[email protected] \" يا صديقي شاءت الأيام أن نشهد عصر الانفصال ،واقتسام النهر والأرض القديمة والجبال، والمزارع والعصافير الطليقة والتلال، نسأل الآن وهل يجدي السؤال، ما الذي أفضى إلى هذا المآل، يا صديقي شاءت الأيام أن نشهد عصر الانفصال، وفي غد ترحل عنا كيف من بعد الوصال !!! \" . هذه الأبيات الشاعرية المؤثرة جزء من قصيدة بديعة للشاعر السوداني المبدع والجميل كامل عبد الماجد،كتبها لصديقه شول دينق وهو يتأهب للرحيل جنوبا، وصاغها للتعبير عما يحس به من مرارات وأشجان، والسودان يعيش أيامه الأخيرة في زمن الوحدة، ويتأهب لولوج عصر انفصالي جديد ، يصبح فيه شول دينغ ومنغو زمبيزي وغيرهم من الأصدقاء إرثا من الماضي وبعضا من التاريخ. والحقيقة أن الشاعر الجميل كامل لم يكن هو وحده من عبّر عن حزنه ورفضه لعصر الانفصال، فقد فعل ذلك عدد من المبدعين والفنانين على نحو ما قرأت وشاهدت في عدد من المواقع والمحطات الفضائية والإلكترونية والصحفية. وكوريا ، تلك الدولة وشبه الجزيرة الواقعة في أقصى أقاصي الساحل البعيد في شرق المعمورة ،والتي ظلت تتجرع مرارات التجزئة والانفصال منذ ما يزيد عن ستين عاما، لم تكن بمنأى عن أشجان وفجيعة الانفصال السوداني المؤلم، فقد انفعل مواطنها أسامة الكردي، وهو عاشق للموسيقى والفنون، وكوري بالجواز والجنسية وبطاقة الهوية الشخصية، لكنه سوداني قح بالعاطفة والوجدان، انفعل بقصيدة الشاعر الجميل كامل عبد الماجد، وعكف ، خلال الأيام القليلة المتبقية من عمر السودان الموحد، على تلحينها وأدائها، تعبيرا عما يعتريه من أحاسيس شجية، فكوريا ، التي ما زالت هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعيش ويلات التجزئة ، وتتجرع مرارات الانفصال، لن تصبح ، بعد أيام وساعات قليلة وحدها كما كانت، وإنما سيشاطرها المرارة رفيق درب جديد ، يغني معها بكل الحزن والمرارة كلنا في الغمّ شرق. أدناه رابط الأغنية. محمد آدم عثمان سيول- كوريا [flash=http://youtube.com/v/2U3RapYyOQQ]WIDTH=500 HEIGHT=400[/flash]