حديث المدينة نائب .. الفاعل ..!! عثمان ميرغني استعاد الأستاذ علي عثمان محمد طه موقعه القديم (النائب الأول) لرئيس الجمهورية.. ودخل الدكتور الحاج آدم في مؤسسة الرئاسة (نائب الرئيس) محمولاً على حيثيات الترضيات الجهوية المرتبطة باتفاق الدوحة لسلام دارفور.. الوضع بالطبع مؤقت لحين تعديل أو صياغة دستور جديد قد يبقي على مؤسسة الرئاسة بحالها أو يعدلها.. ظل صوت الدارفوريين في كل جولات مفاوضات السلام (من سالفة الذكر مفاوضات أبوجا إلى منبر الدوحة) يطالب بمنصب نائب الرئيس.. كأن به تعويذة سحرية ترفع الكدر والغبن وتوطن الاستقرار والرفاهية في دارفور.. وستمضي الأيام ويكتشف أهل دارفور أن منصب نائب أو حتى رئيس جمهورية لا يمنح أي إقليم في السودان جاهاً ولا وجاهة.. وأن مطالبات أقاليم السودان بمناصب (نائب) أو (مساعد) رئيس الجمهورية ليست إلا (عقدة).. وهروباً من مواجهة المشكلة الحقيقية.. مشكلة التنمية.. وللبرهان على ذلك.. انظر حولك.. أين يقيم د. الحاج آدم وأسرته؟ أين يقيم ولاة دارفور كلهم وأين تقيم أسرهم؟ هل يتلقى أطفالهم العلم في مدارس ولاياتهم أم هنا في الخرطوم؟ وليس دارفور وحدها.. كم والٍ من ولايات السودان الأخرى يقيم في عاصمة ولايته مع أسرته؟. هل صحيح أن الغالبية (عزابة) يقيمون في عواصم ولاياتهم مثل إقامة الطلاب في الداخليات يتحرقون شوقاً ليومي العطلة الأسبوعية للعودة إلى (بيوتهم) في الخرطوم. حسناً.. لنفترض أن الله رزقنا ب(نائب) رئيس عبقري ملهم.. هبة من السماء.. لكنه ليس من أهل دارفور.. وعمل بكل جهد ووفقه الله أن يجعل من دارفور جنة الله في أرضه.. هل يتأذى من ذلك أهل دارفور ويطالبون ب(إنجازات) يشترط أن يحمل من ينفذها مواطنة الإقليم.. حسناً.. إذا قدر الله أن يفشل الحاج آدم في تقديم أي إنجاز لأهله في دارفور.. هل يسعد ويرضى أهل دارفور مجرد رمزية المنصب.. من الحكمة أن ندرك أن لكل إقليم في السودان خواصه.. لكن ما ينتجه من مصالح خيرها يعم البلاد.. مثلاً.. سد مروي في الشمالية لكن تضيء به بورتسودان والأبيض وكسلا.. مصانع الأسمنت في نهر النيل وتشيد به بيوت نيالا والجنينة.. ومشروع الجزيرة في الجزيرة.. وخزان الروصيرص في النيل الأزرق.. ذلك هو منطق التنمية أن كل منطقة تنتج ما يتلائم مع مواردها.. لكن الفائدة تعم.. ولهذا.. ربما نائب رئيس (حلبي) أصوله القريبة تركية.. والبعيدة مغربية.. وليس له أي قبيلة أو نسب في سوداننا لكنه أنفع لجميع أهل السودان من نائب (ود بلد) أماً وأباً.. المرء بعمله أو(عمايله) وليس ببطاقته أو (شلوخه).. على كل حال.. لو يرضي أهل دارفور منصب نائب الرئيس.. ويرخي همة السلاح والخراب.. ويسكن جراح من يحملون السلاح.. فليكن.. بل لماذا لا تعين لهم الدولة (دستة) نواب رئيس.. فقط فليرموا السلاح.. التيار