الطيب مصطفى.. و.. لماذا يعرفون..؟! عثمان شبونة [email protected] لو قرأنا في مقدمة إبن خلدون لأدركنا أن نواقص بشرية شتى اجتمعت في بلاد السودان، ذلك رغم أن الحال العربي اليوم يجعلنا نفخر بعض الشيء بأننا لسنا أغبياء أكثر من شعوبهم هنا وهناك.. فالسودانيون لهم فطرة حسنة في حب المعرفة، وإن كانوا فاشلين في \"فن الحياة\" ومصابون كغيرهم بأمراض الجهل والتخلف \"والقمامة\" بدءاً من ساستهم..! وهي الأمراض التي يزيد مفعول انتشارها كلما كانت الحكومة أفسد \"من أختها\".. فالفاسدون على مرّ التاريخ ليس لديهم وقت ل\"حمّام النهضة\" إلاّ عبر الورق والكلام.. فتتنامى \"أوساخهم\"... تظل إنجازاتهم الظاهرة تخفي وراءها قيامة من \"الإثم والكبائر\".. لذلك تلاحظ أن ظاهرة الإسراف في الكلام أو ما يسميه الشارع \"المعط\" تتنامى في الزمن السياسي العاهر... فكل ما وجد المسؤولين كباراً وصغاراً جمعاً من الناس قتلوا الوقت برماد الثرثرة الطويلة في خططهم ومقترحاتهم، وشكلياتهم التي يعدونها \"إنجازاً\" يفاخرون به..!! كل ذلك والحياة في عهدهم، إما ميتة، أو تحتضر، أو تسير بسرعة السلحفاة..! ومن غرائبهم، أن تجد التهليل يتصاعد ملوثاً كل المساحات بالنفاق، لمجرد إفتتاح \"حائط اسمنتي\" يتزامن مع كارثة يصنعونها في مكان آخر، من أجل الشعب \"الذي يحبونه\"..!! * وعلى ذكر العرب.. هل شاهدتم ماذا يقولون عن إنفصال الجنوب؟! بالقطع لا يتفوهون بمعرفة عن الحدث وآثاره كما أخبرتنا القنوات بتلك السطحية ولذلك أعجبت أيما إعجاب بذلك الشاب اللبناني الصريح حينما سألوه عن رأيه في ما يجري داخل \"زريبتنا\" فقال لقناة الجزيرة: أنا لا أعرف السودان.. وكرر بازدراء: أنا هيك لا أعرف أي شيء عن السودان، يمكن أن تسألني عن لبنان.. ما أعرف يا خي.. ما أعرف..! * ولماذا يعرف؟؟! حتى نحن في وجداننا العميق نتمنى ألا نعرف شيئاً عن السودان حفاظاً على صحتنا النفسية..! فهو بلد يكسر الخاطر بأراذله الكبار..!!! خروج: لو عرف الطيب مصطفى وهو ينحر الذبائح احتفالاً بفصل الجنوب لو عرف أن فيه جاهلية صلدة \"لصفقنا له\".. لكنه لا يعلم جهله للأسف... فهو رجل قد شب على استعلاء \"حقير\" يبحر عكس آية \"التعارف\" في الإسلام.. ينزع للتطرف.. بتفكير ينأى عن ضفاف الإنسانية الصحيحة فهو لا يقرأ كما يبدو وإن قرأ لا يجيد الفهم... امتزجت في روحه العليلة قطع من ظلام سميك، لا نسأل الله أن يخرجه منه، بقدر ما نسأله السلامة للجنوب والشمال من شرور \"الغافلين\" والبنادق..! * من دواعي الإبتهاج أن دولة الجنوب \"ستنفتح على جميع الدنيا\" بما فيها دولة إسرائيل بكل ثقلها الذي يخافه شرذمة الإنفصاليين في \"شارع المك نمر\"..!! * رحم الله المك نمر.. ونسأله الرحمة من فصائل الجهلة والمنافقين واللصوص، فهم الأعلى صوتاً في باطل الراهن..!! أعوذ بالله الشاهد