طالعتنا صحيفة «الإنتباهة» بعددها رقم «1961» وعلى صدر صفحتها الأولى وبالخط العريض «عرمان يزور إسرائيل ويلتقي باراك» أي والله نعم إسرائيل ولقد قرأت قبلها في صحف كثيرة أنه كان ينوي زيارة إسرائيل على وفد عالٍ ورفيع من قطاع الشمال وبمباركة وتدبير من سفير إسرائيل بجوبا.. وحينما اُفتضح أمره حينها نفى كالعادة الخبر جملة وتفصيلاً.لقد ظل هذا العرمان يجوس الأرض فساداً وينشر فيها الفتن وهو سفير دول البغي والاستكبار لدى السودان وحق له أن يفعل أكثر من ذلك وزيارته الأخيرة لواشنطن وتحريضه للكونجرس والقيادة الأمريكية على عدم رفع اسم السودان من الدول الإرهابية وتصريحاته ما زالت ترن في آذاننا وحينها سمعنا تصريحات خجولة من قادة الحكومة حول تلك الزيارة وتداعياتها ووصم بالخائن وكنا نظن وقتها أن هذا العرمان سوف يلقى عليه القبض في مطار الخرطوم فور عودته بتهمة الخيانة العظمى والتخابر مع دولة أجنبية ضد السودان، ولكن كالعادة دخل كأي مواطن شريف صالح دون أية مساءلة من أي أحد. وكان من نتاج زيارته المباركة تلك إلى أمريكا اندلاع الحرب في جنوب كردفان والجميع كان يعلم حينها سبب زيارته تلك. وها هو الآن في إسرائيل ويقابل قادتها ووزير دفاعها ليس للمشاورات ولا للتباحث بل لطلب الدعم العسكري والمادي لقطاعه ففيما يريد هذا الدعم هل يريد أن يغزو به مثلاً ليبيا حتى يساند الثوار كيداً في القذافي الذي أذاق السودان الويل هل يريد تأديب يوغندا على دعمها لحركات دارفور المسلحة هل هذا الدعم لحكومة الخرطوم حتى يستقوي جيش بلاده هل هو هدية لحكومة جنوب كردفان حتى تردع به عبد العزيز الحلو؟؟. إن هذا الدعم الذي طالب به هذا العرمان لقطاع الشمال وتحديداً لعبد العزيز الحلو ولمالك عقار وخاصة أن هذا الطلب قد قدم للحكومة الإسرائيلية فإن الاستجابة سوف تكون فورية وخاصة أن الإسرائيليين مهتمون جداً بتوحيد جميع الحركات المسلحة ضد الحكومة حتى يسهل تجميعها وتدريبها وتسليحها لكي تؤتي النتيجة المطلوبة وهي تغيير النظام في الخرطوم. والمصيبة الأخرى أن من بين طلبات عرمان هو وقف المد الإسلامي ولكن لماذا مصيبة وهو يأتي على لسان عرمان الذي ما راعى يوماً أو تذكّر أنه مسلم ينتمي إلى أبوين مسلمين وهو الذي ما فتئ ينادي بعولمة الدولة. إننا ننتظر الآن من الحكومة في الخطوة القادمة تجاه هذا العرمان ولا أظن أن هذه الزيارة سوف تمر مرور الكرام، بل إنني أنتظر من حكومتنا الرشيدة أن تقبض عليه بمجرد وصوله السودان وتقدمه لمحاكمة عاجلة وسريعة ولا أشك مطلقاً أن الحكم سوف يكون غير الإعدام وحينها أطلب من أجهزتنا القضائية التنفيذية والتشريعية أن تجعل يوم الإعدام مفتوحاً لكل الناس حتى يهبوا زرافات إلى سجن كوبر ليشهدوا هذه اللحظة التاريخية التي انتظرها الشعب طويلاً والتي ساق إليها عرمان برجليه وحتى يكون عبرة لمن اعتبر. ما سطرته أعلاه هو مجرد أمنيات ولا أظن أن هذه الحكومة لديها المقدرة أو القوة حتى تتخذ هذه الخطوة فالأمل معقود على هذا الشعب أكثر من حكومته.