- المحامي [email protected] النظام الحاكم في دولتنا لازال يتفوق علي نفسه في إنتهاج كل منهج ينأي بهم عن جادة الطريق والسلوك القويم الذي ينسجم وديننا الحنيف فلاتشرق شمس علي بلادنا التي تتناوشها الجراح والهموم حتي يبتدع النظام وسيلة ويسلك طريقاً لا يؤدي إلا إلي الإجتراء علي حدود الله وتأخذهم العزة بالإثم ورموزهم تتوعد الشعب المغلوب علي أمره بالويل والثبور وعظائم الأمور . في أيام خلت وفي مدينة الهلالية بولاية الجزيرة خرج الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية عن وقاره وملكاته القانونية ليهدد جموع المواطنين التي هبت في براءة لإستقباله بقطع الرقاب بالسيف لكل من تسول له نفسه التطاول علي الذات الرئاسية المقدسة أو المنهج الإنقاذي القويم .. لم يحدثهم عن رفع المعاناة وإغاثة المكروبين ونجدة المظلومين .. لم يتمثل خطبة أبوبكر الصديق وهو يتولي الخلافة بعد أكرم الخلق أجمعين بأنه \" قد ولي عليهم وليس بخيرهم وأن الضعيف فيهم قوي حتي يأخذ الحق له ..والقوي فيهم ضعيف حتي يأخذ الحق منه .. بل حدثهم عن السيف مشهراً لقطع الرقاب . خبر آخر تصدر الصحف اليومية مفاده أن رئيس الجمهورية ربما أشفق علي نواب البرلمان الذين يعانون شظف العيش ولا يجدون اللقيمات التي تقيم أودهم وتضخ في عروقهم الدماء فأبت نفسه إلا أن يتبرع لهم وفي سخاء بمبلغ يفوق الخمسة مليارات من الجنيهات من الخزينة العامة ومن حر مال الشعب السوداني لينال كل عضو مبلغ (15.000) جنيه بالتمام والكمال قبل حلول عيد الفطر المبارك ولسان حال الغالبية المطحونة والملايين من أبناء هذا الشعب الطيب تردد ألسنتهم قول المتنبي : \" عيدٌ بأية حالٍ عُدتَ ياعِيد ُ\" . لك الله أيها الوطن المكلوم والمثقل بالجراحات وولاة أمور المسلمين يغدقون علي الأغنياء ليزدادوا غني ويتذوق أبناءهم طعم العيد وهم في سعادة وحبور ولا يكون عطاء الفقراء والمساكين إلا السيف حتي يحكم الله بينهم وبين ولاة أمورهم ..وما أثار دهشتي باديء ذي بدء النبرة الحادة وكلمات الوعيد من النظام ورموزه لشعب كل جريمته أنه شعبٌ مستكينٌ ومستسلمٌ لقدره ويجاهد في دنياه البائسة للبقاء علي قيد الحياة ولا يموت جوعاً وكل مميزات أعضاء البرلمان أنهم أغنياء يريدون أن يزدادوا غنيً . أليس ما يدعو إليه ديننا الحنيف هو إصباغ الرحمة علي من في الأرض حتي يرحم فاعله ويثاب بالرحمة من السماء ؟؟ فماذا يكسب نائب الرئيس من تهديد الرعية بالسيف وهو يدري وهم يدرون أن \" من لم يمت بالسيف مات بغيره ..تعددت الأسباب والموت واحد ٌ \" ؟؟ وما هي جريرة مواطني الجزيرة التي ولغوا فيها وذنبهم الذي إرتكبوه ليكون جزائهم سيف علي ؟؟ كيف نظر ولي الأمر بعين ثاقبة وبصيرة نافذة إلي الملايين من شعبه وهُديَ إلي أن أكثر الشرائح الضعيفة في المجتمع هي نواب البرلمان ؟؟ وتتجاوز مرتباتهم الشهرية الأربعة ملايين جنيه ( مليون ينطح أخية ) وأنهم أولي بعطائه وأن ما تبقي من الشعب يرفل في النعيم المقيم ؟؟ بسم الله الرحمن الرحيم :\" وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) – صدق الله العظيم .