تراسيم إكرامية للسادة النواب!! عبدالباقى الظافر [email protected] قبل وقت قصير من انقلاب الإنقاذ أعلنت الجبهة الإسلامية التبرع بعربات نوابها في البرلمان لصالح الجيش.. والقصة تحكي أن حكومة السيد الصادق المهدي كانت قد اشترت عربات دفع رباعي للسادة نواب البرلمان.. وبقية الحكاية تروي أن بعض النواب قد ) زاغوا( من تبرعهم واستردوا جيادهم بعد أن آتت الإنقاذ أكلها. نشرت الزميلة الصحافة أن نواب البرلمان الحالي ينشطون في الضغط على وزارة المالية من أجل التصديق بنحو خمسة مليار جنيه سوداني تبرع بها رئيس الجمهورية كدعم اجتماعي لنواب الشعب.. وزارة المالية تتباطأ في الصرف لضيق ذات اليد.. ولكن النواب الذين بيدهم القلم سيصرفون وإن طال الانتظار.. ومن قبل عام نال هؤلاء النواب منحة من الرئيس تقارب هذا المبلغ. قبل أي ام كان الرئيس البشير يتحدث عن خطة تقشفية تحتاجها حكومته بعد أن ذهب الانفصال بالبترول.. وقبل ذلك كان الحزب الحاكم يعد الشعب المحكوم بحكومة رشيقة وفاعلة.. والأفعال لا تطابق الأقوال.. والنواب يفطرون على إكرامية وشعبنا في رمضان يفطر على بصلة. من المهين أن يتم إغراق نواب الأمة بالأموال في الوقت الذي يعاني الناس.. الشعب يبحث عن جرعة ماء في العاصمة التي يحتضنها النيل من ذات اليمن وذات اليسار.. حكومة الخرطوم تؤكد أن المياه متوفرة ولكن الشبكات متهالكة.. وصيانة الشبكات تحتاج إلى أموال تفضل الحكومة إنفاقها على نوابها المطيعين لها في السراء والضراء. في هذه الأيام يركض أهل السودان من أجل حبيبات من السكر.. وزير الصناعة يقول إن السكر متوفر.. والمشكلة في جشع التجار.. والحقيقة أن الندرة تخلق مناخاً جيد للاحتكار.. والحكومة تعجز عن توفير النقد الأجنبي لشراء السكر من عرض البحر.. ولكنها في ذات الوقت تبر نواب البرلمان بإكرامية في شهر رمضان. في معظم البرلمانات تجد الحكومة نفسها تبذل الجهد لنيل قة البرلمان.. ولكن في سوداننا هذا يجتهد البرلمان في إرضاء الحكومة.. هل تذكرتم كيف غضب الشيخ عباس الفادني رئيس جنة الشؤون الدينية والاجتماعية عندما تأخر مدير هيئة الحج العمرة في إجابة طلبه بالتصديق بسبعين مليوناً من الجنيهات دعم إحدى مؤسساته الدعوية.. بعد تلك الغضبة انفتحت أبواب جهنم على المدير الموقوف. ندما أعلن وزير المالية سياساته التقشفية ورفع أسعار الوقود وبعض السلع الغذائية.. ضج البرلمان بالتصفيق والتهليل التكبير.. استغرب الشعب في برلمان يفرح نوابه لزيادة الأعباء لى الجماهير. الآن أدرك ت سر استغرابي ومبعث بهجة النواب.. النواب دركون أن التقشف وارتفاع الأسعار لن يمس أبدانهم بشيء.. لمعاناة لم تخلق لأمثالهم.. شظف العيش صنع خصيصا لأهل السودان. سيدي وزير المالية.. بإمكانك الآن أن تسجل موقفاً من أجل لشعب.. لا تدفع هذه الإكرامية من خزائن الأمة في مثل هذا لظرف الحرج.. إن ضغطوا عليك فانصرف إلى دارك معززاً مكرماً. يدي وزير المالية هذا امتحان )ملحق( يسره الله لك في شهر لغفران فاغتنم الفرصة.