المولد و أوكامبو و الفته!! مجدي محمد مصطفى [email protected] دبرة الضهر لا أدري لم يصر السيد الرئيس عمر البشير على محاوله خداعنا مره تلو أخرى بعد أن خبرنا كل صنوف تزييفه للحقائق منذ ( أذهب الى القصر رئيسا ) الى (دبره الضهر) !! المولد و أوكامبو و الفته!! لا يوجد أحد في السودان لا يتذكر المولد النبوي الشريف وكيف أن أهل السودان قاطبه يحتفلون به ويستقبلونه بفرح عظيم. فهناك في كل مدينه وقريه سودانيه ميدان للمولد وهناك في كل احتفال يقام في المولد خيمه لكل طريقه صوفيه بل أن الحكومه يكون لها خيمه في المولد تعرف بخيمه الحكومه ,وقد عرف عن أهل الصوفيه اطعام الطعام , فدائما في المولد تقيم بعض الطرق الصوفيه وجبه ( الفته ) وهي أكله سودانيه تتكون من اللحم والمرق والخبز والأرز , وكان الأطفال أكثر من يتمتعون بتلك الفته. قد تتساءل قارئي الكريم ما علاقه الفته والمولد بالسيد لويس مورينو أوكامبو مدعي المحكمه الجنائيه الدوليه؟ , أو دبرة ضهر الرئيس , اليك العلاقه! أحال مجلس الأمن الدولي أعلى سلطه سياسيه على وجه الأرض ملف الجرائم التي ارتكبت في دارفور الى المحكمه الجنائيه الدوليه بقرار يحمل الرقم 1593 , وهو قرار صدر بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحده!. بمجرد مباشرة السيد أوكامبو لمهامه في تلك القضيه كمدعي عام للمحكمه رفضت الحكومه السودانيه التعاون معه ورفضت أستقباله , وللأمانه من رفض ذلك هو الرئيس البشير شخصيا ولم يجد بقيه جوقه حزبه سوى الذهاب خلف قائدهم. خرج الرئيس البشير على الشعب السوداني والعالم عندما صدر أمر القبض بحق أحمد هرون وعلي كوشيب بتحدي غريب! كان مثار جدل كبير في حينه اذ ذكر بأن أحمد هارون لن يسلم الى المحكمه الدوليه ولن تتم أقالته ولن يحقق معه , ورغم تصريح وزير العدل في ذلك الوقت بأن على كوشيب متحفظ عليه الا أن تصريحات البشير أخذت رواجا عالميا وبدت محاولات وزير عدله بتخفيف آثار تلك التصريحات عديمه الجدوى. لابد أن السيد الرئيس كان يحسبه (نِطّيط بُطان) فما كان من مدعي المحكمه الجنائيه الدوليه أوكامبو الا أن أودع أمر القبض في حق المذكورين لدى الحكومه السودانيه وفي ذات الوقت باشر مهامه في جمع الأدله والبينات وسماع الشهود , حينها تبين له أن هناك أدله تؤكد ضلوع الرئيس شخصيا في تلك الجرائم , وما عزز ما ذهب اليه أوكامبو ذلك التصريح الغريب أيضا والذي قال فيه البشير لجنوده لا أريد أسيرا ولا أريد جريحا , أي انه يدعو جنوده صراحه الى قتل الأسرى والجرحى وهذه مخالفه واضحه لمنهج النبي الكريم محمد بن عبد الله الذي أوصى أصحابه بالأسرى والجرحى خيرا وقد صدع الرئيس أدمغتنا بأنه انما يقيم فينا الدين . ولأن السيد مورينو أوكمبو لا يفهم كثيرا في نِطّيط البُطان قام بطلب أصدار مذكره اعتقال بحق الرئيس البشير ووجد القضاة أن هناك بينات كافيه فما كان منهم الا أن أصدروا أمر القبض بحق رئيس دوله مازال في الخدمه. فجأه وجد الرئيس البشير نفسه من حيث لا يدري في موسوعه المشاهير! . ووجد السيد أوكامبو نفسه من حيث يدري أو لا يدري قد تحول الى دبرة كبيره جدا في ضهر الرئيس . وعندها تحولت الساحه السودانيه الى مولد حقيقي , بطوائفه وخيمه ونوباته بل وفتته أيضا. وبما أن حزب المؤتمر الوطني حزب أجتمع على المصالح فقد وجد في هذا المولد مرتعا خصبا للتكسب والحصول على أكبر قدر ممكن من الفته . فجأه وجد كبار قاده الحزب مرتعا للحصول على مزيد من السلطات فظهر أولا السيد صلاح عبد الله قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات في ذلك الوقت , وهو يتوعد كل من يؤيد مذكره الاعتقال بتقطيع الأوصال , وبعده كبرت جوقه مولد أوكامبو حتي وصلت جهاز المغتربين! , ذلك الجهاز الذي لا يعرف أغلب المغتربين سوى جبايته لأموالهم بالحق وبالباطل , فتحرك قاده ذلك الجهاز يمينا ويسارا لحشد الدعم للرئيس (المرعوب) وظهرت العديد من الكيانات الهلاميه التي تتحدث بأسم السودانيين في الخارج وأصدرت تلك الكيانات السرطانيه بيانات وسيرت مسيرات ومظاهرات وفعلت ما فعلت في محاوله مكشوفه لحشر السودانيين حشرا خلف السيد الرئيس في ذلك المولد , وقد يكون أصابها بعض (مرق الفته) ,الا أنه بعد كل تلك النوبات والحوليات غسل كل منهم يده من أثار الفته وعاد الى أهله يتمطى وترك السيد الرئيس وحيدا يطارده خيال أوكامبو الدبرة التي لا شفاء منها في حله وترحاله. أنه حال كل مولد يجتمع الناس على النوبه والفته وبعدها كل يذهب الى سبيله . المضحك المبكي بالنسبه للسيد الرئيس هو ما كشفه ويكي ليكس مؤخرا عن مولد أوكامبو وكيف أن مدير جهاز أمنه أوضح للأمريكان أنه مستعد للتضحيه برئيسه وزملائه والانقلاب عليهم , لعلمه وهو مدير الامن الذي يعلم كل شيئ! أن هذه الدبرة لا علاج منها . و ما يؤكد صدق هذه التسريبات هو ما لقيه صلاح قوش ( مقطع الأوصال ) من مصير , فقد طرده البشير شر طرده وجرده من كل مناصبه في سرعه متناهيه بل أن مصيره تناوله في وسائل الاعلام قاده صغار من أمثال قطبي المهدي وغيرهم. ولم يجد قوش وحلفائه سوى الانحناء أمام عاصفه غضب الرئيس ! الا أن المؤكد أن الاستاذ على عثمان محمد طه كان أوفر حظا من غريمه نافع فرغم وصف على عثمان للبشير بأنه عبئ عليهم (بدبرتة) وأن دماغه ناشفه كما جاء في تسريبات ويكي ليكس الا انه أرتقى الى منصب النائب الأول , ولعل الرئيس هنا ادرك خطوره التمادي في أهانه قاده المؤتمر الوطني (المسلحين) والذين يمتلكون مليشيات خاصه , وادرك أن هد المعبد قد يكلفه حريته وربما حياته . لكن الرئيس الجريح لم يتوانى من توجيه اهانه لحليفه الرئيسي نافع على نافع , فبرغم ما عرف عن نافع بأنه أفضل من (ضرب الطار) في مولد أوكامبو الا أنه نال نصيب من الاهانه بألغاء توقيعه على اتفاق اديس أببا بين المؤتمر الوطني والحركه الشعبيه قطاع الشمال في نقض واضح وصريح للعهود والمواثيق . لعلك أدركت عزيزي القارئ كم هو مسخن هذا المولد! رغم أن المولد له أيام معدودات خلال العام للاحتفال به لا تتجازر ثلاثه أيام الا أن مولد السيد أوكامبو أصبح طوال أيام السنه وأصبح مرتعا حقيقيا وخصبا لطالبي الفته .... وأصبح الرئيس في سبيل هروبه يحاول جمع أكبر عدد من طالبيها ظنا منه بالخلاص , وأصبحت الدوله تنفق وتنفق , مرقا ولحما وأرزا وخبزا وفي ظل انشغالها بهذا المولد لم تنتبه الا وقد ذهب الجنوب بنفطه وماله , وترك الرئيس وحده يواجه الأمرين ! أفواه جائعه تبحث عن لقمه خبز بدأت أصواتها تعلوا تدريجيا , وأفواه أخرى لا تشبع منغمسه في الفته , وبين هؤلاء وأولائك دبرة متقرحه أعيت كاهله , ولأن الرئيس يبدو أنه قد فقد تركيزه في ظل زحمه المولد بدل من أن يوقف وحوش حزبه عند حدهم من أكل الفته ها هو يطلب من الجوعي مقاطعه الطعام. لكن المؤكد أن السيد الرئيس يعلم أكثر من غيره بأنه ليس له مفر من مواجهه مصيره المحتوم لذلك قرر الهروب بعيدا الى الأمام فقام باشعال النيران في كردفان والنيل الازرق وهو يمني نفسه بالخلاص ولعله كان صادقا تماما حين وصف عقار بأنه (دبرة ضهر) , ولكن (خانه الاسم) فدبره ضهر البشير هي أوكامبو وليست عقار . البشير يعلم أن القرار 1593 مازال ساريا ,ويعلم أيضا أن أمر القبض قائما , وأنه لا يستطيع الخروج من السودان وهو الرئيس! الا الى زملاء المهنه شركاء الفساد والبطش من الزعماء , ويعلم أيضا ان المولد سيستمر وفي ظل النقص الحاد في الموارد لن يجد الكثير من رواد المولد فته , وسيأتي يوم قريب باذن الله ينتهي هذا المولد بذهاب الرئيس حبيسا هذا المره ! ولا نجد الا أن نقول لكل ظالم نهايه و كل دور اذا ما تم ينقلب.