بسم الله الرحمن الرحيم نيران الهامش... والجمهورية الثانية بقلم/ أحمد عيسى محمود [email protected] الإنقاذ ذلك الداء العضال الذي ما انفك يفتك في جسد الأمة السودانية.. يبشرنا هذه الأيام بعد أن فعل فعلته التي فعلها في جنوبنا الحبيب حيث قتّل الشباب ودمّر الاقتصاد وخرّب الديار.. جراء هوس ديني ليس له مبرر اللهم إلا تجريب ما في ذهن القوم من مشروع وهمي استئصالي بغيض لا يقبل الآخر دينياً أو عرقياً أو جهوياً – بأنها قادمة على بداية الدولة السودانية الجديدة.. وحتى اللحظة أن الرؤية لم تتضح بعد لدى نعامة الإنقاذ في الوقت الذي ظهرت سوءة الدولة لدى الشعب السوداني وهي لم تختلف عن سالف الأيام الإنقاذية الكوالح.. وإن لم تكن ظلامية ودامية أكثر من تلك السنين العجاف التي مرت على السودان جراء حكم الإنقاذ لم تكن أحسن حالاً منها.. فالسودان اليوم تبدل كل شيء فيه اللهم إلا الفهم الإنقاذي المتكلس في محطة (89).. مشكلة السودان هي المركز فأي حل بدون ذلك ما هو إلا حرث في البحر... فكثرة المبادرات والاتفاقيات والحلول الجزئية والترضيات السياسية وغيرها من بنات أوى الإنقاذية لم تجدِ نفعاً اللهم إلا صب مزيداً من بنزين الإنقاذ على هشيم الواقع السوداني فكان التعقيد هو السمة الواضحة للمشكل السوداني. فالعاقل من اتعظ بغيره.. ودونكم المحيط الإقليمي الذي يغلي كغلي المرجل.. فنحن الآن قاب قوسين أو أدنى من الانزلاق إن لم تجلس الإنقاذ مع أبناء الهامش أصحاب القضية الحقيقية لحل قضاياهم المزمنة التي أعيت من يداويها بالطريقة الملتوية.. فيجب صدق النية والتعامل بواقعية معها.. فأهل الشمال اليوم ((المناصير)) يهددون بنقل الاحتجاجات للخرطوم.. والشرق ملبد بغيوم الغبن وكردفان دخلت الملعب بكل ما أُوتيت من قوة وانضمت لركب المسيرة الهامشية التي بدأت في دارفور منذ عقد من الزمان.. والوسط ((الجنوب الجديد)) فهو الآن يعتبر البديل الناجح لقوى الهامش.. فما عاد أهل الهامش يثقون في الإنقاذ التي تعلب على عامل الزمن وتركب مركب الكذب والنفاق.. وكذلك الأحزاب التقليدية ليس هناك فرق بينها والإنقاذ اللهم إلا التسمية.. فهي حتى اللحظة لم تتضح رؤيتها تجاه قضايا الهامش.. بل تغازل الإنقاذ مساءً وتتمنع ضحى الغد.. فهي مشلولة تماماً عن إحداث أي تغيير حقيقي لأنها غير مكتوية بنيران الغبن وجحيم المعاناة. فلتعلم الإنقاذ أن الهامش ما عاد ذلك الهامش التقليدي فهو ثورة حقيقية لا تنفع معه التسويات والتسويفات الماضية فهو قد أعلن التمرد على المركز.. فهل وعي المركز الدرس وبدأ في إيجاد حل لمشكلة السودان الحقيقية أم مازال القوم في غيهم يعمهون.