لم يعد سراً أن مليشيا التمرد السريع قد استشعرت الهزيمة النكراء علي المدي الطويل    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    تحرير الجزيرة (فك شفرة المليشيا!!)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مواقف د. الترابى غضبة مرشد أم مراجعة وتصحيح منهج؟
نشر في الراكوبة يوم 16 - 09 - 2012


[email protected]
مدخل اول :
لم يحدث مطلقا أن ذكرت فى كآفة مقالاتى السابقه بأن القرآن أو الأسلام لا يصلحان (لكل زمان ومكان)، و لا ينبغى لى ذلك ، وأنما قلت (الشريعه) هى التى لا تصلح لكل زمان ومكان – وبالدليل القاطع - ومن لا يعجبه هذا الكلام فعليه أن يراجع الشيخ/ راشد الغنوشى، نائب رئيس ما يسمى بهيئة علماء الأسلام، لا لأنه أعلم من فى الكون أو لا يوجد مفكر سودانى سبقه على ذلك الفهم بسنوات عديده، وأنما لأنه (شاهد من أهلهم)، وهو أحد كبار زعماء تيار (الأسلام السياسى) فى المنطقه.
ومن لا يعجبه هذا الكلام فلينفى أن الشريعة لا تقول الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بألأنثى، أى اذا قتل فى معركه أو (غزوه) عبد من طائفتين متحاربتين فالقصاص يكون فى عبد مثله من الفريق الآخر، حتى لو كان القاتل (سيد) وأن العبد لا ذنب له ولا دخل فى الموضوع.
وعليه أن ينفى بأن المرأة ليست على النصف من الرجل فى الشهاده، حتى اذا كانت المرأة قاضية محكمه عليا أو عميدة فى كلية القانون تخرج القضاة والمحامين ووكلاء النيابه وكان الرجل (مراسله) أمى ترسله وينظف مكتبها صباح مساء.
وعليه أن ينفى انها (تحرم) على المرأة حتى لو كانت عجوزا لا يرغبها الرجال أن تسافر لوحدها دون محرم، حتى لو كانت ذاهبه للحج.
وعليه أن يراجع فقه زواج الطفله الصغيره من رجل كبير، فى صحيح مسلم وفتح البارى فى شرح صحيح البخارى، وكيف أن ذلك الرجل من حقه الأستمتاع بطفله صغيره دون تحديد للعمر اذا كانت (سمينه) وتطيق الجماع مهما كان عمرها، أما اذا كانت لا تطيقه، فينتظر حتى تبلغ التاسعة من عمرها لكى يدخل بها.
أحد القراء المحترمين قال متسائلا، وهل يحدث مثل هذا؟
أنصحه بأن يتخلى عن مشاهدة قناة الكذب والنفاق وموالاة الحاكم الفاسد الظالم، ويبحث عن قنوات أخرى ليرى العجب العجاب فى اليمن وايران والسعوديه وسوريا، وعليه أن يسأل ويراجع ويتأكد من ذلك الأمر ومن حقيقة وطء (ما ملكت الأئمان) فى عدد من الدول العربيه وحتى اليوم، ولا يستطيع كائن من كان أن يعاقب هؤلاء واؤلئك لأن (الشريعه) سمحت لهم بذلك مثلما سمحت لهم بزواج الأربعه، فقط لأن الرجل (فحل) ولا تكفيه زوجة واحده أو أثنين ومن حقه أن يميل قلبه لأمرأة ثانيه، طالما يعدل فى المبيت وفى المصروف وفى الملبس ويوفر (العلوق) الأكل والشراب مثل الذى يوفره لحصانه وحماره وغنمه وكلبه، اذا لم يكن أكثر قدرة ويمتلك شبحا، أو كان من عضوا فى (المؤتمر الوطنى) أو من بين قادة أحزاب (الفكه).
ومشكللة بعض المسلمين انهم يحكمون على انفسهم من خلال رؤيتهم لأنفسهم، يعنى اذا اراد أحدهم أن يقنع معتنق دين آخر بالأسلام، يقرأ له آيات من القرآن وشئ من السيره التى لا يعترض عليها مسلم أو يرفضها.
ولايهتمون بمعرفة رؤية الآخرين لهم اذا كانوا مفكرين أو بسطاء أخرى وماذا يقولون عن دينهم وكيف يكون الرد الموضوعى، وهذا زمان الأقناع بالمنطق والحجه لا زمن (الطاعة والولاء) والرضوخ بالمسلمات.
والأسلام نفسه يدعو النأس للتفكر لا للأنغلاق والجمود التحجر، وتقول الآيه (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، وآيات عديده تتحدث عن الذين يتفكرون والذين يعقلون، فما هى قيمة العقل والفكر اذا كان كله يثب فى معين واحد، وحفظ ونقل لفقه قديم مضت عليه مئات السنين؟
وبعض آخر أكثر انغلاقا وتحجرا يكتفى بالأتكاء على نظرية المؤامرة على الأسلام ودس (ألأسرائيليات)، ونحن نتحدث عن حقائق موثقه ومؤكده وموجوده على كتب الفقه المختلفه وفى صحيحى البخارى ومسلم.
ولذلك نقول أن القرآن فيه الحل والأسلام فيه الحل ويعترف بالديمقراطيه وبحق الآخرين فى ان يعتنقوا ما يشاءون بل أعطاهم الحق فى أن يكفروا ويشركوا ، لكن (الشريعه) لا تمنح ذلك الحق بل تفرض الأسلام بالسيف على من لا يستجيب ، مع اعترافنا بأنها حلت مشكلة أناس بعينهم ولم تقصر معتهم فى زمن معين وعلى أفضل صوره ممكنه، بل كانت متقدمه على ثقافة ذلك القوم، لكنها لا تملك حلولا، لأهل هذا العصر ومكابر من يدعى ذلك، ولن يقدم شيئا يقتع به الآخرين غير التكفير وسوء الظن.
ويكفى (الشريعه) عدم قدره لحل مشاكل العصر، انها تدعو فى ممارسة السياسه (للشورى) وهى ليست أفضل من (الديمقراطيه) بل ادنى منها درجه، ولا تصلح الا لمجتمعات قبليه صغيره لا لدوله حديثه يبلغ تعدادها 90 مليون أو مليار نسمه، ومن لا يعرف (الشورى) نوضحها له، فهى ليست كما يظنون أن يشاور فلانا فلان، أو جماعه وأن يعمل برأيهم اذا اتفقوا على امر وكانوا اغلبيه، واهم من يدعى ذلك.
فمفهوم الشورى فى (الشريعه) يقتضى أن يعين (الخليفه) أو الوالى مجموعه من المسلمين يسمونهم (اهل الحل والعقد)، يطرح عليهم امور الدوله أو الولايه المختلفه، وبعد أن يستمع لرأيهم من حقه أن ياخذ بذلك الرأى أو أن يرفضه ويعمل بما يريد.
والآيه تعقول بكل وضوح :(وشاورهم فى الأمر فاذا عزمت فتوكل).
لذلك قلنا اذا جاز هذا الأمر لنبى أو رسول يأتيه الوحى ويصححه اذا اخطأ، فكيف يجوز لرجل عادى من أهل هذا الزمان، ولماذا يأتمنه الناس على امورهم العاديه والخطيره ويصنعوا منه فرعونا وديكتاتورا، يمكن أن يكون مثل ذلك النائب المصرى البرلمانى السلفى الذى كذب وأدعى ان مجموعه أعتدت عليه ونهبت ماله، ثم اكتشف أنه أجرى عملية تجميل، ولا يريد أن يعرف رفاقه انه ارتكب اثما. وجرما كبيرا.
أو مثل رفيقه الآخر (السلفى) كذلك والذى وجد فى مكان ناء يمارس عملا فاضحا مع فتاة، فحكمت عليه المحكمه بالغرامه وبسنه سجن مع ايقاف التنفيذ وثلاثه اشهر مع ايقاف التنفيذ لتعديه على رجال الأمن، ولو كان صادقا لطلب من القاضى أن يقيم عليه الحد وأن يجلده كما تقول (شريعته) واذا كان متزوجا أن يطالب برجمه كما فعلت امرأة على ايام الرسول (ص)، اعترفت بممارسة الزنا، حتى يتطهر فى حياته ويتجنب عذاب الآخره.
ما هو انكأ من ذلك كله أن ذلك (السلفى) تقدم باستئناف للقضاء، فتمت أدانته مرة ثانيه ، فكيف نطمئن لقوم مثل هؤلاء، فى هذا الزمن الذى استشرى فيه الكذب والخداع والمتاجره بالدين، اليس افضل أن نعتمد على (الديمقراطيه) الليبراليه التى تساوى بين الناس جميعا ولا تفترض فيهم القداسه والآيه التى تؤيدها من القرآن وفى (الاسلام) لا فى (الشريعه) تقول بكل وضوح (فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر).
وبناء على ما تقدم لا يمكن أن تكون الشريعه هى (الدين) أو هى الأسلام المعرف بالألف واللام الذى قال عنه رب العزه (أن الدين عند الله الأسلام)، وهذا يعنى به ان كآفة الأديان من لدن آدم وحتى (محمد) صلى الله عليه وسلم هى مرحله من مراحل (الأسلام) ونحن لا نعترض على هذا بل نقر به ونعترف، لكن (شريعة) كل نبى تختلف عن شريعة الآخر، وتناسب زمانه وبئيته وظروفه وقلنا أن (آدم) عليه السلام من ضمن شريعته تزويج الأخ من شقيقته التى تخرج معه من بطن واحده، للضرورة، و(الشريعه) التى يتمسك بها الأغبياء والسذج والدهماء ويسئيون للاسلام العريض كما قال (الغنوشى) ويختزلونه فيها، لا ترفض زواج رجل كبير من طفله عمرها ثلاث سنوات وأن يدخل بها اذا كانت (سمينه) تطيق الوطء كما هو موجود فى كتب التفاسير.
وقلت فى أكثر من مرة وأكرر القول ولا أمل ذلك، أن مؤيد (الشريعه) يحمل فى داخله جينات (ارهابى) وقاتل وسافك دماء كما فعل الرائد الفلسطينى الذى يحمل الجنسية الأمريكيه برفاقه دون ذنب جنوه سوى أنهم يعتنقون دينا آخر، ومن البديهى أن أحد الآئمه (اياهم) حرضه بصورة مباشرة أو غير مباشرة وشرح له معنى الايه التى تقول: (فاذا انسلخ الأشهر الحرم فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد، فأن تابوا واقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فخلوا سبيلهم).
وفهم من محرضه، بان قتله لأؤلئك (الكفار) نوع من الجهاد وشهاده تدخله جنة (الفردوس) مع النبيين وتنتظره احد بنات الحور الجميلات.
وشرح له من لم يقتل من اؤلئك الكفار لأى سبب أو بعد أن اشترى سلامته كما تذكر آيه اخرى، يجب على المسلم المتمسك بدينه أن يضيق عليه فى الطريق شارع شارع وزنقه زنقه (اقعدوا لهم عند كل مرصد) ولا يتركه يسير مرتاح أو نافش ريشه.
والآيه الثانيه التى يشتروا بها سلامتهم ويعصموا بها انفسهم من القتل هى التى تقول : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ).
أى أن يدفعوا الجزيه وهم اذلاء حقراء بلا تقدير أو احترام.
ولقد أتيت من قبل بتفسير للآيه: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) من صحيح البخارى يقول "يعنى أن تأتوا بهم مقيدين بالسلاسل فى اعناقهم حتى يدخلوا الأسلام"، وبخلاف ذلك لا تصبحوا خير امة اخرجت للناس.
أما القارئ المحترم الذى حاول أن يلتف على معنى ألايه (فاذا انسلخ الأشهر الحرم ...) ، فعليه لأن يراجع تفسه وأن يفكر فى الجزء من الايه الذى يقول (فأن تابوا واقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) وسوف اعود للمزيد من التوضيح فى نهاية المقال، ويرساله حب أن يشارك بها قارئ محترم.
لكنى اقول له، لماذا تحاول أن تغير معنى آيه دون معرفه وأنت تنكر حق شخص فى الحديث فى الدين، كفله له الله وطالبه به، وبذل جهدا وأطلع على العديد من المراجع والمذاهب والأفكار بذهن صاف وقلب مفتوح ملتمسا الحق اينما كان لفترة تزيد عن الثلاثين سنه، وباطلاع الباحث فى كتب ديانات أخرى وعلى كل حال فمعرفة الدين ليست كعلم الموسيقى يؤخذ من معهدها وبتعلم (نوتتها) ولا يلتمس المسلم دينه فى معاهد الظلام والتخلف وأنما بتطبيق للآيه (وأتقوا الله ويعلمكم الله) على قدر الأستطاعة، وفى حقيقة الأمر يجب على المثقفين والمفكرين وألأدباء أن يهتموا بالأديان على نحو عام وبالأسلام ودقائقه على نحو خاص لأنه دين الأذكياء فيجب الا يتركوه للأغبياء والجهلاء، الذين افضل ما يقدمونه للبشريه، التوسع فى فقه النكاح والحيض والنفاس واصدار الفتاوى التى ترضى الحكام.
والصحابه والتابعين فى زمن تفشى (الأميه) وندرة العلم ما كانوا يحصلون على معرفتهم بالدين من (الأزهر) الذى يخرج كثير من الجهلاء، الذين يهتمون بفتاوى مثل (ارضاع الكبير) و(مضاجعة الزوجه المتوفاة خلال ست ساعات)، وهذا موجود فى الفقه و(الشريعه). فى وقت يموت فيه العشرات فى عشوائيات مصر من شدة الجوع والفقر.
وعلى من يستخينون بالأمر أن يعلموا لو مكن الله (المتطرفين) المؤمنين بالشريعه فى الأرض ولم يخشوا المحكمه الجنائيه الدوليه ومنظمات حقوق الأنسان فسوف يفعلوا باصحاب الديانات الأخرى كلما ذكرناه اعلاه، لا كما يستهبلون وبخادعون ويقولون أن كلمة (كافر) تعنى ان المسيحى يكفر بعقيدة المسلم ، والمسلم يكفر بعقيدة المسيحى، كما حاول احد شيوخ السلفيه أن يبرر.
هذا استهبال محض وكسب للوقت وأنتظار (للهيمنه)، وعندها سوف تأخذ كلمة كفار معناها فىلا الشريعه، وهو كل من لم يغتنق الأسلام، والمسلم لا يمكن أن يقال عنه كافر.
.................................................................
ومن ثم اقول بان الدكتور/ الترابى مثل الكثيرين الذين يتركون الفيل ويطعنون ظله فهو يركز حديثه ونقده لتجربة (الأنقاذ)، بالطبع بعد خروجه من النظام، ونقده كله أصبح مبنى على هذه التجربه الفاشله التى شارك فى جزء منها بل فى اهمها وفى اسوأ ايامها وهى فترة (التمكين) والذبح والقتل المادى والمعنوى، وقطع الأرزاق وتشريد الخبرات.. فلا قيمة لما يقوله وما يبذله من جهد، اذا اقتصر نقده فقط على تجربه ولدت ميته وفاشله، يواصل فيها الآن (جرابيع) خطط لهم وشارك معهم حتى أبعد ولا زالوا يستهدون بكثير من افكاره، خاصة فى جانب شق (الصفوف) الذى بدأ بأحزاب التوالى.
وهذه لم تكن اول تجربه (أسلامويه) فاشله تستند على (الشريعه) التى لا تلائم روح العصر وثقافته التى يشارك فيها د. الترابى، فقد كان الى جانب (النميرى) فى سبتمبر 1983، حينما قطعت يد محاسب فى مال عام، لا تحده الشريعه، وكأن الى جانبه والبسطاء يجلدون بجريمة (الزنا) الذى يصعب ثبوته أو ببدعة اسمها شبهة (الزنا) تضررت منها أسر كثيره وكان مع النميرى وهو يقول (الشريعه ما فيها طوارئ وما فيها قفز على الأسوار، لكننا نفعل ذلك) .. يعنى (رجاله عديل)!!
وكل تلك العقوبات لا يمكن أن تنفذ حتى فى دولة (الشريعه) التى نرفضها، اذا لم يوفر الحاكم حد (الكفايه) الذى يعصم المواطنين من السرقه ومن الزنا ومن غيرهما من كبائر.
لم يخرج دكتور/ الترابى متبرأ من تلك (الشريعه) المدغمسه، فى شجاعة التى يريد أن يعيدها (الطاغيه) عمر البشير، كما فعل الرجل الشامخ شموخ الجبال بل هو أكثر شموخا من ذلك الشهيد (محمود محمد طه) الذى اخرج منشورا بعنوان (هذا أو الطوفان) جاء فيه: ((وجاءت قوانين سبتمبر 1983 ، فشوهت الإسلام في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ، وأساءت إلى سمعة البلاد .. فهذه القوانين مخالفة للشريعة ، ومخالفة للدين ، ومن ذلك أنها أباحت قطع يد السارق من المال العام ، مع أنه في الشريعة ، يعزر ولا يحد لقيام شبهة مشاركته في هذا المال .. بل إن هذه القوانين الجائرة أضافت إلى الحد عقوبة السجن ، وعقوبة الغرامة ، مما يخالف حكمة هذه الشريعة ونصوصها .. هذه القوانين قد أذلت هذا الشعب ، وأهانته ، فلم يجد على يديها سوى السيف ، والسوط ، وهو شعب حقيق بكل صور الإكرام ، والإعزاز .. ثم إن تشاريع الحدود والقصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية ، وهي أرضية غير محققة اليوم .
إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .. إن من خطل الرأي أن يزعم أحد أن المسيحي لا يضار بتطبيق الشريعة .. ذلك بأن المسلم في هذه الشريعة وصي على غير المسلم ، بموجب آية السيف ، وآية الجزية .. فحقوقهما غير متساوية .. أما المواطن ، اليوم ، فلا يكفي أن تكون له حرية العبادة وحدها ، وإنما من حقه أن يتمتع بسائر حقوق المواطنة ، وعلي قدم المساواة ، مع كافة المواطنين الآخرين .. إن للمواطنين في الجنوب حقا في بلادهم لا تكفله لهم الشريعة ، وإنما يكفله لهم الإسلام في مستوى أصول القرآن ( السنة ) .. لذلك فنحن نطالب بالآتي :
1- نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام ، ولإذلالها الشعب ، ولتهديدها الوحدة الوطنية..
2- نطالب بحقن الدماء في الجنوب ، واللجوء إلى الحل السياسي والسلمي ، بدل الحل العسكري. ذلك واجب وطني يتوجب على السلطة ، كما يتوجب على الجنوبيين من حاملي السلاح. فلا بد من الاعتراف الشجاع بأن للجنوب مشكلة ، ثم لا بد من السعي الجاد لحلها ..
الشاهد فى الأمر أن (الغبن) والسعى الحثيث للثأر وتحقيق القصاص، (وحدهم) ليس من شيمة المفكرين المفلقين.
والمفكر الجدير بالأحترام يجب أن يكون مثل (جارودى) الذى اسلم حينما وجد ضوءا فى الأسلام، وكاذب من يدعى أن (جارودى) اسلم وأقتنع (بالشريعه) كمنهج حكم أو حياة، ولو تعرف على الأسلام من بابها وحده لما اعتنقه.
أو مثل الغنوشى الذى ينتمى لتيار (الأسلام السياسى) العالمى رغم ذلك اعترف (بأن الشريعه غير صالحه لكل زمان ومكان) بعد أن تمكن من عرش تونس، وكان بامكانه أن يفعل مثل د. الترابى مع الأنقاذ قبل المفارقه.
ولذلك يجب أن يعترف د. الترابى، بفشل (مشروع الدوله الدينيه الأسلامويه الجهاديه) الذى ظل يعمل له لعشرات السنين، وباعترافه أنه استعجل الأمر بانقلاب، لأنه كان يدرك صعوبة وصول نظام يتبنى (الاسلام) لللسطه عن طريق صندوق الأنتخابات، أو أن يسمح لهم بذلك.
وكلامه صحيح فأن (الأسلاميين) لا تخدعكم سرقة الثوره المصريه والأرهاب وتزييف ارادة الناخب المصرى الذى مارسه الأخوان المسلمين فى مصر، (لحم وسكر وزيت) من اجل الوصول للسطه، رغم ذلك كان بمقدور القوى المدنيه والليبراليه أن تسقطهم فى انتخابات الرئاسه ، لكن كان الدم سوى يجرى انهارا كما هددوا بذلك فى ميدان التحرير ومعهم السلفين، قبل اعلان النتيجه.
والتاريخ سوف يكشف الكثير فى المستقبل، فبعد أن امتنعوا عن المشاركه لثلاثه ايام فى بداية الثوره وأكتفوا بالمشاركه على نحو فردى زشخصى خوفا من (امن) مبارك، بدأوا فى المشاركه بقوه بعد ذلك وبعد أن طمأنهم بيان (المجلس العسكرى) بأنه لن يواجه الشعب بالقوه ، وبدأوا رويدا رويدا يهيمنون على الثوره وأعتبروا انفسهم اصحابها واستحوذوا على شئ فى مصر مستغلين ظروف الشعب المصرى السيئه للغايه، وقد صدق (عبد الناصر) حينما قال لا حريه مع الفقر والجهل والمرض.
وهاهم يكرروا ذات الفعل (الماكر) حيث اعلنوا عن مشاركتهم القويه فى المظاهرات الأحتجاجيه الرافضه لأساءة الرسول (ص) ، لكنهم تراجعوا وسحبوا كلامهم ونفوه، ونحن معهم نؤيد موقفهم لو كان مبنيا على العقلانيه وعلى تظاهرات حضاريه لا على التعدى على السفراء والسفارات، لكن حقيقة الأمر انهم فعلوا ذلك خشية على النظام من سقوطه، وسبب آخر هو غضبة الولايات المتحده وتصريحاتها التى اصابتهم فى مقتل.
الشاهد اذا اراد د. الترابى أن يخدم البشريه، وأن يموت على حسن الخاتمه وهو رجل تخطى الثمانين ، فعليه أن يعترف بعدم ملاءمة هذا الفكر الذى يتبناه وهو فقيه قانونى وباحث متخرج من أرقى جامعات العالم، وأن الحل يكمن فى الدوله المدنيه وفى الديمقراطيه وفى ابعاد الدين عن السياسه، وفى المساواة الكامله بين المواطنين دون تمييز بسبب الدين أو النوع أو العرق.
وكلى ثقه بأنه لن يفعل ولن يستجيب!!
والذكرى حاضره فحينما كانت تناقش مسودة الدستور ألاسلامى فى الجميعة التاسيسه عام 1968 أى قبل انقلاب مايو، كان وقتها د. الترابى من أشد المتحمسين لذلك الدستور، مثل حماسه الذى كان واضحا لدولة (الخلافه) فى بدايات الأنقاذ، وقبل الأختلاف والمفاصله، ولعله كان وقتها رئيس اللجنه التى عهد لها امر صياغة ذلك (الدستور) فطرح يومها المرحوم موسى المبارك وهو عضو برلمانى (اتحادى) على الدكتور/ الترابى سؤالا قال فيه:-
هنالك ماده فى الدستور تشترط على المرشح لرئاسة الجمهوريه أن يكون (مسلما)، فهل يسمح لغير المسلم أن يصوت لأختيار الرئيس؟
فاجاب د. الترابى، نعم يمكن أن يصوت واضاف هناك امور اذا لم يرد فيها نص قطعى يمكن الأجتهاد فيها أو هكذا.
فوقف بعده الأب/ فيليب عباس غبوش (رحمه الله) وغفر له وأحسن اليه، وسال دكتور / الترابى، وهل من حق المسيحى أن يترشح لرئايسة الجمهوريه؟
فحاول دكتور/ الترابى، أن (يزوغ) من الأجابه بطريقته المعروفه وقال بصورة عامه وكأنه لا يرد على الأب فيليب:
"بالطبع هناك شروط يجب أن تتوفر فيمن يترشح لمنصب رئيس الجمهوريه، مثل العمر والمواطنه بأن يكون سودانيا لم يرتكب جريمه مخله بالشرف".
فاعاد الأب/ فيليب عليه السؤال مرة أخرى قائلا:
"سيدى الرئيس .. أنا اعيد طرح سؤال العضو (موسى المبارك) بصوره مقلوبه :هل من حق المسيحى أن يصبح رئيسا للجمهوريه؟
فلم يجد د. الترابى طريقه للمرواغه وأجاب على نحو قاطع : لا لا يمكن.
هذا الفهم ماخوذ من (الشريعه) التى تميز بين المواطن المسلم والمسيحى، وتجعل الثانى مواطنا (ناقصا) هو السبب فى انفصال الجنوب، لكنهم يكذبون ويخادعون.
وكل من فكر فى حكم السودان مستندا على (الشريعه) فما كان امامه الا ان يفعل مثل ذلك، ولهذا فالمشكله ليست فى (البشير) أو المتعافى أو نافع، فهؤلاء فاسدون وطغاة وكاذبون، لكن اضافة الى ذلك يتبنون (نهجا) يستحيل تطبيقه فى العصر الحديث واذا طبق تسبب فى تقسم الدول وفصلها وتمزسقها، لأنه من غير المعقول أن تحكم دوله حديثه بقوانين وتشريعات صدرت قبل 1400 سنه.
وافضل نموذج لذلك التطبيق وعلى نحو مثالى، هو ما تقدمه جماعة (طالبان) والقاعده، الذين يجلدون الأفغان فى المناطق التى يسيطرون عايها اذا حلقوا لحاقهم ويمنعون الفتيات من الذهاب للمدارس والنساء من العمل ومخالطة الرجال، لأن المرأة فى الشريعه مسمزح لها بثلاث خرجات من بطن امها لبيت ابيها ومن بيت ابيها لبيت زوجها ومن بيت زوجها للفبر، بخلاف ذلك فتلك (شريعه) مدغمسه ونفاق وضحك على الدقون ومتاجرة باسم الدين.
ولو استذكر د. الترابى تلك الوقعه التى حدثت عام 1968 واستفاد من التجارب، هل يا ترى كان سوف يتحمس لأقامة دوله دينيه جهاديه فى السودان فتكت به ومزقته، بعد 31 سنه من ذلك التأريخ؟
الشاهد فى الأمر ذلك النقاش داخل (الجمعية التاسيسيه) كان على ذلك القدر من الشجاعه والصراحة والوضوح، لأن النظام الحاكم وقتها كان (ديمقراطيا) لا دينيا أو عسكريا يقهر الناس أو يشتري ارادتهم.
الآن فى زمن (النفاق) والدوله الدينيه (الأنقاذيه) التجاريه، وفى زمن ندرة (الرجال الرجال .. والنساء النساء) يرضى (دانيال كودى) بالدنئيه وأن يكون مواطنا درجه ثالثه فى دوله هو من مواطنيها الأصلاء، لأن المسيحى فى دولة (الشريعة) اذا كان (ذكرا) يأتى فى المواطنه بعد الرجل المسلم والمرأة المسلمه، أما اذا كانت أنثى مثل (تابيتا بطرس) التى قبلت بمنصب وزير دوله للكهرباء وهى لا تفهم فى الكهرباء والسدود شيئا ، كما اعترفت بعظمة لسانها ، كذلك قبلت بأن أن تكون مواطنه درجه رابعه، وذلك المنصب لا يعدو أكثر من (رشوه) وشراء موقف، لضرب (الحركة الشعبية – الأصل) بحركه شعبيه فرع المؤتمر الوطنى، لا أدرى ماذا سوف يقول هؤلاء لأبنائهم وأحفادهم فى المستقبل بعد أن باعوا قضيايا اهلهم وقضية السودان كله الذى يسعى للخلاص من فساد المؤتمر الوطنى، فأصبحوا له اعوانا وطابور خامس.
وأنه اشد مايؤلمنى أن يكون بائع ضميره من مهمشين السودان.
وبالعودة لدكتور/ الترابى، الاحظ لبعض القوى المنتميه للتيارات الديمقراطيه والليبراليه مبسوطه لمعارضته القويه للنظام ومحاولة تعريته، وهذا امر جيد لكن ما هو غير مريح أنها لا تهتم للحصول على ضمانات كافيه قبل أن تضع يده فى يدها قبل أن يغدر بها كما فعل أخوان مصر مع الليبراليين ودون أن تهتم وتسال هل (فعلا) صحح الدكتور الترابى منهجه وراجع نفسه وأعترف بخطئه واطلع خلال فترات سجنه على فكر جديد، ام الأمر وما فيه غضبه (مرشد) من تلاميذ (شموا صناحهم) فتطاولوا علي شيخهم واساءوا معه الأدب وزجوا به فى السجن لأكثر من مره؟
فاذا كانت المساله مجرد غضبه، فأن الدكتور الترابى، ومن معه وحينما يسقط النظام ويسعى الناس للتغيير – لسودان جديد - سوف يتمسكوا بفكرهم ونهجهم الذى ثبت فشله وعدم ملاءمته للعصر، ونصبح كأننا يا زيد لا رحنا ولا جئنا. وفشل المنهج لا يحتاج توضيحه الى بذل جهد كبير أو مراجع ولا يحتاج ان نقيم تجربة (الأسلام السياسى) الفاشله فى السودان خلال 23 سنه أو فى مصر التى لم تكمل المائة يوم والمثل عندنا يقول (الجواب واضح من عنوانه).
ويكقي أن نذكر بأن (الخلافه) الراشده وهى ازهى فترات الدوله (الأسلاميه) والتى يضرب بها دكتور الترابى وغيره من اسلاميين، المثل ، ثلاثة من اؤلئك الخلفاء ماتوا مقتولين، وبعضهم قتل على نحو بشع ولم ينجو من القتل سوى الخليفة الأول ابابكر، اما بعد ذلك فحدث ولا حرج قصص وروايات عن الخصومات الفاجره والغدر والقتل والأباده بل أن فى عصر يزيد بن معاويه وكثير مزن الذين جاءوا بعده من امراء بنى أمية قتل عدد من أئمة المساجد لأنهم رفضوا سب (على بن ابى طالب) فى خطبة الجمعه.
ثم تدرج الأمر حتى وصل الناس عهد الخليفه العثمانى (محمد على باشا) الذى يعتبر مؤسس الدوله المصريه الحديثه والذى يسعى البعض الى اعادة تجربة خلافاته ويذكرها وكأنها سوف تحقق جنة الله فى الأرض وسوف تهزم اسرائيل وتقيم عاصمه اسلاميه جديده لكل الدول فى (القدس)، فى عهد محمد على اذكر حادثه واحده، تمت فيها ابادة (المماليك) عن بكرة ابيهم وعلى نحو بشع، من 470 لم ينج الا شخصين ، دعاهم محمد على باشا لتناول العشاء ولتكريمهم فى (القلعه) وتوديعهم للقضاء على الحركه (الوهابيه)، فقتلهم غدرا وأمر جنوده باطلاق النار عليهم .. للأسف بعض المسلمين فى مصر، يحكى تلك الوقعه بفخر وأعتزاز.
خلاصة الأمر لم توجد أى تجربة اسلاميه فى الحكم حققت نجاحا، لأن الأسلام دين للتربيه وللدعوه لحسن الخلق- اذا تم اخيتار معلمين بمواصفات خاصه ومنهج يدعو للمحبة والسلام – لا المناهج التى تربى الشر فى النفوس وتغذى كراهية الآخر ووتحدث عن (الجهاد) بالسيف الذى انقضى أجله فى عصر (الأمم المتحده) و(مجلس الأمن) والمنظمات الحقوقيه المتعدده، التى نعترف بأنها حققت خطوات وقفزات نحو الأمام فى محال احترام حقوق الأنسان، لكنها تعانى من نقص وسلبيات لابد أن تزول فى يوم من الايام.
لا دين للحكم من خلال (الشريعه) التى تمتلك منهجا محددا للحكم الا اذا اسفطت الآيات والأحاديث لأدعاء ذلك وتأكيده بالباطل، ولذلك حينما يدخل الدعاة المسلمين فى السلطه يتخلوا عن دورهم دورهم فى الدعوه بالتى احسن وبذل اعمال الخير، ويتجهوا للأنشغال بالحكم وللتمتع بالجلوس على كراسى السلطه ففسدوا فى انفسهم وأفسدوا الحكم، لأن كثيرين منهم يسعون لتعويض انفسهم سنوات الحرمان والمجاهده فى الدعوه.
فتجدهم يتحدثون عن الزكاة والمضاربات والمرابحات الأسلاميه، لكنهم سرعان ما يتجهون الى الأقتراض (الربوى) ولكى يريحوا ضمائرهم يتجهون لتحليل ذلك الربا!
اما ذا كانوا (يتمسحون) فى التجربة التركيه ويعتبرونها نموذجا للدوله الأسلاميه الحديثه فقد كفاهم (اردوحان) وقالها واضحه وأحبطهم قوله : (أنا مسلم قى دوله علمانيه)، يعنى نجاح الدوله التركيه ونهضتها الأقتصاديه تحققت عن طريق (الدوله العلمانيه) ونحن نريد أقل من ذلك دوله مدنيه ديمقراطيه ليبراليه، يمكن أن يكون الحاكم فيها (مسلما) مثل اردوجان يصلى ويصوم ويحج ويزكى ويغضب عند اساءة الرسول لكن (دين الحاكم) لا يتدخل فى السياسه.
الشاهد فى الأمر اذا لم يصحح الدكتور/ الترابى مواقفه وفكره، ولم يعلن فشل ذلك المنهج لا التطبيق الذى يؤكد فساد (المنهج) وعدم صلاحيته للعصر وأن الحل فى الديمقراطيه الليبراليه وعدم اقحام الدين فى السياسيه، فهل تريد تلك القوى (الديمقراطيه) أن تستخدمه (كمغفل نافع) مع احترامنا لشحصه، أم ينتظرون حتى يتغذى بهم قبل أن يتعشوا به و يستخدمهم كمفغلين نافعين واذا نجح فى اسقاط النظام عادت حليمه لى قديمه ولتجربة دينيه جديده، تقسم ما تبقى من اجزاء السودان؟
فمن يستطيع أن يدعى بأن فكرة احزاب (التوالى) التى هى شكل من اشكال الشموليه والديكتاوريه و(النفاق) السياسى ، يمكن أن تكون خرجت من راس (البشير) أو على عثمان؟
حتى صرنا نرى فى كل يوم فرع لحزب والفرع له فرع ينقسم مثل الخليه السرطانيه، ومن يموت فى طائرة من اؤلئك الذين اسسوا فروعا لأحزابهم (فرع) المؤتمر الوطنى تطلق عليه صفة (الشهيد) للأسف ذاكرة الشعب السودانى تنسى سريعا وتسامح بصوره اسرع مما تنسى، وقد يكون هذا راجع لما تبقى من ثقافة (صوفيه)، نقية لكن التسامح لا يمكن أن يصل درجة التفريط فى وطن وفى تمزيقه على هذا النحو المريع.
على دكتور/ الترابى أن يخرج بشجاعه ويتبرأ من هذا الفكر الذى يقحم الدين فى السياسه، وأن يعلن بأنه لا يدعو للفوضى أو الأباحيه أو للأساءة للأديان او التقليل من شانها، ويتمنى أن يصبح الكون كله متدنيا، لكنه يرفض اقحام الدين فى السياسه وأن ينصح الأسلاميين (اخوان وسلفيين) اذا كانوا جادين أن يفرغوا انفسهم للدعوة بالتى أحسن ولأصلاح المجتمعات، ولبروز قاده اطهار غير فاسدين أو مرتشين، ولا امل لشعب من الشعوب أو لدوله لكى تضع نفسها فى مصاف الدوله المتقدمه وأن تصلح دنياها وآخرتها الا بتينى مشروع دوله المدنيه الديمقراطيه العادله التى اساسها المواطنه وسيادة القانون وأحترام حقوق الأنسان والمساواة بين الناس جميعا دون تمييز بسبب الدين أو النوع أو الثقافه – وهكذا ما لا تكفله الشريعه للناس بدون لف أو دوران ، لأن الله ينصر الدوله العادله وأن كانت كافره ولا ينصر الدوله المؤمنه أن كانت ظالمه، وبخلاف ذلك فالطوفان.
آخر كلام:
هنا جزء من الشرح والتفسير للآيه التى ذكرتها اعلاه أرسله فارئ كريم بغرض المشاركه فى اثراء الحوار :
فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ*
(فإذا انسلخ) يعني: إذا انقضى، (الأشهر الحرم) أي: أشهر الإمهال التي أبيح للذين عوهدوا فيها أن يسيحوا في الأرض وحرم فيها قتالهم: (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) أي: في أي مكان في حلّ أو في حرام.
قال*ابن كثير*: هذا عام والمشهور تخصيصه بغير الحرم، لتحريم القتال فيه، يعني أن: بعض المفسرين قالوا: (حيث وجدتموهم) هذه عامة في أي مكان تجدوهم فيه حتى لو كانوا داخل الحرم الشريف، لكن الإمام*ابن كثير*يقول: هذا وإن كان ظاهره أنه عام، لكن المشهور أنه يخصص، فلا ينبغي أن يقتل الكافر داخل الحرم لتحريم القتال فيه، لقوله تعالى:* وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ* [البقرة:191].
(( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ )) يعني: اسروهم أسراً (واحصروهم) أي: احبسوهم في المكان الذي هم فيه، لئلا يتخبطوا في سائر البلاد، (واقعدوا لهم) اقعدوا لقتالهم (كل مرصد) يعني: في كل طريق وممر، (فإن تابوا) أي: عن الكفر، (وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) يعني: اتركوا التعرض لهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.