ابوبكر بشير [email protected] هل هم هؤلاء؟ سبحان الله، لم يتشدق هؤلاء بامر، الا واثبت لنا المولى، عز وجل، انهم ابعد الناس عنه. من منا لم تشنف اذنيه عبارة الدفاع عن الارض والعرض؟ هل تذكرون كيف تفنن وعّاظهم وائمتهم فى التلاعب بعواطف البسطاء من المواطنين، يوم كانوا ينفرونهم الى الجهاد ضد جيش الحركة الشعبية فى الجنوب، وهل تذكرون كيف صوروا لنا ان اعراضنا فى خطر كبير؟ هل تذكرون كيف تفننوا فى مخاطبة عواطفنا بالاناشيد الحماسية التى تستحث الرجولة وتدفع للاستماتة دفاعا عن الاعراض؟ اللهم ان وعاظ هؤلاء هم الذين على باب نار جهنم، اللهم ان ائمة هؤلاء هم ائمة السوء، الذين حذر منهم نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم.. لم يكتف هؤلاء بتقتيل ابناءنا، فلقد ساقوهم الى حتفهم، بما اوهموهم ان الله يامرهم بالجهاد، ضد قرويين يشاركونهم الوطن ويجاورونهم، فجابوا ديارهم، وقتلوا رجالهم، ونساءهم، واطفالهم. وهام منهم على وجهه من كتبت له النجاة من تلك المحرقة، المحظوظ فيهم ينتهى فى معسكرات اللجوء، واطفالهم الذين فجعوا بغياب ابائهم وامهاتهم، صاروا يتجمعون فى قطعان، ياكلون من ورق الشجر، يسيرون اياما وليالى عبر سهول وجبال وغابات، يموت بعضهم، من الجوع والتعب، فلا يجد من يدفنه، حكى احدهم، فى برنامج (الاطفال الضائعون)، انه كان فى احد تلك القطعان، وقد كان عمره لم يتجاوز الثلاث عشر و قد كان هو اكبرهم سنا، وقد قام بدفن عدد كبير من الاطفال الذين زاملوه فى تلك الرحلة المأساوية، وقد حكى بعضهم انهم كانوا يضطروا لعبور بعض الانهار الصغيرة فيموت منهم عدد غرقا بعد ان تجرفه المياه، وقال ان الحيوانات المفترسة كانت تتابعهم من على مسافة قصيرة بعد ان شعرت بضعفهم وعجزهم عن الدفاع عن انفسهم، وقد افترست منهم عدد، والتهمت جثث بعض موتاهم. هذه هى الحرب التى حرض هؤلاء ابنائنا لخوضها. استباحوا فيها دماء الضعفاء، واصابهم الخور والجبن امام المقاتلين ، فاسترضوهم لايقاف الحرب وقسموا وطننا. لم يكتف هؤلاء بهذا التاريخ الاسود، فصاروا يتلاعبون باقدس مقدساتنا، المراة السودانية، اهانوها، بما اوهموها ان الله يريد لزوجها ان يتزوج عليها، فقام وعاظهم، الواقفون على باب نار جهنم، وائمتهم، ائمة السوء، بالتسويق لهذه الفكرة التى عفى عليها الدهر، وقد سمع لهم بعض من خفيفى العقل فتزوجوا على زوجاتهم، فوجدوا انفسهم دون زوجة، لا الاولى حفظت الود والرحمة، وانما هو الغيظ المكظوم، ولا الثانية وثقت واعتمدت واخلصت، فهى تعرف مدى جدارته بالثقة. وقد صار مجتمعنا كله ضحية لهذا الوضع، كما نتج عن هذا العبث ان دخل الشك المريب الى بيوت الاسر و لف بجناحه الكئيب اغلبها. حتى الزواج الثانى، لم يجد الاحترام الذى يليق برخصة آتاها الله للمضطر، فلقد جعله هؤلاء لتزجية الوقت، كانه وكرا للمتعة وليس بيتا لاسرة، او مكانا لامراة ، سودانية، متزوجة. ثم سدروا فى غيهم، فهاهم يستبيحون اعراض نساءنا، فوفقا لشهادة زعيمهم الذى دربهم وجاء بهم الى السلطة، الدكتور الترابى، فان الرئيس البشير قال ما يُفهم منه انه ليس ضد اغتصاب نساء منطقة معينة فى السودان بواسطة رجال منطقة اخرى، اللهم ان الانسان ليعجز عن ترديد كل ما قاله الدكتور الترابى، ولكننا بالرغم من ذلك لا نسمع بتقديمه للمحكمة بتهمة اشانة سمعة الرئيس . والان، فهاهى احدى بناتنا الناشطة صفية اسحق تقول بأعلى صوتها، وللعالم اجمع ، فى شريط مسجل، ان ثلاث من رجال امن هؤلاء قد اغتصبوها، ثم لا نر من الرئيس البشير ، ولا من اى مسئول حكومى واحد، اى اهتمام يُذكر، بل لم نسمع احتججاج من اى من اعضاء حزبهم الذين يتمثلون قولة واا معتصماه فى غير موضعها، كانما ليس بينهم رجل، لم نر شيئا من كل ذلك، وانما نرى الملاحقة للصحفيين الذين لم تطاوعهم ضمائرهم على الصمت حيال هذا الوضع المحزن. يريد هؤلاء ان يوهموننا بانهم يطبقون القانون، فلا يجدوا غير القوانين التى قال عنها الاستاذ محمود (وضعت ، واستغلت ، لإرهاب الشعب ، وسوقه إلي الاستكانة ، عن طريق إذلاله) والتى لا يطبقها الا القضاة الذين ينطبق عليهم وصف الاستاذ محمود ( غير مؤهلين فنيا، وضعفوا اخلاقياء من ان يمتنعوا ان يكونوا اداة فى يد السلطة التنفيذية، تستغلهم فى اضاعة الحقوق، وارهاب الشعب وسوقه الى الاستكانة عن طريق اذلاله). هذا هو دفاعهم عن العرض. هل وصل حالنا، ان تقف امامنا شابة سودانية وترفع صوتها ليسمعه العالم اجمع، بان عرضها قد انتهك، ثم يجب علينا الصمت، لا نقاتل، ولا نتظاهر، ولا حتى نستنكر ذلك فى الصحف؟ هل تم سوقنا الى الاستكانة بهذا الاذلال؟ هل نحن فى الحضيض؟ اللهم لا ينبغى لهؤلاء ان يعلوا على الشعب السودانى. ابوبكر بشير الخليفة 29 يونيو 2011