في التنك جميلة ومستطيلة وشكلها جذاب بشرى الفاضل [email protected] قال بروفيسور عبد الله الصادق مدير هيئة المساحة ( إن خريطة السودان بعد الإنفصال جميلة)، ووصف شكلها الهندسي بالجذاب.لا شك أنه يطمئن السودانيين في الشمال والجنوب بعد الذي جرى.قوله هذا يذكرنا بالجزارالسارق الذي قطعوا يده فنظر إليها بعد أن شفيت من جرحها وقال : – كدا يا دابا بقت سمحة وعز الطلب لمهمة السلخ! كيف تكون هذه الخريطة جميلة وشكلها جذاب وأثر البتر باد في تضاريسها ومنعرجاتها ؟ ومن ناحية أخرى هل ترانا ننظر للسودان على الخرائط والورق فنكون صورة ذهنية عنه لاغير ؟لا طبعاص بل سنسير قوافلنا مسافة الفي كيلومتر على الحدود بيننا و بين السودان الجنوبي فلا نستبين خطانا ولا نكاد نعرف شكل الوطن. لقد حرم البتر الوطن الشمالي الباقي من مجاورة ثلاث دول إفريقية؛ هي كينيا ، وأوغندا والكونغو؛ كما حرم القطع الوطن الجنوبي الفائت من دولتين، هما ليبيا ومصر وحرمه من البحر الأحمر. يقول الوحدويون في الشمال والجنوب إن التاريخ الشائك بين بلدينا ، تسبب في هذه الكارثة الجغرافية.ولذا فخريطة السودان لم تعد جميلة .كانت جميلة في تمامها .وإذا نظر مواطنو السودان الجنوبي لوطنهم الوليد وقالوا إن خريطته جميلة فهم معذورون فالفرحة بالانفصال هناك غالبة أما نحن في الشمال فلا يجب أن يستحيل حزن من يتأسون على فقد جزء من الوطن إلى شماتة بل نبارك لإخوتا في الجنوب فرحتهم بينما يملأ جوانحنا الشجن؛ وهو خليط من مشاعر متضاربة الحزن فيها يختلط بالتضامن مع مواطني الشق الآخر حين نفرح فقط لفرحهم. لا يا بروف خريطتنا ليست جميلة بعد فعل السكين التاريخية البتارة .ولا شكلها الهندسي نسيق.ونأمل ألا يمر عقد حتى يتم رتق هذا الفتق برضاء فاعل بين شطري الوطن بمبادرة من جوبا هذه المرة.وحينها ربما تصبح أغنيات السودانيين منذ المبدعة العظيمة الراحلة عشة إلى الفنان النور عن جوبا من أغاني السيرة نحوها بفرح طاغ وعظيم. ________________ نشر الخميس بصحيفة الخرطوم