الصادق المهدي الشريف [email protected] هذا صباحٌ جديدٌ.. هذه بداية جديده لوطنٍ بشرونا أنّه سيشهدُ عهدَ جمهوريةٍ ثانية.. جمهوريةٍ جديده.. فما هي مقاييس الجِدَّه في عهد الجمهورية الثانية؟؟. هذا صباحٌ جديد.. لوطن كان مليوناً من الأميال المربعة.. كان أهله يفتخرون بأنّهم يعيشون في أكبر دولة في افريقيا (وكان فعل ماضي). فقط فخر بلاعمل.. ولكنّ حتى ذلك الفخر الكذوب قد مضى الآن.. وتبقي لهم سودان أصغر.. يفلح البعض بأن يصف خارطته بأنّها أكثر جاذبية. قيل أنّ السودان (الشمالي) سيبدأ بعد ال 9 من 7 عهد الجمهورية الثانية.. وهي جمهورية (جديده).. غير تلك الجمهورية القديمة التي عايشها أجدادُنا.. ثمّ آباؤنا.. وعشنا فيها نحن. فهل ستكون بالفعل جمهورية (جديده)!!!؟؟؟. هل ستختلف عن الجمهورية القديمة... تلك الجمهورية التي حكم العسكر أكثر من ثلثي عهدها؟؟؟. هل ستكون حكومتها مختلفة عمّا سبقها من حكومات!!؟؟. (حيكومات تجي.. وحيكومات تغور).. ثمّ الحال هو ذات الحال إن لم يكن قد تراجع للأسوأ. بل.. أنّ الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية في ايِّ حكومة تكون أسوأ من التي قبلها.. كنّا أحد شعوبٍ قليلةٍ في هذا العالم نمضي بعكس عجلة الزمن.. نعودُ القهقرى.. للوراء.. إلى الوراء. ها قد إنفصل الجزء الجنوبي من السودان.. وفي الذاكرة الجمعية أنّه الجزء (الثقيل) المربوط الى جذع الوطن.. والذي منع تحركه للأمام. إنزاح ذلك الجزء الثقيل.. فهل سيصبح السودان أكثر قدرة على الحركة الى الأمام؟؟؟. أسرع الإجاباتِ هي (نعم).. وأسرع الإجابات هي الأقرب للوجدان وليست الأقرب للصواب... فلو أمسك الجنوب عليه منافعه (بتروله فقط) لخرَّ إقتصادنا سريعاً نحو الهاوية.. (لخرَّ كالقُربُعْطُلِ). إبتعد الجنوب عنّا سياسياً.. ولم يبتعد جغرافياً.. وهو سيجد عوناً من الدول الغربية ليتحرك بخطى ثابتة نحو الديمقراطية.. أو على الأقل هذا ما نتمناه له. لكنّ السؤال الذي يلينا والذي إفتتحنا به هذا المقال : ما الجديد في عهد الجمهورية الثانية؟؟. ما هي ضمانات التحول الديمقراطي؟؟ ونائب رئيس الحزب الحاكم يتحدى مواطنيه قبل ايامٍ في لندن (الأقوى مِنّنا.. يجي يشيل مِنّنا الحكم) (!!!!!!!!!!!). ما هي ركائز الجمهورية الجديده فيما يتعلق بالشباب؟؟؟ هل سيظلون هكذا تحت رحمة العقول السبعينية التي أنتجت أخطا الماضي.. وبدأبٍ شديدٍ تريد إحتكار المستقبل؟؟؟. ليس في حزب المؤتمر الوطني وحده.. بل في معظم الأحزاب السياسية السودانية.. الماضي (بكلِّ سلبياته) هو الذي يحتكر العمل السياسي الحاضر.. ويُجهِّز أبناءه لإحتكار المستقبل. هل سيصل السودانيين الى عقد إجتماعي جديد؟؟ أم سيظنُّ الحزب الحاكم أنّه طرد (المشاغبين) وانفرد ب(المساكين)؟؟؟. إذا كان الحال سوف يستمر بذات النمط القديم.. فلا داعي لتهييج الآمال وتحريك الأمنيات النائمة.. فقط سموها (الجمهورية الأولى- فاصل ونواصل). التيار