حي علي الفلاح عبد القادر إسماعيل [email protected] الأخ محمد عطا المولي : سلام الله عليكم و بعد أود أن أذكِّركُم ألاّ كبير .. إلاّ الله ثم الوطن فالمواطن.. و أن المسؤول مهما نال من الرتب و النياشين و الترقيات فإنه لن يخرق الأرض و لن يبلغ الجبال طولا .. و ما من مسؤول كيّسٌ فطن إلاّ و يعلم أنها لو كانت تدوم لما آلت إليه .. يا رجل .. ( أنزل من علاك الفوق .. ! ) .. الناس يتحدثون و أنت كأنك ببرج عاجي .. و كأن الأمر لا يعنيك .. حاول أن تلتقي بالصحف و التلفزيون و كل وسائل الميديا المتاحة لتدفع عن الذين تحت إمرَتك .. فالإتهاماتُ موجّهة إليهم من قِبل المواطنين .. و هي كُثر ... فليس أقل من أن توضح للمواطن أو تنفي أو تعترف بالخطأ إن كان هنالك خطأ .. و لا عيب في ذلك .. علي أن تعد بالتصحيح و المحاسبة .. و أن تجيب علي استفسار المواطن و سؤاله و مِن ثمّ إفادته و إقناعه .. فهذا من حقه .. و الحقُّ يؤخذ و لا يعطي .. و ما أنت بموقعك هذا إلاّ خدمة للمواطن .. و أحسبك تعلم أنّ الأمنَ أوّلاً .. و هو أهمُ العوامل علي الإطلاق ليعيش المرء حياة طبيعية و يبقي قادراً علي العطاء .. و لا شيء يهم الإنسان أكثر من ان يأمن علي نفسه و ماله و عرضه .. حتي الصلاة يسبقها الأمن .. يأمن الفرد ثم يصلي .. و هذا ما اهتمت به نواميس الكون و كل الشرائع الموضوعة و السماوية المنزلة من رب العالمين .. نسمع و نقرأ علي الصحف و عبر وسائط الإ علام أشياء غريبة علي المجتمع السوداني .. و ممارسات إثمها عظيم عند رب الناس .. ظلم و تعدٍ و اعتقال للمواطن و لفترات تجاوز ما هو محدد بالقانون و اللوائح .. إنتهاك لكرامة الناس و حرماتهم أثناء التحري و التحقيق أو الحصول علي المعلومة .. اغتصاب الفتيات .. و اللامبالاة بالصبية و الشباب الذين فُقِدوا بعد التظاهرات .. و الفتية الذين اقتيدوا من منازلهم ثم قتلوا و القيت جثثهم في العراء .. ( طالب الجامعة منطقة كاس ! ) .. الصحفيون الذين تعرضوا للمعاملة السيئة و الذين اختطفت كاميراتهم و معداتهم .. الفوضي التي تَعُم و عدم اطمئنان المواطنين علي أرواحهم و ممتلكاتهم .. عشرات الحكاوي و القصص دون التحقيق في شيء .. عليك الإنحياز أخي الفريق لجانب المواطن و الحرص ألاّ يناله أذيً أو ظلم .. عليك مساءلة مرؤوسيك و متابعة تنفيذهم لواجباتهم و مراجعتهم و التأكد من مخالقتهم الناس بخلق حسن .. فالأمر جلل يا رجل .. يتعلق بالظلم و الظلمات و حقوق الناس .. و بن آدم الذي كرّم الله و جعله في الأرض خليفة .. نريد اهتماماً .. نريد عملاً يمشي بين الناس نحسّه و نلمسه .. و إن خرج هذا عن مقدورك فليأت دونك من يستطع البلد ليست وطناً للسياسيين و شريحة من المسؤولين فحسب .. البلد وطنٌ لكل من هو سوداني .. للبسيط و الفقير و العامل و المزارع و الأشعث الأغبر .. و انتم تعلمون ذلك علم اليقين .. إذاً لماذا كل هذا .. ؟ كيف يسلب صحفي و في الطريق العام .. و علي مرأي من الجمهور .. كيف يسلب أدواته و معداته دون أن يُعرَف السارق .. أو إلي أي جهة ينتمى .. ؟ كيف يقتل الناس داخل المدن .. ؟ كيف يقتل طفل و يلقي علي الطريق .. ؟ كيف يؤخذ طالب جامعي من أمام منزله ليجده المارّة فيما بعد مقتولاً و ملقي في العراء .. ؟ هل نحن في بوليفيا .. أم نحن بالسلفادور .. ؟ كيف .. و كيف .. و كيف ؟ أيستغل الأفراد السلطات الممنوحة لهم وبساطة الناس و خوفهم .. للتنكيل بالخلق و إيذائهم وخرق اللواح و القوانين .. ؟ أم تُراهّ قانون الغابِ ليأكل فيه القويُّ الضعيف ؟ .. أين المواطن الصحفي أباذر .. ؟ أين جعفر السبكى .. ؟ لماذا يقتحم رجال الأمن مقر الحزب الشيوعي في بورتسودان و يعتقل المجتمِعين .. ؟ حزب مسجل ضمن الأحزاب و بموافقة الدولة .. و من حقهم أن يجتمعوا .. هل يخالف إجتماعهم القانون أو الدستور ؟ أم أن هنالك تهديد للوطن و سلامة أراضيه .. ؟ أين الدكتور بشرى قمر حسين رحمة .. ؟ بالدّارجي ( دكتور .. يعني مواطن مؤهل والناس محتاجين ليهو .. تعتقلو عشان اتكلم أو كتب عن موضوع شاغل الناس أو اتكلم في الحكومة.. ؟ طيب ما يتكلم .. الحكومة حكومتو زي ما هي حكومتك .. ممكن الناطق بإسم الجِّهة اللي تكلم عنها يرد عليهو و لو كان الدكتور كلامو غير صحيح أو ينافي الحقيقة .. مافي زول حيعمل بيهو أو يديهو اي إهتمام .. و تاني لو كتب .. ميّه .. ما حيكون لكلامو تأثير و الناس بتعرف الصاح من الغلط .. إنتو لازم تدّو صورة جيّدة لمؤسسات الدوله .. ياخي أعتقد أنو شغلكم غير كدة .. و في حاجات أهم لازم تتابعوها.. واحد كتب في الجريدة موضوع ضد الحكومة .. أو أساء لي زول أو مسؤول أو وزير أو غيرو .. ايه خطورة الموضوع علي امن السودان .. ؟ خليهو لو في جهة متضررة يمشو البوليس يفتحو عليهو بلاغ .. أيه دخل الأمن الوطني بتاع الدولة كلها في حاجة زى دى ؟ ما تكرهو الناس أكتر مما هم كرّهانين .. و ما تنتظرو الرئيس لازم يأشر ليكم علي كل حاجة ! ).. نرجع تاني .. الأحداثُ و الإنفلاتاتُ ليست واحدة و لا اثنتين و لا عشرة و لا ماءة .. فإن كانت هذه الإنفلاتات و الأخطاء فعل لعصابات أو خارجين علي القانون .. فهذه مصيبة .. أين الشرطة و أين الأمن .. ؟ أخي الفريق أول أمن .. أخي الفريق أ ول شرطة .. لا تعتمدوا علي خوف العامة من أنّ هذا أمن .. أو أنّ هذا شرطة .. فإنّ ذلك لا يدوم .. إعملوا بما يرضِ ضمائركم و يحبب الناس فيكم و يعيد ثقة المواطن .. فإنّي لكما ناصح أمين .. كما أنني علي يقين و قناعة تامة .. و بموجب خبراتي و تجاربي الشخصية .. أن الفرد المخولة له السلطات و هو علي رأس مجموعة ما .. لتنفيذ عمل ما .. هو المسؤول الأول عن مستوي و نتائج ذلك العمل .. أكرر .. هو المسؤول عن كل ما يحدث إن كان سلباً أو إيجاباً .. ليس المسؤول من ينوب عنه من كبار موظفيه أو صغارهم .. فالسلطات ممنوحة له و هو الذي يخوِّلها لمن دونه أو من يليه .. الكل يرغب أن يؤدي عمله و أن يكون رئيسه راض عنه و هو يعلم أن رئيسه هذا .. ينتظر البرامج و التوجيهات و السياسات التي اختطتها يده أن تنفذ .. إذاً .. هذا المسؤول حين يجتمع بمساعديه .. و يتحرك و يوجه و يتابع وينزل ليلتحم بالآخرين .. تنغرس المسؤولية في كل الناس .. و يحتكم الجميع للقانون و اللوائح دون تهاون أو استرخاء .. فينعكس هذا بالضرورة علي الأداء .. و النتائج يلمسها الناس أقول هذا غَيرَة علي العمل الأمني و العسكري و انحيازاً للمواطن الذي يعاني .. فقد كنّا مسؤولين و لبسنا الكاكي أيام كان الكاكي مبدءاً و قيمة .. وعملنا ضبّاطاً بالجهاز أيام العمالقة ( و لا أنزّه أحداً و لكن مقارنة مع أقوام الزّمن الردئ هذا ).. عمر محمد الطيب و عثمان السيّد و الجعلي و المرحوم جلك و الإخوة أبو رنّات و الفاتح عروة .. و بالقوات المسلحة كذلك بقية عمرنا .. و بسلطات أضعاف ما هو مخول لكم .. و بواجبات لوحملتها السماوات و الأرض و الجبال لأشفقن منها .. و مع ذلك لم نظلم أحداً و ما خافَنا أحد .. وقد كنا تحت قيادة و زمالة المواطن العادي جداً .. و ليس الرئيس .. المواطن الضابط العميد الركن آنذاك .. عمر حسن .. أقول ليس الرئيس ..( إذ أن عقلي لم يساعدني في التعرف علي رئيسكم ) كنا نخدم هذا البلد عبر أنبل و أرفع و أشرف المهن .. و دون تلفزيون أو كاميرات .. و بسلطات تتراوح بين التوجيه و لفت النظر .. و تعظُم حتي مرحلة الحكم بالإعدام .. و رغم ذلك و في أقسي الظروف و أصعبها .. كان المسؤول يعرف كيف إدارة الرجال إن كانوا مدنيين أو عسكريين .. فالإنحياز و علي الدّوام لجانب القانون و اللوائح .. لا تمايز بين الناس .. يأكل الرئيس و المرؤوس مما هو متوفر و ليس مما هو مطلوب .. و يلبس و يسكن و يفترش الموجود دون المرغوب .. فاقترب الناس و لم ينفروا و ما خافنا أحد .. ! هكذا الأمر يا إخوة .. الوظيفة تكليف و ليست تشريف .. فمن ترفّع أو تعالي أو توهم أنه ذو فضل .. بحكم منصبه أو وظيفته .. أو خُيِّل له أنه يمتلك ما هو مسؤول عنه .. فذاك محض هُراء .. فالوظيفة لخدمة الناس و ليست ليخدمك الناس .. فهي تكليف و مساءلة و جهد .. يقاس و يحسب عياناً بياناً تحت شمس الضّحى أيها الرجال لا بد من هزّة و استفاقة .. و حيّ علي الفلاح .. فقد سئم الناس الإستسلام .. و إهدار الوقت و ضياع السنين .. و التحرك بعقلية ( محلّك سِر .. أو خطوة اثنين مستحيل ) .. كنّا أول من تعلم و أول من تحضّر و أول من تحرر .. و مع ذلك .. نري العالم يسبقنا و الدول تتقافز من حولنا .. و يضحك منّا من كان خلفنا .. و نحن نستكين و نتمسكن و نزوَى .. حتى هان أمرنا .. و طمع فينا الضعيف قبل القوي و الهيّن قبل القادر .. لا لِقِلّة و لكن لضعف الهمّة .. و لأننا .. لا نُحِق الحق .. و نظلم الضعيف و نستعبد الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .. ( مافي زول يتضايق .. ! .. البلد لازم تمشي لي قدام و علي الوجه الصحيح .. الناس زهجت من السكات و المجاملة )ء هلا رأينا حراكاً ... و اهتماماً بالبشر .. و أجوبة علي أسئلة المواطن .. يرحمكم الله ... ؟ عميد / م عبد القادر إسماعيل أرسل المقال للصحافة و التيّار .. و لم يوافقوا علي النّشر كالعادة .. !