حديث المدينة (تحسبو لعب..) ..!! عثمان ميرغني بكل صدق.. هذا الرجل يستحق تحية خاصة.. كرس كل وقته وجهده في الثغرة التي تخصص فيها.. السموأل خلف الله وزير الثقافة الاتحادي.. بكل أسف حتى ولو تظاهر البعض بغير ذلك. لكن الإحساس الرسمي العام أن \"الثقافة\" و\"الفنون\" هي محض ترف ولهو لعب على قول الفنان إبراهيم إدريس (تحسبو لعب. جري ونطيط بطان فوق الدميرة). لكن لو أحسنّا استثمار الثقافة والفنون في بلادنا لما كان حالنا اليوم على الذي تكابدون.. الشعب السوداني مترف بالعواطف.. وتؤثر فيه للغاية المفردة الإبداعية.. وقبل سنوات كانت الخرطوم قبلة الشعراء العرب من فرط الحفاوة التي يجدونها بين أحضان النيلين. نزار قباني وعبد الرحمن الأبنودي وسعاد الصباح وصلاح عبد الصبور وآخرون.. ولا يزال التلفزيون المصري يعيد باستمرار عرض التسجيل النادر لحفلات الفنانة أم كلثوم في الخرطوم. التي كانت من أهم محطات حياته الفنية.. ويدهشني كلما أستمع لحكايات الفنانين السودانيين خاصة رواد العصر الذهبي قصصهم التي يروونها عن زيارتهم لجنوب السودان.. كأني بهم جميعاً كانوا يزورون الجنوب قرية قرية كل شهر.. من فرط ما سمعناه من قصصهم في الجنوب.. بل بعض الأغنيات المشهور الخالدة ولدت هناك (مثل أغنية وردي ما في داعي- مدينة واو 1963). وفي أعماق ضمير كل سوداني ذكرى محفورة برنين أغنية. ومع ذلك لم نفلح في استثمار هذا السلاح المجيد.. أسلحة العمار الشامل.. لأننا كنا ننظر دائماً لوزارة الثقاة على أنها ذلك الاسم الملحق بوزارة الإعلام.. مضاف إليه لمجرد الزينة والبهاء البروتوكولي. لكن منذ أن تولى السموأل خلف الله وزارة الثقاقة أتابع بكل سعادة صدى نشاطه الرنان في كل اتجاه.. خاصة رحلاته الثقافة الأخيرة إلى ولايات دارفور.. والفرق بينه والذين سبقوه.. أن السموأل مؤمن بمهمته إلى أقصى مدى.. بينما غيره كانوا يقومون بها وظيفة والسلام.. تؤدى بكل بيروقراطية ديوانيه.. ليت الحكومة تستشعر أن الثقافة ليست مهلكة للمال.. كل جنيه ينفق في الثقافة يعود بألف مثله.. بل هي مثل النفط مورد مالي.. لو وثقنا في أنفسنا وتوكلنا على الله فإن الفن السوداني بكل ضروبه يشكل أحد مصادر الثروة الوطنية.. مصدر حقيقي وليس مجازاً أو بلاغة.. ليت الحكومة تنفق المزيد على الثقافة والفنون.. ولا يبخلون عليها.. والله العظيم هي ليست لهواً ولعباً كما يظنون، هي صناعة الإنسان.. بل أعمق عمق الإنسان على رأي الشاعر إسماعيل حسن ( جو.. الجو.. زغرد فيها صوت الناي..). بكل يقين هذا الرجل- السموأل خلف الله- نجح بامتياز.. لأنه يؤمن أن الثقافة والفنون تصنع الإنسان.. التيار