بالمنطق هَلْ الجَيْش لحماية السُّلْطَان أم الأوْطَان ؟ا صلاح الدين عووضة [email protected] * هَلْ الجَيْش لحماية السُّلْطَان أم الأوْطَان ؟!! * هنالك جيوش محترمة ، وأخرى (مخ رخمة !!) .. * جيوشٌ لحماية الأوطان ، وأخرى لحماية السُّلطان .. * جيوشٌ تسهرُ للذَّود عن الدّستور ليل صباح ، وأخرى تسهر للانقضاض على الدّستور مع تباشير الصّباح .. * جيوشٌ بأسُها تجاه الأعداء الطّامعين في البلاد ، وأخرى بأسُها تجاه الطّامعين في الحريّة من أبناء البلاد .. * هذه هي المفارقة العجيبة التي أفرزها بوضوح المشهد العربي من حولنا هذه الأيام .. * المشهد الذي يقول بلسان حال يقطر دماً : (هناك عصابات مسلحة من صنع الحُكّام تُسمي نفسها جيوشاً) .. * عصابات قوامها بلطجية وفتوات وصعاليك وقطّاعين طُرق و(كتّالين كُتلة !!) .. * فهل - بذمتكم - هناك وجه مقارنة بين الجيش المصري الملتزم ب(أدب) العسكرية وبين جيوش القذافي والأسد وعلي صالح (قليلة الأدب) ؟! .. * و(قلّة) الأدب هذه هي (أقل) ما يمكن أن تُوصف به جيوش (تدوس) على أيّ واذعٍ ديني أو أخلاقي أو عسكري من أجل السُّلطان .. * تدوس على ذلكم كله ولو كان (الثّمن) إبادة عشرات الآلاف من المواطنيين .. * فالمهم - بالنّسبة لها - أنّها تقبض (الثّمن) .. * ولأجل هذا لا يبخل الحاكمون على الجيوش هذه من حر مال الشّعب حتى غدا أفرادُها (مُميَّزين) على بقية أفراد الشّعب .. * ورغم التّميُّز هذا فإنّها جيوش في الحروب نعام وأسود على المدنيين العُزّل .. * ولكن الجيش المصري الذي حطَّّم اسطورة خط بارليف يستقل كثيرٌ من ضباطه (الأتوبيس) دونما إحساس بالزّهو أو العظمة أو التّميز أو التّباهي بأنّهم (جابوا مناخير اليهود الأرض) .. * ولأنّه جيش (محترم) - أيّ المصري - فإنه لم يطلق رصاصة واحدة في اتجاه ثُوّار مصر إلى أن أعلن انحيازه إلى جانب خيار الشّعب مضحيّاً بمبارك ونظامه .. * وكذلك فعل جيوش تونس (المحترم) .. * ولكن انظر إلى (الرّجولة !!) التي تمارسها جيوش كل من القذافي والأسد وعلي صالح تجاه المواطنيين في ليبيا وسوريا واليمن .. * والأسد هذا (بالذّات) لو كان جيشه هجم على الجولان المحتلة بمثل الشّراسة التي يهجم بها على حماة وحمص ودرعا لحررها في سويعات من قبضة المحتل الإسرائيلي .. * لكان فعل ذلك لو لم يكن جيشاً أُعِدَّ لحماية (السُّلطان) عِوضاً عن (الأوطان) .. * ورغم ذلك كله يفاخر النّظام البعثي (الأسدي بأنّ سوريا دولة (ممانعة !!) .. * ممانعة في (شو) ؟!! .. * اللّهم إلاّ أن تكون ممانعة (تعني الامتناع !!) عن تحرير الجولان .. * ونحواً من ذلك كان قد أشار إليه ماهر الأسد - شقيق بشار الأسد - حين قال في لحظة صدق عفوية إنّ أمن إسرائيل من أمن النّظام في سوريا .. * وسوف تبكي إسرائيل الأسد الإبن - في حال سقوط نظامه - بمثلما بكت حسني مبارك .. * فإسرائيل تعلم أن الجيش السُّوري متى ما (تحرر !!) فسوف (تتحرر !!) الجولان .. * متى ما أضحى جميع أفراده مثل الذين تحرروا بالفعل - من منسوبيه - بإعلانهم التّمرد على التّبعيّة (القاتلة !!) .. * متى ما صار في عداء الجيوش (المحترمة) .. * لا الجيوش التي تُدار بعقلية (مخ الرّخمة !!) . الجريدة