د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] نعيش هذه الايام اول تجربة في السودان معلنة عن مقاطعة اللحوم ولا نريد ان نستبق الاحداث ونصدر احكاماً جزافية عن فشل او نجاح التجربة لاننا نرى ان الفشل والتجاح تحدده النتيجة فاذا انخفض سعر كيلو اللحمة فهذا يعني نجاح التجربة واذا ارتفع او استمرت الاسعار كما كانت قبل المقاطعة فهذا يعني فشل التجربة وعندها كل التصريحات لن تجدي ولن تفيد ويبغى اننا كان لنا شرف المحاولة، وعلينا ان نبحث عن وسيلة اخرى غير المقاطعة وقد قلت ذلك عندما وقفت في مقام المقاطعة في ذات هذا المكان تحت عنوان(قاطعوا معنا... يرحمكم الله). بعد انتهاء المقاطعة نرجو ان يمدنا الاخ ياسر ميرغني واركان حربه بمعلومات دقيقة عن المقاطعة ونتائجها وتقويمهم لها في حالة الفشل او النجاح وما هي الخطوات القادمة من اجل حماية المستهلك. قبل ان نواصل الحديث عن حملة مقاطعة اللحوم نقف عند تصريحات الاخ د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم فقد قال، إن الدولة أمّنت ثلاث سلع رئيسية لن تطرأ عليها أية زيادة هي دقيق الخبز والمواد البترولية والسكر. وأعلن عن سياسات تشجيعية وحوافز لتركيز الأسعار من بينها إجراءات وقائية ورقابية صارمة ضد أية محاولات للتلاعب بقُوت المواطن. ولا ندري ما هي السياسات التشجيعية لحوافز تركيز الأسعار وكذلك نجهل الاجراءات الوقائية ونتساءل لماذا لم تستعمل من قبل ونحن نعاني يومياً من زيادة الاسعار ومن التصريحات وفتح نوافذ البيع؟ وكيف يمكن الخلط بين السياسات التشجيعية والحوافز والرقابة الصارمة؟ اما قول الاخ والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر عن ان الدولة امنت ثلاث سلع هي دقيق الخبز والمواد البترولية والسكر ولن تطرأ عليها أية زيادة فنعيد سؤالنا للسيد والي الخرطوم دكتور عبد الرحمن الخضر اذا كانت الدولة قد امنت هذه السلع فكيف ترتفع الاسعار وتختفي السلعة ونسمع بان السلعة قد ضبطت مخزنة وان الولاية تطرح السلعة عبر نوافذها من اجل ضبط الاسعار ويمكن اخذ سلعة السكر نموذجاً وما صحبها من ارتفاع في سعرها ودخولها السوق السوداء وفشلنا في الحصول عليها طوال شهر رمضان... ونخاف يا سيادة الوالي ان تأتي الميزانية الجديدة وتزيد اسعار هذه السلع كما اعتدنا دائما ومنذ الاستقلال ان نزيد سعر هذه السلع الثلاث و(الله يكضب الشينة)! واخيراً ونحن نعيش زمن مقاطعة اللحوم نتساءل كم سعر كيلو اللحمة بجمهورية مصر العربية ونحن هنا نتساءل عن سعر كيلو اللحمة القادمة من السودان؟ وكيف يباع بسعر اقل من السعر الذي يباع به في السودان بلد المنتج؟ هل لان الدولة هناك تدعم هذه السلعة وهنا في السودان تفرض الدولة عليها الرسوم والجبايات والضرائب فيهبط السعر هناك ويرتفع عندنا في السودان لان السلطة ضد المواطن ولايهمها سوى التصريحات! نتمنى ان نكتب غداً عن نجاح تجربة مقاطعة اللحوم وان المواطن نجح فيما فشلت فيه السلطة. والله من وراء القصد