطع شوارع السوق الكبير في منطقة شارع الجمهورية ، وكنا نجده دائماً في أستديو ( إبراهيم رشدي) المصوراتي بجوار عمارة أبو شمس في مكان ثلاجة الموز الحالية التي يمتلكها ( ود لاظ) ، وكان إبراهيم رشدي المصوراتي إتحادياً يعرض صور اللاعبين للبيع بسعر خمسة قروش للصورة مقاس بوستال ، ولذلك كنا نجد عنده في الاستديو دائماً الراحل كابتن مصطفي كرار مدرب الإتحاد وشقيقه الأكبر إبراهيم كرار الذي رحل أيضاًً والأستاذ الراحل هاشم ضيف الله الذي كان ناظراً لحنتوب الثانوية في ذلك الزمان ثم إنتقل إلي مدني الثانوية وهو رياضي مطبوع وكان يدرب الإتحاد أيضاً، أما رئيس النادي عزت أبو العلا فكنت تجده يجلس دائماً في النهار في المكتبة الوطنية التي تبيع الصحف والمجلات المصرية وتقع بناصية عمارة الديمياطي لصاحبها الراحل عيسي عبدالله والتي اصبحت الان كافتيريا سياحية لبيع الهامبورغر والعصيرات.
وكما ذكرنا من قبل كان يرأس نادي الإتحاد قبل عزت أبو العلا المرحوم أحمدإبراهيم خلوتي نائب محافظ مشروع الجزيرة الأسبق فيما بعد حتي السبعينيات من القرن الماضي وكان من الإداريين بالنادي ايضاً الزراعي الكبير ( مفتي) ، كما كان من الشخصيات الرياضية الإتحادية بالمدينة الحكم الدولي عابدين عبدالرحمن ، وبعد أن تقاعد عن التحكيم عمل أيضاً في رئاسة نادي الإتحاد ، ثم رئاسة الإتحاد المحلي لكرة بودمدني وهو شخصية إدارية صارمة وناشطة ومنضبطة في كل ما يوكل لها من مهام ، وقد كان يعمل أصلاً ضابطاً للإدارة بمشروع الجزيرة حيث كان من العلامات المضيئة في الحقل الرياضي والإجتماعي بمدني، وداخل مجتمع بركات ، وكان مصاهراً لعائلة الخانجي الشهيرة بحي القسم الأول بمدني ، ولدي العم عابدين أحد أبنائه الذي أصبح لاعب كرة متميزاً وهو (عواض ) وقد أسماه بهذا الإسم تيمناً ووفاءً لعائلة آل عواض ببركات حيث كانت لعابدين عيدالرحمن صداقة متميزة مع الحاج عبدالله عواض ببركات وهو عميد آل عواض في بركات وودمدني ، كما أن العم عابدين عبدالرحمن كان أيضاً علي علاقة متينة وحميمة مع أخي الراحل حسن الباشا حيث جمع بينهما العمل الإجتماعي والرياضي والثقافي المشترك ، فحسن الباشا كان رئيساً لنادي بركات الرياضي الإجتماعي لسنوات طويلة وكان أيضاً من الشخصيات المتميزة في العمل الإجتماعي والثقافي ، و الراحل حسن الباشا الذي توفاه الله في مايو 1997م كان في فترة من الفترات في بداية الستينيات سكرتيراً لنادي الزهرة في شارع بانت بودمدني حين كان يرأس النادي صديقه المرحوم رجل الإعمال عبدالعظيم عبدالرؤف ، وقد كانت ولازالت تربطني شخصياً علاقة زمالة وصداقة منذ الصغر وحتي الآن مع شقيق عبدالعظيم الأصغر وهو الدكتور عبدالمحسن عبدالرؤوف الأستاذ بكلية الطب بجامعة الفاشر حيث تزاملنا في مرحلتي الوسطي والثانوية بمدني وبعدها سافر هو لدراسة الطب بعين شمس بالقاهرة وكان معه في عين شمس من أبناء دفعتنا واصدقائنا – إبن جزيرة الفيل - المرحوم الدكتور كمال مهدي حسن الذي توفي في حادث مروري مروع بالسعودية بطريق الخرج في عام 1987م ( عليه الرحمة) كما درس بعين شمس في ذات الفترة من زملائنا الدكتور الرشيد عبداللطيف ،والذي كان أحد عازفي فرقة الموسيقي بمدني الثانوية علي آلة الإيقاع ويشاركه في العزف عليها الزميل الصحفي والمترجم الرشيد حميدة بالسعودية .
اذكر أن هنالك طالباً كان معنا ونسبقه بسنة واحدة بالأهلية وبمدني الثانوية ، وكان منذ صغره متعلقاً بهواية تحكيم الكرة إلي أن أصبح فيما بعد حكماً كبيراً يحكم حتي مباريات الهلال والمريخ ، وهو الأخ الحكم الدولي عبدالعظيم شنكل الذي عمل لاحقا مديراً في أحد فروع بنك النيلين ، وربما كان متأثراً بهواية أخوانه الكبار في مجال التحكيم مثل الحكم الدولي بابكر شنكل وأيضاً الحكم مصطفي شنكل الذي كان يعمل فرازاً للاقطان بمحالج مارنجان . كما اذكر أن الأخ مهدي عابدين الذي زاملناه بالأهلية قد لعب في نادي الإتحاد حيث كان والده عابدين يلعب حارساً للنادي في أزمنة سابقة. ومن غرائب الأشياء أننا عندما كنا بالأهلية الوسطي وكانت تجاورنا المدرسة الأولية الغربية كنا دائماً نتفرج علي مباريات تلك المدرسة الأولية بالصباح وقد جذبتنا موهبة و طريقة لاعب محدد بها وقد كان تلميذاً صغيراً وموهوباً في لعب الكرة وكنا نتوقع له مستقبلاً باهراً وصدق حدسنا فيما بعد ، ذلك الطفل الصغير هو فيما بعد اللاعب الضخم الفاضل سانتو هداف نادي الإتحاد ثم المريخ العاصمي والمنتخب القومي في السبعينيات ثم نادي النصر في دبي حتي إعتزاله وعودته للسودان ، وقد عاصر الفاضل عمالقة المريخ مثل بشري وبشارة وكمال عبدالوهاب ومحسن العطا وجاد الله ، وتأتي الصدف فيما بعد حينما كنت طالباً بجامعة القاهرة بالخرطوم في بداية السبعينيات أن أسكن مع بعض زملائي الطلاب ( كعزابة) بببيت المال بأم درمان في عام 1970م حيث كنا نعمل بالتدريس صباحاً في مدرسة بيت المال بجوار كبري شمبات ونذهب للدراسة بالمساء حين كانت جامعة القاهرة الفرع مسائية ، والصدفة هي أننا كنا نستأجر منزلاً في بيت المال بأم درمان بالقرب من منزل كابتن بشارة عبدالنضيف نجم المريخ والمدرب حالياً بالأمارات حيث كان يسكن معهم بمنزلهم في بيت المال وقتذاك الأخ كابتن الفاضل سانتو طوال فترته بالمريخ والفريق القومي إلي أن هاجر الفاضل إلي دبي عندما قام الرئيس نميري بحل الأندية الرياضية وإستبدلها بشيء غريب يسمي الرياضة الجماهيرية، وعندما تراجع نميري من القرار بعد سنتين كان كل لاعبي السودان المتميزين قد هاجروا ( طفشوا ) إلي الخليج والسعودية وتعاقدوا مع أنديتها الكبري ، ثم عملوا في مجال التدريب فيما بعد بالخارج ، فخسرت الرياضة السودنية اعظم لاعبيها وإنتهي بذلك قانون توارث الخبرات والمهارات في بيئة الرياضة السودانية.... أما إذا عدنا إلي فترة دراستنا في مدارس الأهلية الوسطي وفي مدني الثانوية فيما بعد فهناك العديد من الطلبة الذين أصبح لهم شأناً كبيراً في كرة القدم بالأندية الكبيرة بالمدينة ثم بأندية العاصمة والفريق القومي وأذكر منهم من دفعتنا الأخ عبدالفتاح قسم الله ( الديبة) وقد رحل عن الدنيا مؤخراً والذي لعب في النادي الأهلي ثم بالهلال العاصمي وبالفريق القومي والمرحوم حارس المرمي الريح جادين الذي لعب للزهرة والنيل والهلال العاصمي وقد توفي بالأمارات في عام 1996م إثر سكتة قلبية مفاجئة ، كما أذكر صديقنا محمد حسين ودالقاضي الذي كنا نطلق عليه لقب ( أروما) وقد إشتهر فيما بعد بلقب محمد حسين كسلا بعد أن لعب موسماً واحداً في الأهلي مدني ومعه أيضاً الأخ الصديق محمد بدر عمر الذي كان طالباً أيضا بالأهلية (أ) وفي ودمدني الثانوية ، والسبب في تسمية محمد حسين بلقب كسلا هو أننا عندما إنتقلنا من السنة الثالثة بمدني الثانوية إلي السنة الرابعة تم نقل والد الأخ محمد حسين من مدني إلي مدينة كسلا حيث كان يعمل مشرفاً تربوياً علي ما أذكر ، فلعب محمد حسين في نادي رياضي كبير بكسلا لموسم واحد وقد قام الهلال بتسجيله بعد أن إنتهي من إمتحانات الشهادة في كسلا الثانوية عام 1970م وأصبح أحد اعمدة هجوم الهلال العاصمي في عصره الذهبي حيث زامل كل من علي قاقرين وعزالدين الدحيش وأيضاً جكسا في سنواته الأخيرة ، وفوزي المرضي ، وشوقي وودالكوري وعروة والريشة وزغبير وودالشواطين وغيرهم من لاعبي ذلك الزمان، ثم سافر محمد حسين إلي الإتحاد السوفيتي ودرس الطب هناك ، وقد علمت بأنه الآن يعمل طبيباً بالخليج في دولة الإمارات، فالرجل إنتمائه منذ الصغر لودمدني أكثر منه لكسلا بحكم النشأة والتربية والدراسة معاً.
كانت فترة الستينيات في ودمدني تشهد أنشطة بعض أندية الدرجة الثانية مثل نادي الزهرة التي كان يلعب له كابتن محمد عبدالصمد الذي إنتقل إلي الأهلي في منتصف الستينيات حيث كان يلعب كقلب دفاع يشار إليه بالبنان ، كما لعب في الفريق القومي السوداني كثيراً هو وبابكر سانتو ومحجوب الله جابو ودورية وجعفر نوبه وقد أصبح عبدالصمد فيما بعد مدرباً للنادي الأهلي لعشرات السنين ، وتربطنا علاقات وطيدة بعبدالصمد هذا ، وهو رجل طيب وإجتماعي وذو خلق. كما كان أيضاً هناك نادي الشاطيء الذي أتي منه سمير صالح فهمي ، وأيضاً نادي الشعلة بالدباغة ، فضلاً علي أندية الدرجة الثالثة مثل أندية المدينة والكوكب والمريخ .
وهناك شخصية لن ينساتها أهل ودمدني مطلقا وخصوصا رواد دار الرياضة في ذلك الزمان البعيد حيث كان لها حضوراً يومياً في دار الرياضة ، وهو العم محمود برميل الذي يحمل جرساً في يده ويطوف الملعب بين الشوطين ليعلن للجمهور تاريخ المباراة القادمة حيث كان يقول بصوت عالي ويضرب الجرس ( عصر الجمعة الجايه الرابطه ضد النيل - والنيل ضد الرابطة) وهكذا حتي يعرف الجمهور جدول المباريات . وكان طاقم الحكام بألإضافة لبابكر شنكل الوارد ذكره سابقاً ، كان هناك الحكم الدولي العريق وخبير الفيفا الذي توفي بالإمارات في منتصف التسعينيات وهو عبيد إبراهيم الذي كان يرأس لجنة التحكيم المركزية بالخرطوم فيما بعد ، كما كان هنالك الحكم قرضة والمرحوم صالح عيدابي الذي كان يعمل إدارياً بقسم المطافيء بمحالج مشروع الجزيرة بمارنجان ، وهو والد الموسيقار والمحاسب عوض عيدابي بالدوحة .
أما إذا عرجنا قليلاً إلي معالم المدينة في ذلك الزمان من حقبة الستينيات ، ودخلنا إلي سوق ودمدني الرئيسي الذي يطلق عليه لفظ السوق الكبير فقد كان من أهم معالمه هو سوق الخضار ( الملجة) وزنك اللحمة والذرة والدقيق بشارع إتجاه واحد المؤدي إلي شارع النيل حيث كانت الملجة تقع في الإتجاه المقابل للسينما الوطنية الحالية في مكان مساحات العمارات الحالية ذات الطابقين والتي تجد في الطابق العلوي فيها الآن مكاتب المحامين كما تجد في الدور الأرضي دكاكين الجملة المقابلة لمحلات حاج بحر عبدالرحمن ومحمد عواض وغيرهم عليهم الرحمة اجمعين. ففي الماضي لم تكن هذه العمارات موجودة ، وكانت جملونات الزنك هي الموجودة في هذه المساحات بالسوق الكبير حتي بداية عهد الرئيس النميري ، وتم بناء العمارات الجديدة بالشكل الحالي في فترة نهاية السبعينيات بعد أن تم ترحيل زنك اللحمة ومحلات الدقيق والملجة إلي الموقع الحالي في مدخل الحي السوداني بعد نهاية سور مدارس الشرقية. كما كانت توجد هناك في السوق الكبير أكشاك بيع المرطبات ومحلات بيع الأحذية في نفس الموقع المواجه لسوق الخضار القديم.... نواصل ،،،،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.