أهى جمهورية أم ديكتاتورية ثانية؟! صوفيا حسن [email protected] تزينت الصحف والمواقع الإلكترونية بعبارة \" الجمهورية الثانية !\" من تقع عيناه على العبارة من غير السودانيين لاشك سيعتقد أنه كانت هناك جمهورية أولى والحكم القائم اليوم هو \" جمهورية ثانية !\" ربما رمى البعض إلى أن الجمهورية الأولى هى التى بدأت مع فجر الإستقلال فى منتصف خمسينيات القرن الماضى ! ولكن كيف يستقيم ربط الفترة السابقة باللاحقة ؟! وشتان بين هذه وتلك ! أرى أنه على المثقف السودانى أن يعمل قصارى جهده فى إبراز ديكتاتورية النظام القائم ولايدعه يتوارى خلف شعارات براقة تقربه من إنسانية التعامل وعدالة الحكم ، وهو الأبعد من أى عمل إنسانى . لذا على كل مثقف أن لاتنطوى عليه عبارات يطلقها النظام لتحسين صورته! ويجب تسمية الأشياء بمسمياتها . فما نحن فيه الآن هى مرحلة الديكتاتورية الثانية بعد إنقضاء عهد الإنقاذ الأول \" الديكتاتورية الأولى \" بإنفصال جنوب البلاد ، ليبدأ مرحلة جديدة هى بكل المقاييس ديكتاتورية ثانية !ولا أخال أن نظام جبل على العنف والقتل والإرهاب أن يقترب من روح العدالة والديمقراطية والمساواة بما يقربه من تلك المعانى السامية التى تحملها الجمهورية ! .إذن على الجميع أن يخاطبوا هذا النظام بما يستحق وأن يكون إسمه مقرونا بالديكتاتورية فى كل منحى ومنعطف . فلا يمكن للذئب أن يصير حملا حتى وإن إرتدى ثوب حمل ! أنا لا أرى فيما يقوم به النظام مايقربه من \" الجمهورية \" بالمعنى السامى الذى جاء به أفلاطون فى \" جمهوريته \" التى تصورها ، كما سقراط قائمة على العدالة الإجتماعية . والتى تساءلا عندها : هل خير لنا أن نكون صالحين أم أقوياء ؟ وذلك لعلمهما بأن تصرفات الإنسان مصدرها الشهوة والعاطفة والعقل . وخلصا إلى أن العقل هو الذى يكبح جماح الشهوات والعواطف . وبالتالى ان العدالة هى ليست القوة ، إنما هى تعاون كل مكونات المجتمع من أجل رفاهية الجميع . فهل ما يقوم به المؤتمر الوطنى فى السودان يمكن أن يقربه لمعنى من معانى ، أو ملمح من ملامح جمهورية أفلاطون ؟!!!! بالطبع لا ! إذن على كل مثقف إذا أراد تناول المرحلة التى نحن فيها الآن بعد إنفصال الجنوب أن يسميها بمسماها الحقيقى \" الديكتاتورية الثانية \" ألا قد بلغت ، اللهم فاشهد .