الترابى ليته لم يأت لمصر وليته لم يتحدث! تاج السر حسين [email protected] أستغرب كثيرا لمن يصفون الدكتور حسن عبدالله الترابى بالمفكر، بل أن بعض تلاميذه وكثير من السطحيين يرون ان حواء السودان لم تلد مفكرا أعمق منه، وهو يسأل عن شئ فيجاوب عن شئ آخر ويتوه سائله لساعات طوال حتى يمل وهو يحرك يديه بصوره غير لائقه تحرجنى كسودانى وتستفزنى ضحكته بدون داع للأجابه على سؤال جاد، ولا يختلف فى ذلك عن رقص (تلميذه) العاق عمر البشير فى وقت يموت فيه البعض من المجاعه وسوئ التغذيه. وليت احد تلاميذه النجباء تبرع بتقديم الندوات والرد على اسئلة الأعلاميين والمثقفين بدلا عنه، مسترشدا بفكره ان كان لديه فكر، وليس فى ذلك ما يمنع. والشئ الوحيد الذى استفدناه من زيارة الترابى كشفه بصوره أوضح من قبل عن المسوؤلين المباشرين عن محاولة اغتيال الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك فى اثيوبيا عام 1995 والتى اساءت للعلاقة بين الشعبين وهما الرجل الثانى والثالث فى النظام ويقصد على عثمان محمد طه ونافع على نافع، بينما برأ نفسه ومن أجل ذلك برأ معه (عمر البشير)، ولا أدرى كيف يتنصل (الترابى) من تلك المسوؤليه وهو الرجل الأول وقتها مع تسليمنا بوجود (البشير) فى منصب الرئيس، وكيف يمكن أن تنفذ عمليه بذلك الحجم دون علم الرئيس والمخطط الأول (للأنقلاب) الذى سمى ثوره! للاسف تلك العمليه التى تحمل الشعب السودانى مسوؤليتها وأصبحت الطائرات السودانيه القادمه من الخرطوم تضرب (بالبف باف) فى مطار القاهره وكأنها تحمل حشرات وتعاد أحيانا بكاملها وجوازات سودانيه ترمى على الأرض وتداس بالأقدام بواسطة رجال الأمن المصرى ولم يستثن من ذلك حتى السودانيين القادمين خلال تلك الفتره من دول اخرى رغم بعدهم عن السودان لعشرات السنين، فى وقت فتح فيه النظام المصرى أرض مصر على مصراعيها (لرموز نظام البشير) ولمن خططوا لقتل (مبارك) وبعد كل ذلك يراد من السودانيين أن يشجعوا المنتخب المصرى ضد الجزائر وتلك القضيه اضافة الى مجزرة ميدان مصطفى محمود، ودعم نظام مبارك للبشير فى المحافل الدوليه وتوسطه له عند (الأمريكان) وهو يقتل السودانيين بالملايين، اضافة الى أغتصاب حلائب ورفض النظام المصرى ارسالها لتحكيم دولى، مما يشعر السودانيين بالذل والأهانه، وأن نظام (مبارك) يستغل ضعف نظام الأنقاذ وانبطاحه. وكنت اتمنى الا تختار مصر (ارض) السودان لتلك المباراة وأنا أدرك مشاعر الغضب التى تملأ صدورهم تجاه اخوتهم فى شمال الوادى رغم انهم لا يجدون مكانا يتنفسون فيه ويتعالجون فيه غير مصر، فجميع دول العالم صنفت السودانيين كارهابيين بسبب سياسات الأنقاذ التى يسأل فى جزء كبير منها (الترابى) وتلاميذه، وضاق الدنيا بأهل السودان فى وطنهم وعند جيرانهم واخوانهم المصريين حتى وصل بهم الأمر أن يتجهوا (لأسرائيل) وهم وأسرهم يواجهون خطر الموت على السلك الشائك أو السجن لعدد من السنوات والشهور! توقعنا من الترابى حينما يصل مصر أن يبادر بالأعتذار عن جميع اخطاء النظام التى شارك فيها ويسأل عنها حتى بعد ابتعاده ودخوله السجن، وفى وأده للديمقراطيه التى سمحت لحزبه بخمسين مقعدا فى اول حاله تحدث فى بلد من البلدان العربيه واكدوا أقصد (الأخوان المسلمين) بأنهم لا يطيقون تلك (الديمقراطيه) لا العكس، فنهجهم واضح ويدعو (للشورى) وهى ليست ديمقراطيه! كنا ننتظر منه ذلك الأعتذار وأعتراف شجاع بفشل اى نظام (دينى) أو أسلامى فى اى بلد فى الماضى أو المستقبل وأن يحذر المصريين وأن ينصح (الأخوان المسلمين) فى مصر بالرضاء بالديمقراطيه ودولة المواطنه، لأن الأسلامويون يظنون انفسهم مبعوثى العنايه الألهيه ومن يختلف معهم يختلف مع (الله) لا مع بشر مثلهم يأكلون ويشربون ويتغوطون ويتناسلبون ويذهبون للأسواق. كنا نتوقع اعتذار لأسرة الشهيدين مجدى وجرجس اللذان اعدما بسبب (دولارات) بعد اعتراف صلاح كرار عضو مجلس الثوره السابق ورئيس اللجنه الأقتصاديه بأنهما لم يكونا من تجار العمله، وكنا نتوقع من الترابى اعتذار لأسر وأهل ال 28 ضابط شهداء رمضان الذين اعدموا خلال ساعات وأن يطالب بالكشف عن قبورهم .. للأسف أكتفى الترابى برد عابر وسريع قائلا بأنهم (بعثيين) ! وكأن البعثيين يجب أن يقتلوا ويذبحوا كما تقتل الحيوانات فى عيد الأضحيه، دون محاكمه عادله وهل كان النقيب طيار (مصطفى عوض خوجلى) وهو من اصغر الرتب التى أعدمت (بعثيا) ؟؟ وهل كان الرائد، تاج الدين فتح الرحمن بعثيا؟ للأسف الأشقاء فى مصر وأعنى (النخب) مشغولين بفرنسا وأمريكا ولا يعرفون عن السودان كثيرا، ولا يهمهم من السودان غير (اراضيه)، لكنهم لا يتركون للسودانيين أهل الوجعة الفرصه للأستفادة من اعلامهم القوى لفضح الترابى وتلاميذه وتعريتهم حتى يسلم السودان وتسلم مصر وحتى تتأسس علاقات حقيقيه مبنيه على الحب والأحترام والصداقة والنديه والمصالح المشتركه. وللأسف والترابى الذى يصنفه البعض مفكرا وفقيها اسلاميا ربما انبهارا باللغات التى يتحدثها فرنسية وأنجليزية، وهو يعترف بأنه كذب على الشعب السودانى حينما قال (للبشير) اذهب للقصر واذهب (انا) للسجن بعد انقلاب 30 يونيو 89، وكان فى السجن يصلى بقادة المعارضه (الصادق) و(الميرغنى)، وهو يعلم أن الحديث يقول (قد يزنى المؤمن وقد يسرق لكن لا يكذب) وقيل أن الرجل الوحيد الذى لم يكن يصلى خلف الترابى هو مانديلا (حزب الأمه) نقدالله، وليت شباب حزب الأمه والمستنيرين منهم اتبعوا طريقه ورفضوا اى حوار أو مهادنه مع نظام أستبد وأفسد واضاع البلد وقسمه ولا زال يبذر الكراهيه تجاه الجنوبيين فيفرض عليهم (اتاوات) لمرور البترول ولا زال يبيد فى ابناء النوبه! فنحن مثلهم ابناء (ختميه) لكن الوطن فوق الطائفه وفوق انتماءات الأباء والأجداد. كنا نتوقع منن الترابى اعتذارا واضحا عن وأده للديمقراطيه حتى يستفيد شباب مصر من تجربة السودان، وقد اعلن أكبر تلاميذه فى السابق والحاضر الأستاذ، يس عمر الأمام من داخل قبة البرلمان فى عام 1986 بان (الديمقراطيه اذا تعارضت مع الشريعه، فنحن مع الشريعه وضد الديمقراطيه)!! والآن يتباكون على ضياع تلك الديمقراطيه، التى قضوا عليها بأنقلاب عسكرى، كذب (الترابى) حينما قال أن (الجيش) قد تآمر عليهم وسعى لأخراجهم من الحكم وهم يملكون 51 مقعدا بينما كان الحزب الأتخادى الديمقراطى يملك حوالى 85 مقعدا وحزب الأمه أكثر من 100 مقعد، وقادة الجيش قدموا مذكره طالبوا فيها بتحسين اوضاع الجيش وبحل سلمى لمشكلة الجنوب، وشهد رئيس الوزاء ووزير الدفاع وقتها (الصادق المهدى) ان قادة الجيش ليسوا انقلابيين ، والأنقلابى لا يرسل مذكره! ووأد الترابى (الديمقراطيه) بعد اغتصاب السلطه بفكرة احزاب (التوالى) ، والهدف منها القضاء على (الأحزاب) ومن أتى بتلك الفكره (الشيطانيه) غير الدكتور الترابى نفسه، وهل يقدر (الضابط) عمر البشير على مثل تلك الفكره التى حولت الأحزاب السودانيه الى (تبع) و(امعات( للمؤتمر الوطنى، ويقودهم بالعصا (ابو جهل) المدعو نافع على نافع؟ كنا نتوقع من الترابى اعتذارا عن نفرات الجهاد التى ابادت أكثر من 2 مليون جنوبى، وكان عذره الأقبح من الذنب انه كان يخطب فى المجاهدين والمتطوعين لا قوات (الجيش)! فعن اى جهاد يتحدث الترابى؟ هل جهاد ضد مواطن اصيل فى بلده؟ وبهذا الأعتراف يعنى أن الترابى هو من (شرعن) المليشيات التى تحمى نظام البشير الآن، والتى حاربت الجنوبيين فى (ابيى) الآن غير عابئه ببرتكول (ابيى) وقرار محكمة لاهاى. وقال (الترابى) عن تلك المليشيات انهم (طيبون) وكنت انصحهم بعدم القتل او اسر الجنوبيين! لا أدرى هل كانت (مليشيات الدفاع الشعبى) تذهب للجنوب من اجل تقديم الأيسكريم والورود؟ وهل الجهاد ضد مواطنين عانوا من الظلم والأضطهاد وشراء اصواتهم بواسطة عدد قليل من اهلهم كان النظام فى المركز يغدق عليهم الأموال والحياة الهانئه ويسكنهم فى قصور الخرطوم ويركبهم السيارات الفارهه؟ ومن كان يعتدى على الآخر المركز الذى يرسل جنوده لمناطقهم أم الجنوبيين؟ بعد كل ذلك يقول الترابى أن الجنوبيين كانوا يرحبون به ويصفقون له حينما كان يذهب اليهم ويتحدث فى الندوات، وهو يظن ذلك دليل محبه، والبعض يعتبره مفكر لم تلد حواء مثله، وهو لا يدرى أن الجنوبيين سئموا العيش مع شمال لم يجدوا منه غير الذل والأضطهاد والقتل والتهميش، ولذلك قرروا الأستقلال، ومن اجل ذلك تحملوا حتى سخف قتلتهم وهم يأتون اليهم يتحدثون ويكذبون ويقهقهون ويرقصون، هل أدركت ايها الشيخ كيف هؤلاء القوم متسامحون؟ والله لو كنت مكانهم لما خرج منكم سالما من أرض الجنوب، وأعنى بذلك جميع قادة الأنظمه والأحزاب التى حكمت السودان بعد الأستقلال! وهل انت فى كامل عقلك حينما قلت أن اى نظام من حقه أن يقتل من يتمردوا على سلطته، وهل هذا عربون تقارب مع (النظام)، وكيف تقول مثل هذا الكلام وأنت تدعى بأنك شاركت فى ثورة أكتوبر وشارك اتباعك فى انتفاضة (ابريل)؟ اما عن الشهيد (محمود محمد طه) الذى شاركت فى اغتياله، وصعب عليك أن تتحدث عنه وعن فكره كما يجب أن يتحدث المفكرون والعلماء، فما يقوله محمود نعم فيه غريب (وقد بدأ الأسلام غريبا وسيعود غريبا)، لكنه لا يختلف عما قال به بعض السلف والمتصوفه، وأن كانت لدى محمود (شطحات) بحسب ظنك وفهمك، وهو لا يشطح، فأنت قلت ما لم يقل به مالك فى الخمر، حيث حللت زواج الكتابى من المسلمه، وأنكرت الحدود، ومحمود لم يتكرها، وكانت الأمانه تستوجب عليك الا تذكر كذبا بأن محمود يريد أن يتبعوا رسالته لا رسالة (محمد) .. فمحمود لديه كتاب مشهور لعلك لم تطلع عليه أسمه (طريق محمد) أو (محمود محمد طه يدعو الى طريق محمد). واذا كان من حقك أن ترى وأن (تفتى) فما هو الشئ الذى يمنع الأستاذ محمود من الرؤى والتفكر، وهو رجل عرف بالعلم والورع والزهد والكرم والصدق والشجاعه والثبات على المبادئ؟ وهو لم يؤيد ضرب الأنصار فى الجزيرة ابا، وهذا كذب لا يصح فى حقك. وأخيرا:- علق قارئ كريم على مقالى السابق الموجه للدكتور/ الشفيع خضر، وقال بأننا لم نتناول قادة الأحزاب التاريخيه، ونحن نقول له بأننا لا نريد أن نفتح جبهات عديده دون داع ولومنا وعتابنا يصلهم من وقت لآخر، ونطمح فى المستنيرين من كوادرهم وقواعدهم للأنضمام لركب الأحرار الذين يعملون على اسقاط النظام وتغييره بكأفة الوسائل المتاحه حتى ننقذ وطننا مما هو مقبل عليه.