الصادق المهدي الشريف [email protected] وصف البروفيسور عبد الله الصادق مدير مصلحة المساحة خارطة السودان بعد الإنفصال بأنّها... (جميلة وجذّابة). جميلة؟؟؟.. هذا حكم شخصي لا يمكن تعميميه، فالجمال شعور شخصاني.. يختلف فيه كلّ إنسان عن الآخر.. فما يراهُ أحدهم جميلاً قد لا يراه آخراً كذلك. أمّا كلمة (جذّابه) فهي مثل أختها جميله.. بيد أنّها افضل منها حالاً إذا تم ضمّها الى صويحباتٍ أخرياتٍ... فكلمة (جذّابه) لا تفيد معنًى لوحدها إلا بعد إضافتها الى كلماتٍ أو جمل أخرى... وعلى ذلك يمكن أن نفترع الأسئلة: هل الخارطة الجديده للسودان (جذّابه) للمستثمرين؟؟؟ هل سيراها المستثمر الأجنبي قيقول (ما أنفع أن اضع أموالي في بلدٍ له مثل هذه الخارطة الجذَابه)؟؟. أم ستكون (جذّابه) لابناء الوطن المغتربين (العصافير المهاجرة) بحيث ينظرون الى الخريطة فيقولون (ياسلااااام.. لقد أصبحت خارطة السودان جذابه.. دعونا نرتاح بعد طول عناء.. ونعودُ إذن الى أرض الوطن!!!). هل الخارطة الجديده (جذّابه) للتدخلات الدولية.. بحيث ينظر (المستعمرون) الى خارطتنا فيقولون (همممم... لقد أصبحت خارطة السودان الجديده مغرية وجذابه.. لقد أصبح السودانُ أصغراً وقابلاً للغزو.. دعونا نجرِّب حظنا في غزو هذا البلد!!!). من المؤكد أنّ بروف الصادق أراد أن يُعبِّر عن موقف سياسي من خلال تأمله لخارطة السودان.. لكنّه لم يفلح في إختيار الكلمات المناسبة.. رغم أنّ درجة (بروف) تضع الكلمات كلّها تحت تصرف حامل هذه الدرجة العملية. هناك إحتمالٌ آخر.. أن يكون السيد مدير المساحة فرحانٌ بصغر الخارطة.. والتي يتبعها بالضرورة تقليل المهام المساحية المُلقاة على عاتقه. لو إعتقدنا ذلك.. فلماذا لا يزيد نفسهُ فرحاً ببتر مساحة دارفور من الخارطة.. وليتأملها بعد ذلك.. من المؤكد أنّ الخارطة بعد ذهاب دارفور سوف تبدو (أكثر جمالاً.. وأكثر جاذبية).. طالما أنّها كلماتٍ والسلام.. لا يسندها إلا مشاعر قائلها. ألن تبدو خارطة السودان هي (الأكثر جمالاً على الإطلاق.. والأكثر جاذبيةً على الإطلاق) إذا تمّ بتر الشرق منها؟؟؟. لماذا لم يعرض علينا مدير المساحة خارطة للسودان (وفق تصوُّر الدكتور عبد الرحيم حمدي).. والتي إشتهرت ب(مثلث حمدي)؟؟؟.. حتى نُكوِّنُ عنها راياً خاصاً. قد نقول (خارطة سودان جديده.. وجميله.. وجذّابه.. عبارة عن مثلث.. رؤوسهُ في كردفان وسنار والشمالية... ما أجمل أن تكون الخارطة مثلثه!!). لم يعد التعبير عن الرغبة الشخصية في الإنفصال أو الوحده أمراً ذا بال.. ولن يُغيِّر شيئاً في الواقع.. فحقائق الأرض قد حسمت نفسها بنفسها.. واختار الجنوبيون أرضهم.. واختاروا حياتهم. فلماذا يتدثر بروف الصادق بالخرائط وهو يُعبر عن رايه ووجهة نظره في إنفصال الجنوب؟؟؟.. الأمرُ لم يعد يحتاج الى المداوره.. فالمباشرة الآن هي سيدةُ الموقف.. مثل تلك المباشرة التي واجه بها منبر السلام العادل إتفاقية نيفاشا.. وحرَّض على فصل الجنوب!!. صحيفة التيار