في حرب العام 1967م استطاعت اسرائيل شن هجوم عسكري على دول عربية عدة.. وكما إحتلت شبه جزيرة سينا بالكامل.. فإنها استطاعت الإستيلاء على هضبة الجولان.. وكانت تمثل عمقاً استراتيجياً لسوريا إذ أن مرتفعات هضبة الجولان تطل على العاصمة تل أبيب.. ويمكن للجيش السوري أن يصوب صواريخه من مرتفعاتها مباشرة على عاصمة اسرائيل.. مما يجعلها تحت رحمة الصواريخ السورية.. ورغم التخطيط المشترك بين القيادتين المصرية والسورية في شن هجوم السادس من أكتوبر 1973م على اسرائيل إلا أن مباغتة الجيش السوري لإسرائيل بإستعادة الهضبة سرعان ما انتكست إذ أعادت اسرائيل سيطرتها على هضبة الجولان لأكثر من أربعين عاماً.. لقد رفضت سوريا الدخول في صلح مع إسرائيل وظلت إسرائيل تسيطر على الهضبة بل واعتبرتها جزءاً من أراضيها، وقد أصدر الكنيست الإسرائيلي قراراً بذلك.. لقد ظل حزب البعث قابضاً على السلطة لأكثر من 50 عاماً في سوريا في عهدي حافظ الأسد وابنه بشار ..ظلت معها الجبهة السورية الإسرائيلية هادئة تماماً إذ لم يستطع الجيش السوري من تحرير أرضه.. ولا استطاعت المقاومة السورية ذلك.. وبسبب هدوء تلك الجبهة فقد أقامت إسرائيل مستوطنات يهودية في هضبة الجولان كتلك التي أقامتها في الضفة الغربية.. وعندما وقّع السادات إتفاقه مع إسرائيل في العام 1979م فقد رفضت سوريا ذلك وكونت جبهة الصمود والتحدي يتساءل المرء عن مصير جبهة الجولان السورية في ظل ذلك الصمت المريب للقيادة السياسية في سوريا.. وقد سنحت لسوريا فرصة الهجوم على إسرائيل عندما كانت إسرائيل مشغولة في الحرب مع حماس.. ولكنها لم تفعل لإستعادة أراضها كما لم تبادر بأخذ زمام المباداة والهجوم على إسرائيل عندما كانت تحارب حزب الله اللبناني حتى تحرر سوريا أراضي الجولان؟ تستعصى الإجابة على ذلك السؤال ولا أظن أن ذلك يمكن أن يتم في ظل سيطرة حزب البعث على سوريا فقد إتضح للمراقب السياسي أن أولويات الجيش السوري في ظل نظام البعث هو الحفاظ على سلطة الحكومة والحزب.. وقد أصبحت قيادة القوات المسلحة السورية تقوم بمهام الشرطة والأمن في سوريا للحفاظ على نظام بشار الأسد فقتلت حتى الآن أكثر من 9 آلاف مواطن سوري وجيش هذه عقيدته القتالية لا يمكن له تحرير أرضه فهو يتدرب ويخوض الحروب ضد شعبه الأعزل من السلاح ويضربه بنيران المدافع والدبابات والأسلحة الثقيلة.. لا يمكن لجيش بهذه المواصفات وهو يخوض حروبه ضد شعب أعزل من السلاح أن يحرر وطنه من جيش نظامي محترف يجيد فنون القتال.. فبشار الأسد وهو أسد على شعبه نعامه في مواجهة إسرائيل يدرك أن أي حرب له مع إسرائيل ستنتهي بهزيمة وإحتلال عاصمة بلاده وزول عرش حكمه ولن يعبأ أي مواطن سوري حينها بزوال طاغية وظهور طاغية آخر لأنه سيقدر على هذا الطاغية الجديد الذي يحتل بلاده وسيتكرر نفس سيناريو ما حدث في العراق وتضطر إسرائيل للإنسحاب من سوريا.. ولا نريد إسرائيل ربيع عربي جديد في سوريا يستبدل نظام الأسد الذي يوفر لها الحماية والأمن بنظام راديكالي تكون أولى أهدافه استعادة أرضه أولاً وطرد الصهاينة من أرض فلسطين..