ساخر سبيل قرشين حلوين الفاتح يوسف جبرا يبدو أن الحكومة بعد أن فشلت في محاربة الفقر .. قالت أحسن تحارب (مخرجاتو) فقد أوردت الصحف قبل أيام قلائل خبراً جاء فيه بأن وزارة التنمية والرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم قد كشفت عن انشاء (40)نقطة (ارتكاز) بولاية الخرطوم وذلك للحد من ظاهرة التسول وأنها من أجل نجاح هذه المهمة فقد قامت بالتنسيق التام بينها وبين الشرطة وامن المجتمع وقد جاء فى نهاية الخبر الذى نقلته SMC أن (90%) من المتسولين هم من دول الجوار ! العبد لله يعتقد بان القائمين على أمر مكافحة التسول بإنشائهم لهذه النقاط الإرتكازية إنما يهدرون موارد الدولة فإنشاء (40) نقطة إرتكاز ليس بالشئ البسيط كما أن ما يتبع ذلك من وجود شرطي وأمنى وترحيل وإعاشة لهولاء المتسولين شئ مكلف ومن غير المعقول أن يقوم المواطن بدفع هذه النفقات ليجد نفسه قد أصبح نفسه متسولاً ! لذلك فالعبد لله يقترح على المسئولين الإستفادة من هؤلاء المتسولين (بدلا من أن يكونوا عالة على الدولة والمواطنين) وذلك بإنشاء (المجلس الأعلى للتسول) والذى يقوم بتنظيم أعمال هذه المهنة وأهو برضو الحكومة تطلع ليها بي (قرشين حلوين) . تبدأ الحكاية بإعلان يتم بثه فى جميع الوسائط الإعلامية يقول .. عزيزى المتسول عزيزتى المتسولة .. تسول وفقاً للقانون وذلك بتسجيلك فى (المجلس الأعلي للتسول) .. عزيزى المتسول .. سجل الآن وأحصل على الرخصة !! - (صوت جهورى) : سجل الآن .. حصولك على الرخصة يضمن لك التسول بحرية !! الحصول على (رخصة متسول) ليس بالأمر الشاق والرسوم التى قررها المجلس الأعلي للتسول جعلها تكون في متناول كل متسول ..( 100) رسوم كشف طبي ( 150) جنيها رسوم رخصة (متسول تحت التدريب) ثم( 250 ) جنيها رسوم (مدرسة تعليم فنون التسول) والتى تقوم بتأهيل المتسول تحت التمرين نظرياً وعمليا على أحدث تكنولوجيا التسول .. (120) رسوم الرخصة النهائية والتى تتيح للمتسول التسول فى محلية واحدة يقوم بتحديدها أما إذا أراد المتسول الحصول علي (رخصة عامة) تتيح له التسول في أى محلية عندها تكون الرسوم( 450 )جنيها ! بعد المهلة التى أعطتها الحكومة للمتسولين (لتوفيق أوضاعهم) تبدأ الشرطة والنظام العام فى عمل كشات وكمائن للقبض علي المتسولين (البدون رخصة) وتقطيعهم إيصال مخالفة (متسول بدون ترخيص) مقدارها( 30) جنيها أو الحبس لحين السداد ! ولأن التلاتين جنيها غرامة (ما هينة) وقد تكون هى محصلة (تسول يوم بحالو) فسوف يضطر المتسولون (غير المرخصين ) بالترخيص ! خاصة بعد إنشاء (جهاز التهرب التسولي) وكشات وكماين (مباحث التسول) ! - أقيف هنا يا زول .. رخصتك وينا؟ - إنتا ما شايفا معلقا أهي فى رقبتى - طيب رخصتك بتقول إنك متسول فى أم درمان البجيبك الخرتوم شنو ورخصتك ما عامة ! - والله في الحقيقة أصلو .. يعني - لا أصلو ولا فصلو .. الإيصال إنقطع يلا أطلع لينا (30 )جنيه !! بعد التأكد من أن معظم المتسولين قد أصبحوا تحت مظلة (المجلس الأعلى للتسول) يتم إنشاء (جهاز ضرائب المتسولين) وعمل ملف ضريبى لكل متسول يحتوى على صورة من (رخصة العميل) ويحمل رقمه . - ضريبتك يا حاج تلاتة ملايين ونص ! - (فى دهشة) : قلتا كم ؟ - قلنا ليكا تلاتة مليون !! حكاية إنك أطرش وما بتسمع دى أعملا هناك فى الشغل ! - لكن يا ولدى القروش دى مش كتيرة؟ - يا حاج أحمد ربك دفعناك تلاتة مليون وإنتا بتتسول فى (كافورى) والله الزول داك بيتسول فى (الملجه) دفعناهو 4 مليون ! يوماً بعد يوم تتزايد إيرادات (المجلس الأعلي للتسول) وفروعه الممتدة على أرض السودان (الفضل) ويقام فى وسط كل مدينة برجاً شاهقا ذو نوافذ زجاجية (مظللة)يحمل اسمه مؤثث بأحدث وأفخر الأثاثات والستائر والموكيت (وطبعن التكييف المركزى الباااارد) تقبع أمامه أرتال من السيارات الفارهة هى سيارات (العاملين) عليه ! كسرة : بعد أن قالت وزارة التنمية والرعاية الإجتماعية بأن( 90% )من المتسولين هم من دول الجوار تأكدت تماما بأن هذه الوزارة تستخدم آلات حاسبة (صينية) !