بالمنطق ويحبون النعيمية..!ا صلاح الدين عووضة [email protected] * ظاهرة إعلاميّة عجيبة لفتت انتباهي خلال شهر رمضان هذا .. * فما من يومٍ يمرُّ دون أن تُجري صحيفة ما ، أو إذاعة ، أو فضائيّة حواراً مع شخصيّة معروفة .. * ثُمّ نكشف من خلال الحوار أنّ الشّخصية هذه هي مثل أبي ذر الغفاري إن كانت رجلاً .. * أو مثل رابعة العدويّة إنْ كانت امرأة .. * فكلُّ الذين تُجرَى معهم المقابلات هذه هم - (بسلامتهم) - يعكفون على قراءة القرآن ، ويُصلُّون الفجرَ حاضراً ، ويداومون اللّيل كلّه إلاّ قليلاً ، ويذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم .. * ثمّ إنّهم جميعاً - كذلك - يحبون العصيدة والتّقليّة والنَّعيميّة والحلو مُر والبليلة .. * أيّ أنّ أحداً منهم - بالغلط – لا يقول إنّه يُحب اللّحمة والفراخ والكنافة والبسبوسة .. * كما أنّ أحداً منهم - بالغلط – لا يقول إنّه ليس في مصاف عباد الله الرّبانيين الذين إذا أقسموا على الله لأبرهم .. * فالذين صلاتهم ونسكهم ومحياهم لله رب العالمين لا يجعلون ذلك لل(النّاس !!) لكي لا يُقال لهم يوم القيامة : (لقد فعلتُم حتى يقول \"النَّاسُ\" كذا وقد قالوا) .. * فالعبادات هي شيءٌ بين العبد وربه .. * و(الغذاءات) هي شيءٌ بين العبد ونفسه .. * فما الذي يهم النّاس من (موت) فلان في التّقلية أو (شحتفة روح) فلتكان (ورا) الحلو مُر ؟! .. * وكذلك ما الذي يهم النَّاس من ختم عِلاَّن للقرآن أو قيام ترتكان الليل حتى الفجر؟! .. * فإن كان مطرباً - من أُجرى معه اللّقاء - فإنّ ما يهم النّاس من أمره أن لا يغنِّي لهم غناءً (هابطاً !!) .. * وإن كان مذيعاً فإنّ ما يهم النّاس من أمره أن لا (يرغي) لهم رغياً (فارغاً !!) .. * وإن كان ممثلاً فإنّ ما يهم الناس من أمره أن لا يُمثِّل عليهم تمثيلاً (عويراً !!) .. * وإن كان وزيراً أو مسؤولاً فإن ما يهم النّاس من أمره أن لا يكذب عليهم (تجمُّلاً !!) .. * ذلك هو ما يهم الناس من (المستضافين) كُلٌّ في مجال تخصصه .. * أمّا أن تحاول واحدة من (إيّاهن) أن تظهر لنا بمظهر العابدة المتنسكة .. * أو يحاول واحد من (إيّاهم) أن يظهر لنا بمظهر العابد الورع .. * أو يحاول مسؤول أن يظهر لنا بمظهر (الصَّحابي الجليل) .. * أمّا أن يحاول كُلٌّ من أولئك أن يظهر لنا بالمظهر الذي أشرنا إليه فإنّ في هذا (إضاعة) لزمن اللِّقاء في غير ما يهم الناس .. * وبخلاف هدر الوقت في ما لا طائل من ورائه فإنّ هناك شبهة (النّفاق) التي ذكرناها .. * وواحدة من نجمات (الهِشِّك بِشِّك) كانت قد أخرجت مُضيِّفها - بفضائيّة عربيّة - عن طوره حين طفقت تعدد(نِعَم !!) الله عليها في مجال مهنتها حتى أضحت (على سِنِّ ورمح) .. * فلمّا أبدى مقدم البرنامج هذا اندهاشة إزاء الذي تقوله (الرّاقصة !!) الشّهيرة أجابت بعفوية قائلة : (آه ، ما يكرمنيش ربنا ليه ؟! ده أنا بصلي وأصوم وأقرأ القرآن وعمري ما أذيت حد) .. * وكذلك المستضافون في أجهزة إعلام بلادي - من أهل الإنقاذ - (عمرهم ما أذوا حد) .. * وفوق ذلك هم يُصلُّون ويصومون ويتعبدون ويختمون القرآن .. *ولا يحبون من الأطعمة إلا التّقليّة والنّعيمية والبليلة والحلو مر . الجريدة