زاوية حادة دكتور الحمير يريد يصير وزير جعفر عباس أعتقد أن الحركة الشعبية على حق عندما تقول إنه ينبغي حل الحكومة ومؤسساتها، بعد انفصال الجنوب، باعتبار ان الجسم المتبقي من الوطن ليس هو الذي أنتخب النواب والرئيس، وبصراحة فإنه لا يهمني ما إذا كان رأي الحركة هذا يقوم على منطق قانوني، فكل ما يعنيني هو أن أخوض الانتخابات للفوز بمنصب دستوري او كستوري أو تنفيذي أو تنفيسي (وهذا الأخير منصب يتطلب مهارات عالية لأن المطلوب من شاغله طرشقة وتنفيس مخططات الآخرين حتى لو كانوا زملاءك في نفس الحزب)، وقد شجعني على ذلك أن الرئيس البشير ردد مؤخرا كلاما طالبت به عدة مرات وهو أن تتم إحالة أي قيادي سياسي أكمل الستين الى الأرشيف، فلو صار لهؤلاء القادة «دم» وتركوا مناصبهم للقوى الشابة فمعني هذا ان جميع أحزابنا الحقيقية والكرتونية ستكون بها شواغر بالكوم واستطيع أن «أنقي» من بينها حزبا عليه القيمة وأخوض الانتخابات باسمه ثم «أتشهى» المناصب، وقد تقول: يا غبيان ولماذا لا تلعب على المضمون وتنتمي للمؤتمر الوطني القابض سلفا على الحكم؟ لست غبيانا بل ملحلح ومدردح وأعرف ان طابور طالبي الوظائف في المؤتمر الوطني من القصر الى القماير، وبيني وبينكم فكرت في الانضمام للمؤتمر الوطني للفوز بمنصب عليه القيمة، وفجأة انتبه الجماعة الى وجود فائض في المناصب الدستورية والتنفيذية وقرروا التقشف!! يعني حبكت معاكم لما جاء الدور علينا؟ أمري لله وعليّ أن أنتظر هبة جماعة «تغيير النظام» وأسمع قائلا: يعني اسم الله عليك أنت دون الستين؟ نعم دون الستين، ولدي ثلاث شهادات ميلاد تثبت ذلك، ودعوني أصارحكم بأمر آخر، وهو أن مثلي الأعلى في العمل السياسي شخص كويتي سبق لي الكتابة عنه، ففي آخر انتخابات نيابية شهدتها الكويت خاضها محمد راشد الحفيتي، ومهنته الأصلية طبيب بيطري ومتخصص تحديدا في علاج الحمير، وهو أيضا عضو في جمعية الصحفيين الكويتيين، ولتسجيل ترشيحه كان عليه ان يسدد مبلغ (50) دينارا فحملها في كيس كبير لأنها كانت فكة.. ولما سألوه ولماذا تعذب الموظف المكلف باستلام رسوم التسجيل بِعدِّ كل تلك القطع النقدية قال: أريد ان أرهقه، فهو يجلس عاطلا طوال أربع سنوات هي الفترة بين كل انتخابات نيابية، ولا بأس في أن أشغله أسبوعا في عدها!! هذا كلام شخص شديد الوعي وليتنا نعمم فكرة إتاحة فرص عمل حقيقة لموظفينا التنابلة بأن نقسمهم مثلا الى مجموعات واحدة تعد كل السيارات البيضاء في المدينة التي تبدأ أرقام لوحاتها بعدد زوجي، وأخرى تحصي عدد الحبات في كيلو الرز المصري، وثالثة يتم تكليف كل فرد منها بتوزيع السمسم على المواطنين بواقع سمسمة واحدة لكل بيت وإبراز مستندات عليها تواقيع المواطنين تؤكد ان كل واحد منهم استلم سمسمته! ولم يكن الحفيتي يملك أية فرصة للفوز في الانتخابات، فقد أنشأ مقرا انتخابيا لا يقدم فيه سوى الكلام، يعني حتى لا شاي ولا قهوة، ولما قيل له ان غياب مثل تلك الحوافز سيطفش عنه الناخبين، أوضح بأنه أقام مقره الانتخابي قرب مقر مرشح آخر «شبعان»، وأن بإمكان رواد مقره الاستماع الى كلامه، ثم الذهاب الى مقر منافسه لتناول الطعام والشراب، ومع هذا فقد كانت أحلام محمد الحفيتي كبيرة، فقد صرح بأنه يريد دخول البرلمان ليصبح وزيرا للمالية، وإن اول عمل سيقوم به فور تسلمه أعباءه الوزارية هو إفراغ محتويات خزائنها في جيبه!... أليس هذا الرجل جديرا بالإعجاب ل»أمانته»! قد تقول: كيف تصف رجلا يعلن اعتزامه سرقة خزينة بلاده بالأمانة؟ بسيطة: هو أمين بمعنى انه صريح ويعلن عن نواياه بوضوح ولا يمارس الإفك المعتاد: الوزارة تكليف لا تشريف!! أي تشريف وأي بطيخ!! ..فكما ان العدو العاقل خير من الصديق الجاهل فان الحرامي المكشوف اقل ضررا من الحرامي المستتر!! ولما سألتْ الصحف المرشح الهمام عما سيفعل لو جعلوه وزيرا للتربية قال انه سينسف المناهج، ويأتي بمناهج جديدة من بيته، يعني يستفيد من مخصصات إعداد وطبع المناهج!! ويا محمد راشد الحفيتي زودني بجواز سفر كويتي مزور، لأصوت لصالحك ثم أدخل السجن لتخرجني منه بعد ان تصبح وزيرا! وأقبض عمولتي لأنفق على ترشيحي في بلدي، أما إذا لم تصبح انت وزيرا وبقيت انا في السجن فعليك معالجتي بحكم تخصصك! الرأي العام