[email protected] رسالتى هذه لا تستثنى غير المسيسون والمأدلجون الذين ارتضوا أن يبعيوا ضمائرهم ويخونوا وطنهم ويعملوا فى خدمة زمرة فاسدة ، وعصابة سمت نفسها (حزبا)! ولأننا نعلم ايها الرفاق منكم شرفاء ووطنيون يملأ الغضب دواخلهم أسفا على ما يدور فى وطننا الحبيب وتفور براكين الثورة فى صدورهم خاصة بين الرتب المتوسطه والصغيره وصف الضباط والجنود، وهم الأقرب الى فئات الشعب المطحون ويعانون مثلما تعانى تلك الفئات ولا أستبعد بعض الرتب الكبيره والقياديه، وفى ذات الوقت نعلم هناك من أختاروا الوقوف الى جانب النظام الفاسد مخدوعين بشعاراته الكاذبه وأباطيله أومرعوبين من تهديداته أو هم من زمرة المستفيدين. وأنتم تعلمون أكثر منا .. لأن النظام لا يثق فيكم فقد أسس ومنذ بداياته (مليشيات) موازيه لقواتكم، سماها (قوات الدفاع الشعبى)، وهى فى الحقيقة قوات النظام وكتائب قادته ولا علاقة لها (بالشعب) من قريب أو بعيد، مرض أو مات، ذبح أو أبيد عن آخره. والتاريخ لن يرحم وذاكرته لا تصدأ خاصة فى زمن التكنولوجيا المتقدمه والأنترنت .. والتغيير أمر محتوم ما منه بد ولابد أن يقع فى وطنكم الذى علم شعبه باقى شعوب العالم الثورات ومتى وكيف تنتفض. ولأنه شعب معلم ، لذلك عادة ما تخرج الثورات السودانيه بيضاء لا تشوبها شائبه، رغم انها تسرق فى كثير من الأوقات ويلتف عليها من هم ينتمون للنظام (البائد) الذى انتفض عليه الشعب، أو من يشبهونه، والتاريخ يذكر أن قاتل شعبكم ومهدر ثرواتكم الوطنيه وفاصل جنوبكم المتمرد (عمر البشير) كان من ضمن الضباط الذين حاسبوا ضباط جهاز الأمن المايوى، فأنقلب البشير على النظام الديمقراطى الذى اطاح بنظام مايو ولم يكتف بذلك بل أهان الشعب كله بتكريمه لرئيس النظام المايوى وتعويضه ماديا من خزائن الشعب بدلا من أن يكرم الشهداء الذين قتلهم نظام مايو ويتم ابناءهم. والتاريخ يذكر أن غفلة بعض السياسيين وعصبيتهم الحزبيه جعلتهم يوكلون مهمة تصفية جهاز الأمن وحفظ ملفاته وأسراره فى يد ضابط مثل (الهادى بشرى) الذى تحالف مع النظام الفاسد المستبد، وعمل وزيرا فيه، ثم اصبح الآن حاكما مكلفا لأقليم النيل الأزرق الذى أشعل المؤتمر الوطنى فيه نارا لن تنطفئ، تسبب فيها النظام بتنكره كعادته للمواثيق والعهود وما وقعوا عليه بأيديهم فى نيفاشا أو فى اثيوبيا قبل عدة شهور مع الحركه الشعبيه (القديمه) أو الحركه الشعبيه – قطاع الشمال، التى من حقها أن تعمل كحزب مثل باقى الأحزاب دون مضائقات ودون حاجه لتوفيق أوضاع أو خلاف ذلك من ادعاءات يروج لها المؤتمر الوطنى وأزلامه .. والحقيقه هى أن خطة محاربة الحركه الشعبيه كانت جاهزة بمجرد أن يعلن الجنوبيون (أستقلالهم)، لأن فكر الحركة الشعبيه، الذى يتوافق ويتلاقى مع فكر كثير من شرفاء ومثقفى السودان، يهدد مشروعهم الحضارى (الوهم) الذى يتهاوى ويسقط فى كل يوم، لأنه مشروع اقصائى احادى النظره لا يعترف بالأخر والتنوع الدينى والثقافى الذى حبى الله به وطننا الحبيب وكان من المفترض أن يكون ذلك التنوع عامل قوة لا ضعف وتمزق وتشتت. ايها الشرفاء الأحرار فى القوات المسلحه وجهاز الشرطه، لا يمكن أن يبقى مكتوف الأيادى ضابط أو جندى حر وهو يرى بعينيه شعبه يجوع ووطنه يتمزق وينفصل بسبب رؤية أحاديه لجماعة متطرفه عملت على تغليب وسيادة ثقافة على باقى الثقافات ، ومن أجل ذلك بذلت الجهد من أجل أن يتحقق الأنفصال. الأنفصال الذى حدث جريمة وطنية كبرى والصمت عليها جريمة أكبر. ايها الرفاق .. الثوره قادمه والتغيير قادم، فاذا تخاذلتم ووجهتم بنادقكم نحو صدر شعبكم الذى يعد نفسه لتلك الثورة التى تقتلع النظام الفاسد من جذوره فالتاريخ لن يرحمكم، وسوف تجلبون العارا لأبنائكم ومن يهمكم أمرهم ولا اخالكم فاعلون. ونحن نعلم جيدا أن القوات النظاميه تعرف واجبها المقدس فى الحفاظ على سلامة الوطن ومنشاءته وممتلكاته ومؤسساته والذود عن حدوده لكن ليس مطلوب منها الحفاظ على نظام فاسد اثبتت الوثائق الدامغه ذلك الفساد الذى وصل درجة الرغبة فى التعامل مع دولة (أسرائيل) التى كان يتهم بها المعارضين جزافا، كما كشفت وثائق (ويكليكس) التى لم ينفوها ولن يستطيعوا التنصل عنها. والفساد صوره واضحه فى ثراء أزلام النظام الفاحش والقصور التى يسكنونها .. والبسطاء من مواطنيكم جياع ومعدمون ولا يستطيعون تعليم اولادهم أو معالجتهم اذا مرضوا. وأنتم تعلمون الى من توجه البنادق وهل توجه الى صدر الشعب، أم الى صدور الأعداء فى الخارج الذين يحتلون ارض الوطن؟ نحن نعلم أن النظام يدفعكم لمعاداة شعبكم ويصور لكم المناضلين الشرفاء على أنهم (خونه) ومجرمين ومتمردين وعلمانين وكفره، والبعض يصدق ذلك الكلام ويأخذه الحماس وأغنيات (دخلوها وصقيرها حام) وقليليون للأسف منتفعون من بقاء هذا النظام الفاسد، لكن الغالبيه منكم شرفاء يدركون الأمور جيدا، لكنهم اما مجبرون على الصمت أو هم ينتظرون اللحظه المناسبه للأنضمام لركب الثوار والأحرار والأنقضاض على رموز النظام الفاسد، وهذا هو الراجح عندى. لقد لاحظتم أيها الشرفاء من جنود الوطن، التعتيم الأعلامى الممنهج الذى يتعمده النظام والذى وصل حدا أن تنشغل قنواته الفضائيه الرسميه وغير الرسميه بالأغانى والقضايا الأنصرافيه فى وقت تثور فيه الشعوب من هنا وهناك ويبذل الشرفاء فى المنطقة ارواحهم رخيصة من أجل حريتهم وكرامتهم ومن أجل أن تسود دولة القانون والديمقراطيه، رغم ذلك فأنتم تعلمون ما يدور فى تلك البلدان المجاوره وكيف وقفت الجيوش الوطنيه الى جانب شعبها، فنالت الثناء والتقدير والأحترام، بينما ظلت اللعنات تلاحق الجيوش التى قاتلت شعبها وأبادته ونكلت به حماية للطغاة وذودا عنهم. ونحن نعلم وطنيتكم وحبكم لبلدكم، ولذلك لا نطلب منكم أكثر من أن تحيدوا سلاحكم وترفضوا توجيه بنادقكم الى صدر الشعب حينما تندلع الثوره وتمتلئ الشوارع وتحين لحظة الخلاص التى قربت ونشتم رائحتها فى كل يوم. والشعب هم اخوانكم وأهلكم وأبناءكم وأصدقاءكم وبنى جلدتكم، لا جسما غريبا يأتى من الفضاء. لقد تكاملت الحلقات التى تجعل من (التغيير) ضرورة ملحة، بصعوية الحياة المعيشيه والغلاء الفاحش وتدهور الأقتصاد وتدنى الخدمات الصحيه الى جانب الفساد والطغيان، ولم يتبق لهم شئ غير التدثر خلف الدين بالكذب والأدعاء، فافعالهم لا علاقة لها بأى دين أو أخلاق ولا يمكن أن تصدق بل تشيب لها روؤس الولدان. ايها الشرفاء فى القوات المسلحه وجهاز الشرطه، علينا الا ننسى انسان دافور وشرق السودان مثلما لا ننسى أخواننا فى الجنوب الذين المنا فراقهم، واذا كانت (الوحده) صعبه وعصية بعد أن اختاروا الأنفصال والأستقلال عن البلد الظالم أهله، فعلينا أن نعمل على أن تكون العلاقات المستقبليه بيننا على أطيب ما يكون، وأن يبقى الأنفصال شكليا لا يمنع التواصل والتلاحم. أيها الشرفاء فى القوات المسلحه وأجهزة الشرطه، أن نظامكم يبذل الأموال من أجل شراء العملاء والأرزقيه والمأجورين فى الداخل والخارج، وفى ذات الوقت وبعد أن اهدر موارد الوطن وقسمه الى جزئين، اصبح الآن (يستجدى) ويتسول الأموال، التى لا يمكن أن تبذل دون ارتهان اراده، فهل ترضون هذا لوطنكم؟ عاش السودان حرا ديمقراطيا وأنها لثورة حتى النصر.