ابراهيم [email protected] أما مللت عزيزي القارئ من الأخبار السيئة؟ أما مللت النقد وهذا خطأ وهذا فساد؟ ألا تريد أن تقرأ شيئاً يطمئن؟ الا تريد صورة زاهية؟ ألا تريد بصيص أمل؟ اليوم سأفرحكم بما أفرحني،اللهم الا ان تكون من الذين قال فيهم الشاعر ( والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا). لأن أحدثكم عن كبري ولا شارع جديد ولا طريق يشق قرية ويجنبها خطورة الأمطار، ولا أحدثكم عن منجز سياسي باهت. اليوم سأحدثكم عن مستشفى واحد من مستشفيات مؤسسة البصر الخيرية العالمية بالسودان لا بل بمستشفاها الأول ( مستشفى مكة للعيون) حفظ الله عيني وعينيك ومتعنا بنعمة البصر. يوم كان الحديث قبل سنتين او ثلاثة عن العلاج بالخارج ما أسبابه وكم يحتاج من العملات وأظن كان الرقم 400 مليون دولار في السنة حتى حسب الناس ان لا طب ولا علاج الا بالخارج. مستشفى مكة لطب العيون يقع في حي الرياض بالعاصمة الخرطوم وهو مستشفى صار قبلة معظم إن لم أقل كل مرضى العيون لما يقوم به من عمل رائع. يتردد على هذا المستشفى ألف مريض يومياً وطبعا مريض العيون لا يقل مرافقوه عن واحد ( كيف هذا الاقل من واحد في لغة الرياضيات وفي مجموعة الأعداد الكلية هو الصفر إذ لا مكان للجزء من الواحد في حالة البشر) أي لا يمكن ان يأتي بدون مرافق إلا نادراً حيث يكون الأمر تجديد نظارة أو شيء من هذا القبيل طيب وأحيانا يكون مع المريض اكثر من مرافق لنقل اثنان أي انه يدخل من بوابتي هذا المستشفى ما لا يقل عن الألفين من الناس يومياً (بالمناسبة هنا بوابة للرجال وبوابة للنساء ) ولهم اسقبال صبور ومنظم وموحوسب computerized لكل مريض ملف ولكل مريض رقم يحوي كل تاريخ مرضه وعلاجاته. هذا في رأي عمل أكثر من رائع وهو خيري والمنظمة لها سبع مستشفيات أخر في العاصمة والاقاليم بالاضافة الى 40 مخيم علاج عيون مجاني كل سنة. ترى كم تعالج هذه المنظمة الخيرية من مرضى العيون في السنة؟ تقبل الله منهم. لا أقول ان كل العلاج مجانا ولكنه بأسعار رمزية الفرق بينها وأسعار (العيادات الخاصة والمستشفيات الخاصة) كبير جداً ناهيك عن العلاج بالخارج الذي كاد ينعدم لمرضى العيون بسبب هذا الجهد المبارك.بالمناسبة تجري في هذا المستشفي وحده أكثر من مائة عملية يوميا في مجال طب العيون منها الشبكية و القرنية و محجر العين التي كان يسافر بها أصحابها خارج السودان وهذا توطين حقيقي للعلاج بالداخل. يضاف الي تلك العمليات من الناحية النوعية عمليات الماء الابيض ومجري الدموع وخلافها هذا فقط في مكةالخرطوم. تخريمة: بالمناسبة في جزء من هذا المستشفى توجد عيادة VIP يأتيها علية القوم من الأغنياء والسياسيين والمشاهير يأتونها سراً .لماذا هذه السرية؟ هل العلاج في الداخل صار عملاً يستحى منه؟ أم مرض العيون والفحص عليها من الأمراض السرية؟ لا يسعني إلا ان اشيد بكل من له يد في هذه المنظمة، القائمين عليها والإداريين والأطباء والكوادر المساعدة والموظفين وخصوصا موظفي الاستقبال ذوي التعامل الراقي وأشيد أكثر بعمال النظافة إذ مستوى النظافة في هذا المستشفى عالٍ جداً أسأل الله أن يكون في كل مستشفياتنا خاصها وعامها. أليس هذا عمل نافع!