الصادق المهدي الشريف/ [email protected] خطبة العيد تحتاجُ الى إعادة نظر.. كما تحتاج خطبة الجمعة كذلك.. وبالطبع لن نعيد التذكير بأنّهما صادرتان من ذات الأئمة. إذن الأئمة يحتاجون الى إعادة نظر.. أداءهم وتدريبهم وليس شخوصهم وأخلاقهم.. فالخُطب التي يقرأونها من الأوراق (وسنعود لهذا).. هي خُطب قديمة.. مملة.. بل تكاد تشعر بالغبار يخرج من أفواه الأئمة وهم يلقون تلك الخُطب. وحينما يقلبون الأوراق وهم على المنابر.. تكاد الأتربة تتساقط على أعين المصلين.. من فرط قِدم الأوراق وعتاقتها. فكرة صلاة الجمعة.. مثل فكرة صلاة العيد.. هذه محطة اسبوعية.. وتلك سنوية.. محطة يقف فيها المسلم ليتزوَّد باليقين والإيمان.. زوادةٌ تنفعهُ وتعينهُ على بقية الإسبوع. تعينهُ حين تداهمه المصائب.. فيتعرّض للرشوة في ذلك الإسبوع.. أو لفتنة إمرأة (!!!).. أو لمجرد تهاون في حفظ عُهدةٍ وأمانةٍ بطرفه.. فلا يجد سوى تلك الطاقة الإيمانية التي تزوّد بها في يوم الجمعه. أو حين يقرر إنتاج الخير.. ليؤدي الصلوات في جماعة.. أو يكابد بخلهُ ليُعين رجلاً محتاجاً.. أو حتى يميطُ أذًى عن الطريق.. يحتاج الى الطاقة تلك. منبر الجمعه.. لو أحسن المسلمون استغلاله فسيكون عوناً أعظماً على بناء المجتمع.. وثقة الناس في هذا اليوم عظيمة.. للدرجة التي تمتلئُ فيها المساجد عن آخرها.. رغم مايقوله الأئمة. ولو سألنا عن ميزانية تدريب الأئمة لدى وزارة الإرشاد والأوقاف.. لوجدنا رقماً مخجلاً.. وكيف لا يكونُ الرقم مخزياً.. إذا كانت ميزانية البحث العلمي أقل من 1%؟؟. بيد أنّ وزارات كثيرة تحتاج الى منبر الجمعه.. ولو خصصت تلك الوزارات نذراً من ميزانياتها لتدريب الأئمة فإنّ الميزانية سوف ترقى الى المستوى الذي يدفع بالمجتمع الى الأمام. فوزارة مثل الإرشاد والأوقاف تحتاج حتماً الى ترفيع درجة العمل الدعوي.. وهي الأولى بتخصيص ميزانيتها كلها.. له. (وفوائض ميزانية هيئة الحجّ والعُمره). ووزارة مثل تنمية الموارد البشرية.. يقع على عاتقها تغيير مفهوم العمل بالنسبة للسودانيين.. وبث ثقافة جديده.. وهي أحوج كذلك للمنبر الإسبوعي. ووزارة التربية والتعليم التي يتسرب تلاميذها من غرف التدريس.. ويتسرب أكثرهم ك(فاقد تربوي) في إمتحانات الأساس والثانوي. والشرطة التي عرق جبينها وهي تكافح المخدرات.. و... و...، والمجتمع كله يحتاجُ لهذا المنبر. وليس من الرُشدِ في شيئ أن يصعد أحد الأئمة ليحكي لنا قصة سيدنا سليمان مع النملة.. ماذا قال لها.. وبماذا ردت عليه.. ويبكي وينتحب في منتصف القصة لرقة تعامل الملك النبي سليمان مع النمل!!!!. وفي الختام لا يلخص لنا ما الذي استفاده هو من تلك الحادثة السلمانية؟؟؟.. ولم يحدثنا عن العنصر الذي دفع بالرقةِ الى قلبه في تلك القصة المشهورة؟؟؟. هذا موردٌ ضائعٌ.. مثل مواردٌ أخرى كثيرةٌ تضيع في هذا البلد المنكوب.. وددتُ لو أحسنا التعامل معهُ. صحيفة التيار