مفاهيم ليس دفاعا عن (عرمان) ولكن!! نادية عثمان مختار [email protected] عندما نطالع تصريحا لأحد المسؤولين في الحكومة نقف عند كلماته تدقيقا وتمحيصا لنصل إلى فهم مايريد إيصاله دون لبس ولا تحوير، إذ أن تصريحات المسؤولين في كثير من الأحيان ( حمالة أوجه) وتحتمل الكثير من التفاسير والمعاني ! كثير من تصريحات المسؤولين تحمل اتهامات؛ بعضها مباشر وبعضها مبطن (للآخر) المختلف معهم أيدلوجيا وفكريا وأحيانا يكون الخلاف والمشاكسات حتى مع من يلتقون تحت لواء ذات المنظومة والتنظيم !! تصريح كالذي قال به رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، الدكتور قطبي المهدي في شأن السيد ياسر عرمان القيادي بالحركة الشعبية ( قطاع الشمال) واتهامه المباشر له ب ( العمالة والتخابر ) لصالح الدولة الإسرائيلية يسوقنا للتساؤل حول ما اذا كانت الحكومة تصرح بمثل هذه (الاتهامات الخطيرة جدا) وفقا لمستندات ووثائق تحت يدها حقيقة، أم أن هذه الأحاديث ماهي إلا من باب المكايدات السياسية وتأليب الرأي العام على عرمان؛ الذي باع ضميره للشيطان وخان الوطن الخيانة العظمى بحسب مايوضح التصريح الذي خص به د. قطبي صحيفة (الصحافة) وجاء فيه ( لم يستبعد قيادة ياسر عرمان لمخطط اسرائيلي يستهدف قيام دولة النوبة، وقال إن عرمان ذهب الى اسرائيل وتفاهم معهم، ولديه اتفاقيات معها) !! وأضاف (وإذا كانت اسرائيل لديها مخططات أو مؤامرات ضد البلاد سيكون هو الذي بحث تلك المخططات) !! و(شدد على أن اسرائيل عدو، وأي اتصال مع العدو سيكون له عواقب وتداعيات) !! مثل هذا التصريح لا يمكن أن يندرج تحت مسمى ( الاستهلاك الإعلامي) الذي يمارسه بعض قيادات الحكومة أحيانا ليمر بعدها مرور الكرام قبل أن يخرج تصريحا صاخبا آخر يُنسي القراء التصريح الأول !! ليس دفاعا عن ياسر عرمان فنحن لا ندري إن كان الرجل (مذنبا) حقا بالأدلة والبراهين الدامغة ام لا؛ ولكن إظهارا للحقيقة التي من حق الرأي العام الاطلاع عليها، ومن حق كل مواطن سوداني أن يعرفها، فهل حقا ياسر عرمان الذي حارب مع الحركة الشعبية سنين عددا من أجل ما يؤمن به من مبادئ أصبح (خائنا) لوطنه وبائعا إياه، وساع لتقسيمه بمعونة الدولة الإسرائيلية؟! إن كان لدى الحكومة مايثبت ذلك فلتنشره على الملأ بكافة الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية ليعرف القاصي والداني (جريمة) ياسر عرمان و(الخيانة العظمى) التي ارتكبها؟! أما غير ذلك فيكون الدكتور قطبي المهدي قد ألقى كلاما على عواهنه دون ان يتذكر حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (( رب كلمة لا يلقي لها الرجل بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً) !! وتكون الحكومة بكاملها قد (بهتت) الرجل عندما سمحت لمسؤوليها أن يعلنوا (خيانة وعمالة) عرمان دون استصحاب (الوثائق) التي تثبت ذلك ونشرها مرفقة مع التصريح الصحفي! و (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) !! الاخبار