فاصل ونواصل..مع د.نافع ومنطق (ميرغنى)!! عبد الغفار المهدى [email protected] كانت مشكلة المؤتمر الوطنى حتى وقت قريب ،قبل ربيع الثورات العربية التى يحاولون (التشبث) فى تلاليبها خصوصا الثورة المصرية والتى فاقوا فى التقرب اليها زلفة ،حتى أهل مصر أنفسهم والذين كانوا يسبحون فى فلك الرئيس المصرى المخلوع (مبارك) وأرادوا أن يرتدوا قناع الثوار فى الوقت الضائع بعد سقوطه، خصوصا وأن ما بين (مبارك) والمؤتمر الوطنى قبل سقوطه علاقة التلميذ بالمعلم وكان المؤتمر الوطنى أنذاك سعيدا بلعب دور التلميذ سواء بارادته أو ارادة الملفات التى كان نظام مبارك يجيد الضغط بها عليه ،خصوصا وأن نظام مبارك كان يمثل لنظام المؤتمر الوطنى الواجهة الأقليمية وهو محاصر دوليا. كانت معضلة المؤتمر الوطنى فى تلك الفترة وهو محاصر بضغوط هائلة من عمل يديه وبفضل سياسته،دوما ما تصدم تصريحات البشير وخطاباته الحماسية وسط جموع الجماهير (المحشودة) وهى تهتف اليه بمواصلة المسير الرأى العام السودانى قبل العالمى،بالرغم من أن الرئيس البشير يحظى بأكبر عدد من المستشارين فى تاريخ السياسية السودانية ،وهذا جاء كنتيجة طبعية لمبدأ الترضيات السياسية ومنح كل معارض أو أعتراضى أو انتهازى منصب لضمان رضوخه وسكوته ،مما أفرغ العمل السياسى من مضمونه وجعل السياسية والتى أرتفعت أسعار متعاطيه فى عهدهم الميمون سوق مربحه لايكلف رأس مالها سواء قليل من الغوغاء وبعض من السلاح الذى راجت تجارته فى عهدهم وأصبح ضحايا السياسين هم من البساطة وعامة الشعب الذى يسرقونه ويقتلونه باسمه، لهذا لاعجب أن تخرج تصريحات الرئيس البشير بتلك الصورة الصادمة وهو يتمتع بهذا القدر من المستشارين المرضى عنهم والمدفوع ثمن مواقفهم مسبقا. لكن لم أكن أتوقع فى تلك الفترة التى غاب عنها الرئيس البشير عن ممارسة عادته فى التهديدات ،أن يخلفه الدكتور نافع وهو رجل الأمن الذى يفترض فيه أن يكون أكثر حكمة وحنكة وهو يتعاطى مع قرار مجلس الأمن بشأن قوات اليونا ميد فى دارفور ،بدلا من لهجة التهديد التى أدمنها قيادات المؤتمر الوطنى امام أجهزة الاعلام وفى نهاية الأمر تتحول الى سياسية استجداء واسترضاء ،وحوامة الوفود والوزراء لشرح وجهة النظر السودانية . وهنا لابد من أن نحمد للأستاذ (عثمان ميرغنى) رئيس تحرير صحيفة التيار هذه الجرأءة التى علق بها على تصريحات الدكتور نافع فى قناة الشروق وهو يتحدث عن أن على الحكومة أن تذهب الى جنوب كردفان وتبحث حل المشكلة هناك بدلا من الذهاب الى مجلس الأمن والذى لايحل الذهاب اليه واستجدائه أى مراجعة لقراره. ومعلوم أن (فورة) الدكتور نافع وتهديداتها والتى لا تعدو سواء أنها تكرار سبقه عليه رفقائه ،وهم حتى الآن تائهون عن وضع مبدأ يسيرون على هداه فى مثل تلك المواقف والتى دوما يحرجون بها أنفسهم ويثبتون بها ضعفهم والذى يواربونه بالحلول الأمنية للمشكلات السودانية التى تسببوا فيها وحتى الآن لايودون أن يقتنعوا بأن الحلول الأمنية وسياسية شراء المواقف أثبتت فشلها والا ما الذى جنوه من ورائه غير مزيدا من تعرضهم للابتزاز السياسى اقليميا ودوليا وأنصياعهم فى السر لسياسية من يدعون محاربتهم فى الجهر أمام أجهزة الاعلام والتى أصبح مفعولها يزول سريعا ولا يصلح للتخدير مع تتابع الأحداث وتسارعها وعدم توقعها وعدم التوقع بالذات هو مشكلة المؤتمر الوطنى الذى لازال أفراده يمارسون السياسية بطريقة رزق اليوم باليوم. لم يقنعنا ولن يقنع أحد حديث الدكتور نافع وتهديده باقصاء اليومانيد ،وهو ونظامه عاجزين عن وضع حل لمشكلة جنوب كردفان التى كانت من الدوافع الرئيسة لقرار مجلس الأمن الذى ترفضه الحكومة اليوم،هذا عن الداخل أم عن المحيط الأقليمى لم يستطع نظام المؤتمر الوطنى حتى الآن أن يتخلص من رداء التلميذ الذى ألبسه له نظام مبارك ،وهو الآن يتودد للقوى السياسية المصرية ،قبل أن يسعوا لتصحيح وضع العلاقات المائل فى الباطن والمعتدل فى الظاهر ويغلغوا الملفات المطبطب عليها ويعيدوا العلاقات الى نديتها ،وأن لا يظنوا أن ثورة يناير المصرية بامكانها أن تخلع عنهم رداء التلميذ وتلبسهم رداء الأستاذية ..فعلى الأقل أن مصر دولة فيها مؤسسات والعمل المؤسسى فى السياسية يرجح المصالح العليا على المصلح الدنيا بمعنى أستراتجية على أرض الواقع وليست كتلك التى وضعها المؤتمر الوطنى للشعب السودانى فى الأوراق وكان نتاجه هدم المؤسسات القائمة فى الدولة خصوصا تلك المتعلق بالاقتصاد والاستراتجية.