وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نتنياهو ليس بسودانى
نشر في الراكوبة يوم 28 - 09 - 2011


[email protected]
كثر الحديث فى الاسبوعين الماضيين بان نتنياهو سودانى . هذا الموضوع طرح من قبل عدة مرات . نتنياهو اسرائيلى امريكى . يعنى خواجه . اليهود نوعين سفردين او السفر العتيق ، وهؤلاء هم الشرقيين ويتحدثون العربيه والعبريه . الاشخناز هم الغربيون يتحدثون لغه جرمانيه هى اليديش . ولا يتحدثون العبريه او العربيه .
.........................
اقتباس .....
ذكريات اسرائيل 1 ...
تحت بوست بعنوان... شوقي بدري ينضم الى زفة عمرو خالد والدعاية لاسرائيل دون ان يدري... للكاتب محسن الفكي . بالسؤال عن عمرو خالد عرفت البارحة انه داعية اسلامي. وقالوا لي انه يدعو للوسطية.
انا انضممت الى زفات كثيرة في امدرمان. كان الناس فيها يركبون عربات الكارو.و يهتفون الفن لمين؟ ...للخياطين. ويرد كارو آخر الفن لمين؟ للبنّايين ، اوللنجارين.
انا لم انضم لاي حزب او تنظيم او زفة. ولا اعرف عمرو خالد حتى ينضم اليه شوقي بدري . المشكلة ان الكاتب اقتبس من كتاب حكاوي امدرمان الجملة الاتية.
(تحريم اكل الخنزير فرض على اليهود اولا عندما خرجوا هاربين من رمسيس الثاني في صحراء سيناء ولان لحم الخنزير يفسد بسرعة.؟)
المذكور ان الكتاب نشر في سنة 2009 وقد صمم الغلاف الفنان سامر محمود.
الكتاب كتب في منتصف التسعينات . ونشر من قبل بكثير من الغلطات. الكتاب الذي نشر في سنة 2009 انا لم اقرأه. والفنان سامر محمود له جزيل الشكر. ولكن لم اعرف انه قد صمم الغلاف. ولم اشاهد الكتاب ولم اعلم انه قد اعيد طبعه الا اخيرا. والنسخة التي وصلتني ابتاعها الاخ خالد الحاج (سودانيات ) من الخرطوم وارسلها لي.
ولمن انتقد التبويب والالوان والشكل. انا ليس لي اي صلة بهذه الاشياء. ولمن اصابه الندم على شراء الكتاب ، انا ليس لي اية صلة بالكتاب او طباعته اوبيعه.
في الكتاب فصل افردته ليهود السودن ، وزيارة اسرائيل. وحول هذه الزيارة نسجت قصص ومواويل ومقالات عن ذهاب شوقي بدري لاسرائيل ، ومقابلته للجالية السودانية هنالك واهتمامهم به. واشياء لا يعلم بها الا الله.
انا ذكرت بانني قابلت يهودي يمني وفرح عندما عرف بانني سوداني. وحذرني من اكل الاشخناس (الاوربيين). وان اكله يمني. وفرجني على الحلل والقدور المليئة بالمرق اليمني والطبيخ. وافهمني بأنني يمكن ان آتي في اي وقت وآكل بدون ان ادفع. وكتبت انا ، هذا الكرم لم استمتع به.. والمطعم مطعم شعبي بسيط في حي تكفة الشعبي.
انا لم اقابل اي سوداني يهودي في اسرائيل ولم اذكر هذا ابدا. ولكن ذكرت ان عجائز اليهود كانوا يتكلمون عن طول المقاتلين السودانيين وشجاعتهم ومعاملتهم الجيدة للاسرى اليهود ، خاصة اسرى القدس. والجنود السودانيون كانوا منضبطين. ولكن العرب في بعض الاحيان ينتقمون من الاسرى اليهود.
وكلما اذكر السودان في اسرائيل. يذكر العم قوان الذي كان من اثرياء السودان. وصديقا وزميل تجارة لكثير من السودانيين الذين كانوا ينزلون في فندقه . وهو هيلتون جنيف في سويسرا. ولقد نزلت انا في هذا الفندق في الثمانينات.
احد المهووسين كتب قبل ايام في سودانيز اون لاين المنبر العام ان شوقي بدري ذهب الى اسرائيل وكان ضيفا على نتنياهو. نتنياهو ده خدرجي . ولا عربجي. ايه البلمو مع شوقي بدري ؟.
في التسعينات كان هنالك مواضيع سخيفة وادعاءات بأن نتنياهو سوداني. ولقد فندت انا تلك الهلاويس وقلت ان نتنياهو امريكي وهو شقيق يوناتان نتنياهو وهم من شيكاغو. ولقد كرمت شيكاغو ابنها يوناتان نتنياهو بإقامة ضريح في غاية الجمال.
يوناتان نتنياهو كان على رأس فريق الكوماندورز الذين خلصوا الركاب المخطوفين من الطائرة التي اخذها الالمان الموالين للفلسطينيين الى يوغندا. وبعد ان نجحت العملية كان يوناتان يقف امام باب طائرة الهيركوليز مخاطرا بحيايته كقائد حتى يركب آخر جندي. واصابه جندي يوغندي من برج المراقبة في المطار برصاصة اودت بحياته.
يوناتان كان من منظمة ماسكال وتعرف ب 101 . اعضائها من الضباط الممتازين وهم 101 ضابطا. وكلهم متطرفون يمينيون ولا يخلون من نظرة فاشية. وهم فقط من الضباط (الاشخناس) ولا يدخلون الضباط الشرقيين في هذه المنظمة.
مفاز وزير الدفاع انضم الى هذه المجموعة بطريقة استثنائية ، لانه كان مساعد يوناتان نتنياهو في عملية استخلاص الرهائن . واصله الشرقى لم يكن يسمح له بدخول المنظمة.
ويوناتان نتنياهو لم يكن ليدخل تلك المنظمة ، ولم يكن من اصل امريكى (غربى)
الايرانيون لا ينظر لهم في اسرائيل كمحاربين. بل يعاملون كتجار او محبين للمال. والجندية تعني الكثير في اسرائيل . وعندما يشتم الاسرائيلي رجلا ويصفه بالبخل لا يمكن ان يقول له يا يهودي. لان الكل يهود ، بل يقول له يا ايراني . لان الايرانيين في اسرائيل اشتهروا بحب المال والبخل .
من تلك المنظمة موشي ديان وزير الدفاع السابق. وهو اوروبي الاصل مولود في فلسطين. فقد عينه في الحدود السورية عندما انعكس ضوء على زجاج منظاره العسكري. واصاب جندي سوري المنظار الذي انغرز في عينه. ومنهم الرجل الكريه شارون الذي سمح للمسيحيين العرب بذبح الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا. وهو روسي الاصل اتى من امريكا لاسرائيل. وهنالك مردخاي قور و آخرين. وهذه منظمة مكروهة من الاشتراكيين واليهود المعتدلين. يظهر للبعض أن كل الاسرائليين يفكرون بطريقة واحدة وهذا خطأ .
ذهابي لاسرائيل كنت اريد ان اعرف كيف تمكن اليهود الذين لا تجمعهم حتى لغة مشتركة في ان يعيشوا مع بعضهم البعض. بينما فشلنا نحن في السودان. و آخر زيارة كانت بدعوة من الاخ يحيل فتوة حي تكفة في تل أبيب بمناسبة زواج بنتيه التوائم. وشقيقه قابي الاصغر من ألطف واعقل و اكرم البشر الذين قابلتهم. ولقد زاملته لسنين عديدة في كوبنهاجن. وكان صديقا لصيقا لفارس امدرمان الريح البلولة رحمة الله عليه.
اما الاخ الاكبر داني ميلاميد فهو صاحب (اقوى راس في العالم). وعلى عكس قابي لا يقتنع ابدا. ولكنه يكره المتدينيين اليهود والمتشددين . ولقد اشترك في حرب 56 و 67 و 73 . والدتهم اليمنية ، والتي تتكلم بلهجة يمنية شرعبية ، كنت اجد صعوبة في فهمها. وكان داني في بعض الاحيان يترجم لي بعربي فلسطين. السيدة مازال كانت فراشة (شغالة) الرئيس بنغوريون في مكتبه . وعرفت بانها كانت تصرخ في وجهه. لانه كان لا يهتم بالنظافة والانضباط . وكان يحترمها . واليهود اليمنيون من تعس قد يغضبون لأن أحدهم قد زوج ابنته ليهودى من صنعاء ، ويتهمون الصنعانيين بأنهم متغطرسين لأنهم من العاصمة .
وكان ابن عمتهم اللواء طوبيا قولان مسؤول امن المناطق المحتلة في التسعينات يتواجد دائما في منزل يحيل في ايام الفرح التي امتدت لاسبوع. ويحيل كان لا يتحدث معه لان زوجته اوروبية ( بولندية) وكانت المدعي العام بتل ابيب . واثنين من اصدقاء يحيل قد حكم عليهم بأحكام سجن طويلة بتهمة القتل. ويحيل نفسه حكم عليه بعد فترة قصيرة من زواج بنتيه بعشرة سنين سجن. لانه ادخل مدفع اوزي في مؤخرة شخص واطلق النار. وبعد خروجه من السجن فى اجازة بعد قضاء خمسة سنين ، كرر نفس العملية مع نفس الشخص حيث أنه لم يمت فى المرة الأولى.
يحيل كان ككثير من اليهود اليمنيين يكره اليهود الاشخناس والمغاربة . فحسب رايه ان كثير من اولاد المغاربة يبيعون اجسادهم للعرب. فوالدتهم ووالدهم حضروا من اليمن. وكانوا وابنائهم يعيشون بالعقلية اليمنية. ولا يتقبلون ابدا عمل بنات المغاربة اليهود في البارات او الهوتيلات.
يحيل ذهب للسجن عدة مرات. احدى المرات كانت بسبب الاعتداء بالضرب على شاب يهودي صغير السن يسكن في منطقتهم. فبالسؤال قال لي هذا كوكسنيل. يسحب الاولاد للعرب. وعرفت ان كوكسنيل تعني مخنث.
القاضي لم يجد عذرا ليحيل . وحكموا عليه بالسجن . لان اسرائيل بلد ديمقراطي ويحق للناس ان يفعلوا ما يريدون. ولكن يحيل كان يعيش بالعقلية اليمنية.
عندما كان دانيال في المطار. تعداه جندي نرويجي من قوات حفظ السلام وحدثت مشادة وضرب النرويجي دانيال. فقفز يحيل وضرب النرويجي برأسه وطرحه ارضا. يحيل كان يقول ان القاضي كان منحازا للاوروبي لاننا يمنيون.
وقال القاضي يجب ان تحترموا الجندي فهو نرويجي. فقال داني وانا كمان سويدي فقال القاضي مستهزئا ..انت يمني وستظل يمني.
وهذه الاحتكاكات والمشاكل هى التي كنت اريد ان احسها وان اعيشها في المجتمع الاسرائيلي. فحي تكفة هو حي اقدم من تل ابيب . وهو حي شعبي بمعنى الكلمة. ويفصله عن حي يادي الياو (يد سيدنا الخضر) شارع واحد. ولكن الفرق بين الحيين كبير جدا. وفي هذا الشارع كنا نقف مع شاويشة بوليس وهي قريبة داني. وظهر اثنين من الشباب من اقرباء داني . سلموا علينا وتجنبوا النظر الى الشاويشة. وعرفت فيما بعد من دانيال انهم مروجي مخدرات. ولكنهم لا يروجون المخدرات في حي تكفة. ولكن يادي الياو تعتبر بالنسبة لهم كوكب آخر. ولايحسون بالتعاطف معهم .
مشكلة المخدرات مشكلة كبيرة جدا في اسرائيل. والكل كانوا يقولون انها بدأت بعد غزو لبنان. واحتلال اسرائيل لجنوب لبنان. ومن هنالك تدفقت المخدرات. و اللبنانيون شطار في التجارة. وامتلات اسرائيل بالمخدرات للاستهلاك المحلي او للتصدير لاوروبا و لبقية العالم. وبما ان كل جندي اسرائيلي يزود بثلاثة خزن للرشاش فكانت خزنتين يمتلئن بالمخدرات في حالة الرجوع الى اسرائيل. هذا زائدا الكميات الكبيرة التى أعتقل بسببها بعض كبار الضباط . والبعض كان يجد عذرا للشباب المجند ويقولون ، لكى يتزوج الانسان ويتحصل على شقة يجب أن ينتظر لعشرة سنوات على الأقل . ولهذا هرّب بعض المجندين المخدرات. واحدى اسباب الانسحاب الاسرائيلي من لبنان هي مشكلة المخدرات. والانفلات الذي حدث للجنود الاسرائليين. وطبعا هنالك أسباب أخرى.
في الفترة التي كنت هنالك ظهرت الى السطح مشكلة الاطفال اليمنييين الذين كبروا. واكتشفوا ان شكلهم يختلف عن اهلهم الالمان او السويسريين او الانجليز. فلأن بنغوريون كان يقول بأنه يحلم باليوم الذي يكون فيه احد اليمنيين طيارا او جنرالا. فلقد اعطي بعض اطفال اليمنيين ليهود اوربيين فقدوا ابنائهم في المحرقة او لظروف اخرى. وكان عند اليمنيين الاميين كثيرا من الاطفال. وزعموا لهم ان اطفالهم قد ماتوا عندما ادخلوهم المستشفيات او المعسكرات. والمجتمع الاسرائيلي كأي مجتمع آخر له مشاكله. ومشاكلهم وتحدياتهم اكبر من مشاكلنا. ولكنهم يسيطرون عليها.
اكبر مشكلة تواجه اسرائيل هي التطرف الديني الذي يصعب كبحه. والاسلام دين تسامح. واعني الاسلام الحقيقي. ولكن اليهودية دين متشدد. فبينما نحن قريبين من حائط المبكى وهو مباشرة تحت المسجد الاقصى. هجم مجموعة من الجنود الغاضبون على سويدي وهو زوج داليت ابنة داني ولم يوقفهم الا صراخ داني والكلمة الوحيدة التي فهمتها كلمة (بعل) طبعا تعني زوج. وكان يقول لهم هذا زوج ابنتى. السبب ان الخواجة كان يرتدي شورت وتي شيرت. وبالنسبة لهم كان هذا يماثل كونه عاريا. ثم اتوا له بإسكيرت يصل الى كعبيه وغطاء آخر يغطي جسمه الاعلى وهذا الزي يتوفر في كل الاماكن الدينية في اسرائيل زائدا الطاقية (كيبة). وبعد خطوات اخرجت انا الكاميرا والتقطت بعض الصور. وبدأ الجميع في الصراخ ...شبات ....شبات....شبات. وتعني يوم السبت او يوم النوم . ويحرم استعمال سيارة او اشعال نار او ركوب بص او طائرة او قطار او حلب بقرة والقائمة تطول. وشاهدت سيارة قد هشم زجاجها لان صاحبها اليهودي قد ساقه حظه العاثر الى احد احياء اليهود المتدينيين في يوم سبت. وموشى ديان وزير الدفاع السابق كان يقول ( فى امكانى أن أحارب العرب وانتصر عليهم ، ولكن الانتصار على اليهود المتشددين مستحيل . وهم الذين قتلوا الرئيس رابين ، موقّع السلام مع ياسر عرفات .
اغلبية اهل اسرائيل يعانون من التشدد الديني الذي يمكن ان يشل البلاد. فليس من المعقول ان تزرع الارض سبعة سنوات ثم تترك لمدة سنة حسب الشريعة اليهودية. واليهود يتحايلون بان يأتوا بمسلم ويوقع على عقد شراء وبعد دقائق على عقد بيع للارض . ويعطونه مبلغا من المال.
كلما تشاهد سيارة شوفر ليت او سيارة امريكية كبيرة يقول الناس دا عربي. والعرب في اسرائيل اشطر من اليهود في التجارة الصغيرة. ويسيطرون على سوق اللحوم والخضار وجزء كبير جدا من سوق السمك. فاليهود لا يأكلون اي سمك بدون قشور، او الاسماك التي تعيش في القاع ، وهذه تترك للعرب. صديقنا عبدالله الفلسطينى ( المعروف بالسودانى) والذى كان يعيش فى كوبنهاجن من قبل ، صار ثريا من تجارة الأسماك . وشقيقه أمام جامع حيفا ، التى ترى بالعين المجردة من تل أبيب.
واليهود لا يتعاملون كأسر بل كافراد . و العرب يسيطرون على التجارة عن طريق ابن الخال وابن العم وابن الاخت. واليهودي يقضي ثلاثة سنوات ونصف من حياته في الخدمة العسكرية وشهرين من كل سنة. بينما الشاب العربي يكون نفسه ويعمل بتواصل. وكثير من العرب في اسرائيل يقولون ان وضعهم الاقتصادي والتعليمى والصحى لا يقارن بالدول العربية ، وانه ليس في امكان اي رجل بوليس ان يتطاول عليهم. ولكن طبعا ليسوا هم براضين عن التفرقة التي تقع عليهم . والالم لضياع وطنهم. ولكن وضعهم الاقتصادى لا غبار عليه .
لا تزال هنالك فوارق عرقية بين اليهود. داني قال لي انه كان فى اجازة الخدمة العسكرية وذهب الى منزل صديقه اليهودي الالماني . والمنزل فاخر في حي راماد قان. واراد والد صديقه ان يطرده .فقال الشاب لوالده، ان صديقي احسن منك لان منزله مفتوح بالنسبة لي ، واكلهم اطيب من اكلنا، وانت الذي تعرض للاضطهاد فى ألمانيا تضطهد الآخرين. ولا يزال الانسان يحس بهذه الفوارق حتى وسط اليهود.
في اسرائيل كنت اقول بالمكشوف وبصوت عال وامام ضباط كبار، بانه ليس هنالك امة اسمها اليهود. وان الامة هي مجموعة تاريخية متماسكة لها لغة مشتركة ، تاريخ مشترك ، اقتصاد مشترك ، تركيبة نفسية مشتركة (شخصية) وارض مشتركة. وكل هذا ينعكس في الثقافة. وان الاشخناس لا يتكلمون العبرية. فبعد احدى السهرات كنا في مطعم في شارع النمبي الفاخر في تل ابيب. واتت سيدة مع آخرين وطلبت لخوخ . فضحك عليها رفاقي وقالوا لها اسمه لحوح. وقالوا لها كيف تعيشون في هذه الدولة ولا تعرفون لغتها. واللحوح هي اكلة يمنية عبارة عن خبز معطون في بيض ثم يغلى.
اليمنيون يبدأون حفلاتهم بالاغنية اليمنية العربية . جينا نفرح معاكم يا جماعة .ويرقصون الدعسة اليمنية. وليس هنالك ما يجمعهم مع اليهود من باكستان ، الذين يأكلون الارز و الكري، او الالمان الذين يحبون البطاطس والمقانق.
وكان كثير من اليهود يوافقوني ، واحدهم قابي . والذي كان يصرخ في وجه الجميع قائلا. اذا كنت عربيا لحاربتكم ولقاتلتكم لانكم سرقتم بلدي. وتعاملونني كإنسان من الدرجة الثانية. وتبنون الدولة على الدين وهذا كلام فارغ. والآن تستوردون اليهود من روسيا وتبنون لهم افخر المساكن. وانا و زوجتي الدنماركية وابنتي نسكن في غرفة واحدة في منزل والدتي. واذا اردت شراء شقة فانا احتاج الى 150 الف دولار ومرتبي 2000 شيكل (950 دولار ) .
السيدة مازال زوجة داني كانت ترفض قطع شجرة القات الضخمة واضافة مبنى. فالقات لليمني يعني اكثر من السكن . وبالنسبة للسيدة مازال القات يساوى العلاج والتواصل الاجتماعى .
اوودي بطل المصارعة ومدرب فريق المصارعة كان يوافق وينتقد الحرب وصرف المال على التسليح. وكان مجبورا ككل رجال اسرائيل على ان يقفل دكانه لمدة شهرين كل سنة ، وهو صائغ ، لاداء الخدمة العسكرية. ويفقد زبائنه . وهو يشارف الخمسين من عمره. والده كذلك الذي نشأ في فلسطين كان يحن الى فلسطين القديمة واصدقائه العرب. ويقول بالمفتوح ان المهاجرين الاوربيين هم الذين خلقوا المشكلة . وان دورهم الان هو التضحية بابنائهم لحماية المصالح الامريكية والاوربية.
نتنياهو مكروه جدا في اسرائيل. فهو الذي مزق فاتورة الضمان الاجتماعي والعلاج المجاني والتعليم. وحول اسرائيل الى مقاطعة امريكية. وجعل كل الاسرائيليين يتحصلون على اكثر من وظيفة. وغير المعادلة . فعندما كان اليمنيون فقط يمثلون 40 % من الاسرائليين ، صاروا الآن اقلية وصار الروس ويهود شرق اوروبا هم الاغلبية . ولم يكن الكثير منهم بيهود حتى . وأضعف سلطة الحثتدروت . وحارب الكيبوتث ، وهى المعسكرات الجماعية ونواة قناة اسرائيل ، حيث يعمل الجميع ويقتسمون العائد الزراعى او الصناعى ولا يمتلك الفرد أى شيىء ، بل ما يحتاجه وتحتاج اليه أسرته من مأكل ومشرب وملبس وتعليم وعلاج . وسلط على العرب واليهود صوت اقتصاد السوق الأمريكى كما فى أمريكا ، ورفع يده عن دعم السلع .
اذكر انني كتبت كثيرا عن رفض التطبيع مع اسرائيل لان النظام الموجود الان نظام ديني بغيض ، يمارس التفرقة ضد العرب وبين اليهود اشخناس وسفر ديم. ونتنياهو ومجموعته تلعب على مشاعر اليهود وتعزف سيفونية الخوف وتستغل الدين. وما ارتكب في غزة بغض النظر عن حماقة حماس ، هو جريمة ضد الانسانية. لا يمكن ان يقبلها اي عاقل . اي كلام غير الذي ذكرته الآن منسوب الى شوقي بدري لا وجود له.
انا و دانيال ميلاميد واسرته نتشارك السكن في مالمو الآن لمدة ما يقارب 40 سنة . واطلق اسمه على احد اطفالي. ولا اختشي ولا اخاف من هذه الحقيقة وانا اتعامل معه كإنسان. وهو في شبابه قد تعرض لعملية طرد من الدين اليهودي لانه لم يوافق على كثير من الكلام الفارغ الذي يردده الحاخامات. ولكن شفع له ان شقيق جده الحاخام شرعبي شخص معتقد في اسرائيل ، يعلق البعض صورته في منازلهم ويعتقد بعض النساء ان يمكن ان يرزقهم اطفالا . وهذه نفس الخزعبلات التي نعاني منها في السودان.
ولقد مارست الانقاذ في بداية عهدها هوس احضار كل من ادعى الاسلام واسكانه في السودان واعطائه جواز سوداني.
مرة اخرى وكما كتبت من قبل اذا كان نتنياهو سودانيا لقالها بالصوت العالي وهذا ما يفعله كل اليهود من اصل سوداني. لان السودان كان بلدا رائعا.
موشي ساسون سفير اسرائيل في مصر والذي كتب كتاب (سبعة سنين في بلاد المصريين) عاش في السودان. واسرته اتت من سوريا مثل كثير من الاسر اليهودية مثل قطان وقرنفلي وآخرين .
السفبر الاسرائيلي عندما حيا السيدة كوكب السودانية بإحترام وحنية في احدى فنادق القاهرة ، هجم عليها الامن المصري بعد ذهابه . وبالسؤال عن صلتها بسفير اسرائيل كان ردها... منو السفير؟ ده ولدي شلتو في صفحتي واتربى مع اولادي. والسيدة كوكب هي والدة زوجة الطيار كسباوي الموجود الآن في نيوزلندا. وهو من خريجي الكلية الحربية في الخمسينات. واليهود الذين عاشوا فى السودان كانوا جزءا من النسيج الاجتماعى. أحبوا السودان وأحبهم السودانيون .
التحية ...
ع .س. شوقي...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.