د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] في شهر مايو عام 2010م وبالتحديد في اخر ايامه هاجمت البحرية الاسرائيلية ما عرف باسطول الحرية او سفينة مرمرة الزرقاء قبل دخولها المياه الاقليمية لاسرائيل وكان اسطول الحرية يحمل مساعدات ومعونات طبية واغذية قصد منها فك الحصار الاسرائيلي عن غزة... قتل في ذلك الهجوم الاسرائيلي الغادر تسعة من الاتراك العزل، واسر اخرون. كان هذا الهجوم موضع استنكار من كل دول العالم المحبة للسلام ما عدا تلك التي تحابي اسرائيل. شكلت الاممالمتحدة لجنة عرفت باسم لجنة بالمر للتحقيق في احداث اسطول الحرية وتأخر قرار اللجنة كثيراً كان سبب التأخير احياناً بطلب من جهات تأمل في تحسن العلاقات التركية الاسرائيلية وقد سمعنا هذه النغمة من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون فحتى يوم السبت الماضي اعرب عن امله في تحسن العلاقات بين إسرائيل وتركيا، قائلا إن البلدين أساسيان لاستقرار الشرق الاوسط. وقال ايضا للصحافيين في العاصمة الاسترالية كانبيرا آمل بصدق أن تحسن إسرائيل وتركيا علاقتهما وأضاف بان: \"كلا البلدين مهمان جدا في المنطقة، وتحسين علاقتهما وتطبيعها سيكون أمرا مهما جدا في مقاربة مجمل أوضاع الشرق الاوسط، بما فيها عملية السلام في الشرق الاوسط. الان وقد كشف محتوى تقرير لجنة بالمر التي أنشأتها الأممالمتحدة للتحقيق بأحداث أسطول الحرية الذي اعتبر الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة \"قانونيا\"، وأن الجيش الاسرائيلي استخدم قوة \"مفرطة ومبالغا فيها\" ضد أسطول الحرية، ولم يوص اسرائيل بالاعتذار، بل بالتعبير عن أسفها ودفع تعويضات لأسر القتلى. اتخذت تركيا عدة قرارات كان اولها أعلن وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، يوم الجمعة الماضية، عن سلسلة تدابير عقابية بحق إسرائيل، من بينها خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، ما يعني طرد السفير الاسرائيلي من أنقرة، وتعليق كافة العقود العسكرية مع إسرائيل، وإحالة قضية حصار غزة على محكمة العدل الدولية لتنظر في مشروعيته. اما اسرائيل فقد اشاد مسؤول في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بالتقرير لكونه يشرعن الحصار المفروض على قطاع غزة وبالتالي يمنح إسرائيل حقا قانونيا في التعرض لمن يحاول كسر الحصار... وفعلا قد فعل قرار اللجنة ذلك! اما وزير المعارف الاسرائيلي، جدعون ساعر، قال في ندوة عقدت في حولون قرب تل أبيب، إنه لا يمكن لإسرائيل الاعتذار على قيامها بالدفاع عن جنودها ومواطنيها، وشدد على أن إسرائيل لم تعتذر، ولا تعتذر، ولن تعتذر في المستقبل. اليوم وقد قررت تركيا تصعيد الامر لمحكمة العدل الدولية في لاهاي والى الجمعية العامة للامم المتحدة علينا نحن العرب مساندة تركيا والوقوف معها في كل المحافل الدولية وتقديم الدعم المعنوي لها ولا بد ان يعلو الصوت العربي في كل المنابر الدولية يشجب ويدين ويستنكر- كالعادة- قرار لجنة بالمر وان يقترن الشجب والادانة والاستنكار هذه المرة بفعل، ياعرب، نحو تركيا. والله من ورا القصد .