هل الثورات كالقطط..تأكل بنيها..؟! محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] خلال المفاصلة الشهيرة التي باع فيها الحيران شيخهم الهرم ..علق أحد ظرفاء العاصمة قائلا بذكاء وخفة دم.. كثيرا ما كنا نسمع أن الثورات كالقطط تأكل بنيها..ولكن هذه أول مرة نشهد ثورة تأكل .. (أبيها ) وهي ظاهرة قل أن تسلم منها الثورات سواء تلك التي تدعي الثورية عبر مواسير المدافع والمجنزرات أو التي تنطلق من الشارع سلميا أو عبر المواجهة المسلحة مع الأنظمة الديكتاتورية ..كالثورة الليبية التي بدت قاب قوسين أو ادنى من خط النصر النهائي وهى تخوض ملحمة فريدة منذ ستة أشهر ..خرج فيها الشباب الليبي ليعيد الى الأذهان أمجاد أجدادهم الذين ابلوا بلاءا حسنا فرسموا صورهم خالدة على جدران التاريخ وفي تضاريس الجغرافيا ..وفي نسيج الوجدان الوطنى الذي تحرك في ثوار اليوم.. فهل من اجتمعوا منتفضين كالأسود علي عداء الطاغية المجنون كقلب رجل واحد ..ستفرقهم شهوة السلطة زمرا و جماعات بعد السقوط النهائي للجماهيرية الورقية وصنمها الخشبي الذي نخره سوس الزمن؟ هذا ما يخشاه العقلاء والتجارب الكثيرة والشواهد الشاخصة في عالم اليوم تبرر هذه المخاوف .. الثورات هي كالحب العارم بين المحبين .. التحدى الكبير فيه يكون بعد الزواج .. فيكون المحك هو كيف نحافظ عليه بعد أن تنتهى مرحلة التجمل وتنميق الكلام أو حتى تصنع التفاهم والانسجام.. وتدخل الحياة فى دولاب الرتابة ومشاكل تسيير المعيشة ودخول شركاء جدد في عباءة الحياة وكيف نحميه من انتكسات الغيرة ولو من فلذات الأكباد.. فحينما يظهر تباين الأمزجة بين الثوار ويتعري الكل أمام الكل ويكشف ما بدواخله ويخرج من خلف ستورمرحلة تشابك الأيدي في مواجهة العدو الواحد الي ساحة تضارب الأفكار والمصالح والتوجهات وربما رفع السلاح في وجه الحليف.. لان كل فريق يريد الكل أن يصلي علي قبلته..! بالطبع لايكون سهلا اقتلاع الطغاة .. لان التضحيات لها ثمنها الغالي ولكّن الأ صعب هو كيفية لمحافظة على المكاسب الوطنية والشعبية والنأي بها عن تنازع الأنا والجنوح بعيد اعن الصف والاجماع.. فهى حصاد وان قام به البعض عن الأمة لكنه يغدو ملكا لكل فرد من ابناء الشعب فلا يوجد بيت أو حى أو قرية ولا مدينة لم يقدم شهيدا أو جريحا أو مشردا أو مناضلا بالحرف أو الصوت أو بالمال.. وفق الله أبطال الثورات التى أزالت وما برحت أصواتها الهادرة تهز خيمات الثوريت وقلاع التدليس باعتبار ماسيكون ان عاجلا أو اجلا.. وليعي الجميع الدروس التي حُفرت حروفها بحد السكين علي الأفئدة الصابرة.. منها من تقدم باقدامه الحافية عابرا دروب الجمر ومنها من ينتظر عند خط البداية صافرة الانطلاق بعد أن بلغت الروح الحلقوم واستشرى الغلاء والفساد والظلم والحروب التي قصمت ظهر العباد .. ومزقت خريطة البلاد..واليك أعني واسمعي ياجارة..! واجعل اللهم كيد الذين كانوا السبب في نحرهم.. لتأكل نار ظلمهم الة حكمهم و بنيها بدءا بابيها.. وابثث في شعبنا قوة لصرع الطغيان ونبذ الهوان.. ..فلترفع أهل المظالم أياديها..في خواتيم هذا الشهر الذي لاترد فيه دعوة مظلوم ..باذن الله تعالى .. انه المستعان..وهو من وراء القصد..