بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    شاهد بالصور.. "سيدا" و"أمير القلوب" يخطفان الأضواء على مواقع التواصل السودانية والمصرية بلقطة جميلة والجمهور: (أفضل من أنجبتهم الكرة العربية)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالصورة والفيديو.. ناشطة سودانية حسناء: (بحسب قرار ترامب الجديد قد تُمنع من دخول أمريكا إذا كنت سمين أو ما بتنوم كويس)    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    وقفة احتجاجية في أديلايد ولاية جنوب استراليا تنديداً بالابادة الجماعية والتطهير العرقي في الفاشر    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    وزير المعادن: المرحلة المقبلة تتطلب رؤية استراتيجية شاملة تعزز استغلال الموارد المعدنية    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    إعفاء الأثاثات والأجهزة الكهربائية للعائدين من الخارج من الجمارك    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    صحف عالمية: تشكيل شرق أوسط جديد ليس سوى "أوهام"    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ودمدني مدينة الأحلام ... عبق التاريخ وصدي الذكريات (8) سلسلة خواطر يكتبها صلاح الباشا


[email protected]
أقول بدءاً بأنه وفور بداية نشر هذه الحلقات عن مدينة الأحلام ودمدني ، فإن العديد من أهل ودمدني سواء في مدني أو بالعاصمة أو حتي خارج الوطن ، ظلت إتصالاتهم بنا بكافة الوسائل مستمرة ، بل كان منهم من يذكرني بمواقف وذكريات خافية عنا تزيد هذه المذكرات ألقا ورونقا ، بل وحميمية ، فشكرا لهم وفي مقدمتهم العم الباشمهندس ( آدم عبدالله ) نائب محافظ مشروع الجزيرة الأسبق وهو زوج إبنة عمنا الحاجة صفية الشقيقة الكبري للأخ وإبن العم جمال الوالي فالمهندس آدم عبدالله ظل من العلامات البارزة بمشروع الجزيرة ببركات وبمجتمع مدينة ودمدني ، فضلا علي أنه أهلاوي علي السكين ، وقد فاتته حلقتنا عن نادي الأهلي فأرسلت له رسالة من القاهرة ليحتفظ بالصحيفة وذلك بسبب أنه قد هاتفني ذات مرة حين أفضت في الحديث في هذه الذكريات عن نادي الإتحاد ليسألني أين سيد الأتيام الأهلي ؟ غير أنه أفادني عند عودتي إلي الخرطوم بأنه لم يجد ذلك العدد الذي نشر قبل إسبوعين بعدد الجمعة 29أبريل الماضي الذي يحتوي ذكرياتنا عن ماضي سيد الأتيام ، وسنعمل علي إرسال العدد له بودمدني ، وكذلك نزجي الشكر الجزيل للصديق والصحفي النبيه ( نزار ميرغني ) الذي بذل جهدا كبيرا في تجميع الصور العريقة عن مدينة الأحلام التي يتم نشرها مع هذه المذكرات وقد أعطانا الضوء الأخضر لإتاحتها لأهل السودان من خلال المذكرات هذه ، حيث كان قد رفعها بموقع ودمدني الإلكتروني الذي يشرف عليه الأخ الصديق المتوثب المهندس أبوبكر المبارك من مدينة جدة .. وكذلك نجد المتابعة والتذكير من الصديق الدكتور أمين العاقب مدير مستشفي الأكاديمية بالخرطوم وغيرهم كثر ، وقد علمنا بأن اهل ودمدني يتابعون بشدة نشر هذه الذكريات وبإهتمام شديد ، بل ظلوا يتداولون في مجالس أنسهم ومواقع عملهم العديد من الذكريات والمواقف حيث فتحت الذكريات شهيتهم لإسترجاع تقاطعات زمانهم الجميل في تلك المدينة الباهرة .. ودمدني . فشكرا لهم وبالطبع للسوداني.
نعود مرة أخري لأساتذتنا بالأهلية الوسطي (ب ) بودمدني ، حيث كان هناك الأستاذ الجليل وإبن حي (أم سويقو ) أحمد حسن مدني الذي كان يدرسنا الرياضيات والإنجليزي في السنة الرابعة أيضاً ، ثم سافر وقضي بقية عمره منذ نهاية الستينيات في مدارس الجماهيرية الليبية وتزوج من أسرة مصرية وإمتلك شقة بالقاهرة وقد قابلته في مدني في منتصف الثمانينات عندما عاد نهائياً ، لكنه رجع مرة أخري إلي الجماهيرية ، وقد سمعت أنه قد توفي مؤخراً في ليبيا في نهاية عام 2000م يرحمه الله ، وهو شقيق الأستاذ الراحل الزين حسن مدني المشرف التربوي والمعلم المشهور بالمدارس الأولية بمدني وقد كان الزين من الشخصيات الظريفة جداً بالمدينة ويسكن في منزلهم المعروف في حي أم سويقو بمحطة قباني بشارع القبة بمدني، وكنت أزورهم من وقت لآخر لوجود علاقة مصاهرة تجمع أحد أخوالي بهم وهو الراحل أحمد عبدالله التوم فقد كان متزوجا من شقيقتهم السيدة الراحلة السيدة زينب حسن مدني.
كما كان يعمل بالأهلية (أ) في تلك الفترة الأستاذ الموسيقار دهب السابق ذكره ودافوري ومحمد أبو الروس الذي كان يلعب لنادي النيل وحسن مهدي والبشير في مادة الدين وأستاذ عبدالرحيم قرشو ، وقد وجدنا الأخيرين فيما بعد في مدرسة مدني الثانوية يدرسون نفس المواد ، وكذلك الراحل اللواء شرطة لاحقا بابكر الصديق بليل والذي ترك التدريس في فترة لاحقة ليلتحق بكلية البوليس ويتخرج ضابطاً ثم يتدرج حتي يصل إلي وظيفة مدير عام الجوازات والجنسية والهجرة برئاسة وزارة الداخلية ثم تقاعد بدرجة لواء شرطة وقد توفاه الله قبل سنوات قليلة حين كان في رحلة علاج بالاردن .
ومن الشخصيات ( المهترشة) بودمدني والتي لايمكن نسيانها أبداً كان هناك رجلاً سايحاً في المدينة أي به بعض مس من التخلف أو الجنون وكان أصلعاً ، وكنا نطلق عليه لقب ( قرشو) كما كان هناك أيضاً عليش الدرويش ، وأيضاً حسين ودالبحيرية الذي كان يرتدي ملابس الرياضة بشعار نادي الإتحاد كاملة حتي الحذاء والشرابات ويمسك في فمه بالصفارة الهارمونيكا ويعزف عليها وهو يقطع شوارع السوق الكبير في منطقة شارع الجمهورية ، وكنا نجده دائماً في أستديو ( إبراهيم رشدي) المصوراتي بجوار عمارة أبو شمس في مكان ثلاجة الموز الحالية التي يمتلكها ( ود لاظ) ، وكان إبراهيم رشدي المصوراتي إتحادياً يعرض صور اللاعبين للبيع بسعر خمسة قروش للصورة مقاس بوستال ، ولذلك كنا نجد عنده في الاستديو دائماً الراحل كابتن مصطفي كرار مدرب الإتحاد وشقيقه الأكبر إبراهيم كرار الذي رحل أيضاًً والأستاذ الراحل هاشم ضيف الله الذي كان ناظراً لحنتوب الثانوية في ذلك الزمان ثم إنتقل إلي مدني الثانوية وهو رياضي مطبوع وكان يدرب الإتحاد أيضاً، أما رئيس النادي عزت أبو العلا فكنت تجده يجلس دائماً في النهار في المكتبة الوطنية التي تبيع الصحف والمجلات المصرية وتقع بناصية عمارة الديمياطي لصاحبها الراحل عيسي عبدالله والتي اصبحت الان كافتيريا سياحية لبيع الهامبورغر والعصيرات.
وكما ذكرنا من قبل كان يرأس نادي الإتحاد قبل عزت أبو العلا المرحوم أحمدإبراهيم خلوتي نائب محافظ مشروع الجزيرة الأسبق فيما بعد حتي السبعينيات من القرن الماضي وكان من الإداريين بالنادي ايضاً الزراعي الكبير ( مفتي) ، كما كان من الشخصيات الرياضية الإتحادية بالمدينة الحكم الدولي عابدين عبدالرحمن ، وبعد أن تقاعد عن التحكيم عمل أيضاً في رئاسة نادي الإتحاد ، ثم رئاسة الإتحاد المحلي لكرة بودمدني وهو شخصية إدارية صارمة وناشطة ومنضبطة في كل ما يوكل لها من مهام ، وقد كان يعمل أصلاً ضابطاً للإدارة بمشروع الجزيرة حيث كان من العلامات المضيئة في الحقل الرياضي والإجتماعي بمدني، وداخل مجتمع بركات ، وكان مصاهراً لعائلة الخانجي الشهيرة بحي القسم الأول بمدني ، ولدي العم عابدين أحد أبنائه الذي أصبح لاعب كرة متميزاً وهو (عواض ) وقد أسماه بهذا الإسم تيمناً ووفاءً لعائلة آل عواض ببركات حيث كانت لعابدين عيدالرحمن صداقة متميزة مع الحاج عبدالله عواض ببركات وهو عميد آل عواض في بركات وودمدني ، كما أن العم عابدين عبدالرحمن كان أيضاً علي علاقة متينة وحميمة مع أخي الراحل حسن الباشا حيث جمع بينهما العمل الإجتماعي والرياضي والثقافي المشترك ، فحسن الباشا كان رئيساً لنادي بركات الرياضي الإجتماعي لسنوات طويلة وكان أيضاً من الشخصيات المتميزة في العمل الإجتماعي والثقافي ، و الراحل حسن الباشا الذي توفاه الله في مايو 1997م كان في فترة من الفترات في بداية الستينيات سكرتيراً لنادي الزهرة في شارع بانت بودمدني حين كان يرأس النادي صديقه المرحوم رجل الإعمال عبدالعظيم عبدالرؤف ، وقد كانت ولازالت تربطني شخصياً علاقة زمالة وصداقة منذ الصغر وحتي الآن مع شقيق عبدالعظيم الأصغر وهو الدكتور عبدالمحسن عبدالرؤوف الأستاذ بكلية الطب بجامعة الفاشر حيث تزاملنا في مرحلتي الوسطي والثانوية بمدني وبعدها سافر هو لدراسة الطب بعين شمس بالقاهرة وكان معه في عين شمس من أبناء دفعتنا واصدقائنا – إبن جزيرة الفيل - المرحوم الدكتور كمال مهدي حسن الذي توفي في حادث مروري مروع بالسعودية بطريق الخرج في عام 1987م ( عليه الرحمة) كما درس بعين شمس في ذات الفترة من زملائنا الدكتور الرشيد عبداللطيف ،والذي كان أحد عازفي فرقة الموسيقي بمدني الثانوية علي آلة الإيقاع ويشاركه في العزف عليها الزميل الصحفي والمترجم الرشيد حميدة بالسعودية .
اذكر أن هنالك طالباً كان معنا ونسبقه بسنة واحدة بالأهلية وبمدني الثانوية ، وكان منذ صغره متعلقاً بهواية تحكيم الكرة إلي أن أصبح فيما بعد حكماً كبيراً يحكم حتي مباريات الهلال والمريخ ، وهو الأخ الحكم الدولي عبدالعظيم شنكل الذي عمل لاحقا مديراً في أحد فروع بنك النيلين ، وربما كان متأثراً بهواية أخوانه الكبار في مجال التحكيم مثل الحكم الدولي بابكر شنكل وأيضاً الحكم مصطفي شنكل الذي كان يعمل فرازاً للاقطان بمحالج مارنجان . كما اذكر أن الأخ مهدي عابدين الذي زاملناه بالأهلية قد لعب في نادي الإتحاد حيث كان والده عابدين يلعب حارساً للنادي في أزمنة سابقة. ومن غرائب الأشياء أننا عندما كنا بالأهلية الوسطي وكانت تجاورنا المدرسة الأولية الغربية كنا دائماً نتفرج علي مباريات تلك المدرسة الأولية بالصباح وقد جذبتنا موهبة و طريقة لاعب محدد بها وقد كان تلميذاً صغيراً وموهوباً في لعب الكرة وكنا نتوقع له مستقبلاً باهراً وصدق حدسنا فيما بعد ، ذلك الطفل الصغير هو فيما بعد اللاعب الضخم الفاضل سانتو هداف نادي الإتحاد ثم المريخ العاصمي والمنتخب القومي في السبعينيات ثم نادي النصر في دبي حتي إعتزاله وعودته للسودان ، وقد عاصر الفاضل عمالقة المريخ مثل بشري وبشارة وكمال عبدالوهاب ومحسن العطا وجاد الله ، وتأتي الصدف فيما بعد حينما كنت طالباً بجامعة القاهرة بالخرطوم في بداية السبعينيات أن أسكن مع بعض زملائي الطلاب ( كعزابة) بببيت المال بأم درمان في عام 1970م حيث كنا نعمل بالتدريس صباحاً في مدرسة بيت المال بجوار كبري شمبات ونذهب للدراسة بالمساء حين كانت جامعة القاهرة الفرع مسائية ، والصدفة هي أننا كنا نستأجر منزلاً في بيت المال بأم درمان بالقرب من منزل كابتن بشارة عبدالنضيف نجم المريخ والمدرب حالياً بالأمارات حيث كان يسكن معهم بمنزلهم في بيت المال وقتذاك الأخ كابتن الفاضل سانتو طوال فترته بالمريخ والفريق القومي إلي أن هاجر الفاضل إلي دبي عندما قام الرئيس نميري بحل الأندية الرياضية وإستبدلها بشيء غريب يسمي الرياضة الجماهيرية، وعندما تراجع نميري من القرار بعد سنتين كان كل لاعبي السودان المتميزين قد هاجروا ( طفشوا ) إلي الخليج والسعودية وتعاقدوا مع أنديتها الكبري ، ثم عملوا في مجال التدريب فيما بعد بالخارج ، فخسرت الرياضة السودنية اعظم لاعبيها وإنتهي بذلك قانون توارث الخبرات والمهارات في بيئة الرياضة السودانية.... أما إذا عدنا إلي فترة دراستنا في مدارس الأهلية الوسطي وفي مدني الثانوية فيما بعد فهناك العديد من الطلبة الذين أصبح لهم شأناً كبيراً في كرة القدم بالأندية الكبيرة بالمدينة ثم بأندية العاصمة والفريق القومي وأذكر منهم من دفعتنا الأخ عبدالفتاح قسم الله ( الديبة) وقد رحل عن الدنيا مؤخراً والذي لعب في النادي الأهلي ثم بالهلال العاصمي وبالفريق القومي والمرحوم حارس المرمي الريح جادين الذي لعب للزهرة والنيل والهلال العاصمي وقد توفي بالأمارات في عام 1996م إثر سكتة قلبية مفاجئة ، كما أذكر صديقنا محمد حسين ودالقاضي الذي كنا نطلق عليه لقب ( أروما) وقد إشتهر فيما بعد بلقب محمد حسين كسلا بعد أن لعب موسماً واحداً في الأهلي مدني ومعه أيضاً الأخ الصديق محمد بدر عمر الذي كان طالباً أيضا بالأهلية (أ) وفي ودمدني الثانوية ، والسبب في تسمية محمد حسين بلقب كسلا هو أننا عندما إنتقلنا من السنة الثالثة بمدني الثانوية إلي السنة الرابعة تم نقل والد الأخ محمد حسين من مدني إلي مدينة كسلا حيث كان يعمل مشرفاً تربوياً علي ما أذكر ، فلعب محمد حسين في نادي رياضي كبير بكسلا لموسم واحد وقد قام الهلال بتسجيله بعد أن إنتهي من إمتحانات الشهادة في كسلا الثانوية عام 1970م وأصبح أحد اعمدة هجوم الهلال العاصمي في عصره الذهبي حيث زامل كل من علي قاقرين وعزالدين الدحيش وأيضاً جكسا في سنواته الأخيرة ، وفوزي المرضي ، وشوقي وودالكوري وعروة والريشة وزغبير وودالشواطين وغيرهم من لاعبي ذلك الزمان، ثم سافر محمد حسين إلي الإتحاد السوفيتي ودرس الطب هناك ، وقد علمت بأنه الآن يعمل طبيباً بالخليج في دولة الإمارات، فالرجل إنتمائه منذ الصغر لودمدني أكثر منه لكسلا بحكم النشأة والتربية والدراسة معاً.
كانت فترة الستينيات في ودمدني تشهد أنشطة بعض أندية الدرجة الثانية مثل نادي الزهرة التي كان يلعب له كابتن محمد عبدالصمد الذي إنتقل إلي الأهلي في منتصف الستينيات حيث كان يلعب كقلب دفاع يشار إليه بالبنان ، كما لعب في الفريق القومي السوداني كثيراً هو وبابكر سانتو ومحجوب الله جابو ودورية وجعفر نوبه وقد أصبح عبدالصمد فيما بعد مدرباً للنادي الأهلي لعشرات السنين ، وتربطنا علاقات وطيدة بعبدالصمد هذا ، وهو رجل طيب وإجتماعي وذو خلق. كما كان أيضاً هناك نادي الشاطيء الذي أتي منه سمير صالح فهمي ، وأيضاً نادي الشعلة بالدباغة ، فضلاً علي أندية الدرجة الثالثة مثل أندية المدينة والكوكب والمريخ .
وهناك شخصية لن ينساتها أهل ودمدني مطلقا وخصوصا رواد دار الرياضة في ذلك الزمان البعيد حيث كان لها حضوراً يومياً في دار الرياضة ، وهو العم محمود برميل الذي يحمل جرساً في يده ويطوف الملعب بين الشوطين ليعلن للجمهور تاريخ المباراة القادمة حيث كان يقول بصوت عالي ويضرب الجرس ( عصر الجمعة الجايه الرابطه ضد النيل - والنيل ضد الرابطة) وهكذا حتي يعرف الجمهور جدول المباريات . وكان طاقم الحكام بألإضافة لبابكر شنكل الوارد ذكره سابقاً ، كان هناك الحكم الدولي العريق وخبير الفيفا الذي توفي بالإمارات في منتصف التسعينيات وهو عبيد إبراهيم الذي كان يرأس لجنة التحكيم المركزية بالخرطوم فيما بعد ، كما كان هنالك الحكم قرضة والمرحوم صالح عيدابي الذي كان يعمل إدارياً بقسم المطافيء بمحالج مشروع الجزيرة بمارنجان ، وهو والد الموسيقار والمحاسب عوض عيدابي بالدوحة .
أما إذا عرجنا قليلاً إلي معالم المدينة في ذلك الزمان من حقبة الستينيات ، ودخلنا إلي سوق ودمدني الرئيسي الذي يطلق عليه لفظ السوق الكبير فقد كان من أهم معالمه هو سوق الخضار ( الملجة) وزنك اللحمة والذرة والدقيق بشارع إتجاه واحد المؤدي إلي شارع النيل حيث كانت الملجة تقع في الإتجاه المقابل للسينما الوطنية الحالية في مكان مساحات العمارات الحالية ذات الطابقين والتي تجد في الطابق العلوي فيها الآن مكاتب المحامين كما تجد في الدور الأرضي دكاكين الجملة المقابلة لمحلات حاج بحر عبدالرحمن ومحمد عواض وغيرهم عليهم الرحمة اجمعين. ففي الماضي لم تكن هذه العمارات موجودة ، وكانت جملونات الزنك هي الموجودة في هذه المساحات بالسوق الكبير حتي بداية عهد الرئيس النميري ، وتم بناء العمارات الجديدة بالشكل الحالي في فترة نهاية السبعينيات بعد أن تم ترحيل زنك اللحمة ومحلات الدقيق والملجة إلي الموقع الحالي في مدخل الحي السوداني بعد نهاية سور مدارس الشرقية. كما كانت توجد هناك في السوق الكبير أكشاك بيع المرطبات ومحلات بيع الأحذية في نفس الموقع المواجه لسوق الخضار القديم.... نواصل ،،،،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.