تراسيم.. شغالة في بيت الرئيس!! عبد الباقي الظافر فاجأت قناة ال(بي بي سي) مشاهديها ذات مساء في أبريل 2007 وهي تستضيف وجهاً سودانياً غير معروف على نطاق واسع.. زينب الناظر تتهم ملحق السودان الإعلامي بلندن باسترقاقها.. زينب التي تحول اسمها إلى مندي ناصر اختلقت قصة مؤثرة.. تحكي أنها تم استرقاقها في جنوب كردفان قبل أن تبلغ الحلم بقليل.. وأن العسكر قتلوا واحداً وثلاثين فرداً من أسرتها قبل اختطافها واسترقاقها.. تلقف القصة ناشط سوداني معارض وصحفي بريطاني اسمه لويس ديمن.. الكذبة تحولت إلى كتاب باسم (العبدة).. صحيح أن الملحق الإعلامي عبدالمحمود الكرنكي قد كسب دعواها ضد صحيفة الغارديان التي تولت الترويج المبدئي.. ولكن صورة السودان المتسامح أصيبت في مقتل. أوردت الزميلة الوطن حوار قصيرا مع شابة إثيوبية كانت تعمل في منزل الرئيس البشير.. الشابة صاحبة الحظ السعيد اسمها منى.. هذه الشابة لم تقطع الطريق البري وتتعرض للمتاعب مثل غيرها من زميلات المهنة.. مواطن سوداني محترم وأخشى أن يكون دبلوماسياً هو من رتب للشغالة الإثيوبية سبل الوصول إلى بيت الرئيس السوداني.. منى جاءت بالطائرة وكانت تتجول في الخرطوم بصحبة سائق خاص كما تقول في روايتها. منى قطعت فرصة الاغتراب وعادت لبلدها لتواصل تعليمها الجامعي.. من حسن الحظ أن الشابة الإثيوبية الجميلة كانت تحتفظ بانطباع جيد عن أسرة الرئيس البشير.. منى ذكرتهم فرداً فرداً.. وأصرت على شكرهم واحداً تلو الآخر.. وأكدت أن علاقتها مع الأسرة لم تنقطع حتى الآن.. وادّعت أنها تمكنت من مقابلة الرئيس في زيارته الأخيرة لإثيوبيا.. هذه التفاصيل تؤكد أن الرواية صادقة في سردها. ربما تظنون ألاّ مشكلة.. فأغلب أهل السودان الآن يستعينون بعمالة وافدة لمساعدتهم في المنازل.. لكن بيت الرجل الأول في السودان يختلف.. السيد الرئيس وكبار ولاة الأمر عليهم توظيف عمالة وطنية في بلد يرزح في الفقر وتزداد فيه معدلات البطالة. من اليسير اختراق دائرة الرئيس الضيقة عبر عامل وافد مهما كان الاحتراز الأمني.. هذه الشابة تصنع القهوة للسيد الرئيس.. كم سياسي مات بالسم وآخرهم الدكتور خليل إبراهيم الذي حاول خصومه دس السم في الدسم حينما كان مقيماً في طرابلس.. مثل هذه الشابة من الممكن أن تجندها مخابرات أجنبية لرصد حركة الرئيس وكبار معاونيه. ماذا إذا تمكن صحفي شاطر ولفق قصة على لسان منى الإثيوبية.. ماذا إذا ادّعت أنها تعرضت لتحرش جنسي أو استرقاق بدني أو حتى سوء معاملة.. ماذا لو نشرت أسرار البيت الرئاسي ولكل بيت شؤونه الخاصة.. منى يمكن أن تكون مثل زينب الناظر وحليمة بشير.. تؤلف كتاباً بالحق وبالباطل ويؤخذ دليلاً علينا في المحافل. ليست منى الإثيوبية وحدها.. شاهدت بأم عيني شباب (بنغالة) يعملون في مستشارية الأمن القومي.. البنغلاديشيون كانوا يجوبون المكاتب لتوزيع الشربات ونظافة المكاتب.. علينا أن نفترض أن المستشارية الأمنية لا تحوي ردهاتها أسراراً.. أو أن الأجانب يدينون بالولاء للحزب الحاكم.. كلا الافتراضين من الصعب هضمه. آمل أن تكون منى الإثيوبية آخر الأجنبيات اللائي يعملن في بيوت ولاة أمورنا. التيار