[email protected] من عمر بن حسن بن أحمد بن البشير رئيس جمهورية السودان إلى محمد بن عثمان بن كبر والي شمال دارفور. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد. إذا بلغكم كتابنا هذا فدع و ضع جميع ما بين يديك ولا تصلين العصر إلا بين ظهرانينا في الخرطوم و السلام. _______________ البواب:- والي ولاية شمال دارفور واقف بالباب و يستأذنكم بالدخول. عمر:- فليدخل. كبر:- السلام عليكم و رحمة الله و بركاته يا مولاي عمر:- و عليكم و السلام يا كبر .. أراك تأخرت لما استدعيناك كبر:- فليعذرني مولاي .. لقد حبسني حابس عن الحضور إليكم في الحال. عمر:- ألم نقل لك في كتابنا أن تدع جميع ما بين يديك و تعجل بالمجيئ إلينا؟ كبر:- ما أردت أن أرضيك بغضب الله يا مولاي عمر:- ماذا تعني؟ كبر:- كنت أتفقد رعيتي و أرى حاجاتهم فحبستني إمرأة عجوز عمياء كنت أوقد النار لها لتتقي البرد ثم حلبت عنزة لها و جئتها بالحليب ثم عجلت إليك مولاى لترضى. عمر:- صدقت .. فأنا أجد فيك رائحة الغنم و اللبن وهل وليناكم إلا لخدمة الناس؟ و أيم الله ما كنت لأرضى لو تركت العجوز لأجلي. كبر:- بارك الله فيكم و وفقكم يا مولاي.. أنا كلي آذان فيما جئتكم لأجله. عمر:- تدري أننا ما ولينا ولاية الأمة إلا و نحن لها كارهين و أن الدنيا هي أصغر همنا و لا لدنيا قد عملنا.. كبر:- و على ذلك أقسمنا قسما غليظا يا مولاي و نحن على العهد الذي عاهدنا به الله. عمر:- بلغتنا شكوى ضدكم من رعيتكم بالولاية فحواها أنهم نُصِب عليهم فيما يعرف بسوق المواسير ففقدوا أموالا و ضياعا و بهائم و زعموا في شكواهم أن الأمر تم بمباركتكم و موافقتكم.. فماذا أنت قائل؟ كبر:- ديل كضابين يا سيادة الرئيس .. و الله كضابين البشير:- و لكن البينة واضحة و كل الدلائل تشير إلى تورطكم في الأمر. كبر:- يا سيادة الرئيس .. إنت ما مصدقني ولا شنو؟ عمر:- معاذ الله .. أوتريدني أن أصدقك و أنت فرد و هم ألوف؟ إني أخشى الله. كبر:- قلت شنو؟ عمر:- قلت لك إني إمرؤ يخشى الله كبر:- سمعت يا البشير بالمثل الدارفوري البيقول (أبونقدح بعرفي محل بعضي أخيو)؟ عمر:- إي و رب مُجْرِي النيلين .. سمعت به. كبر:- ها خليها مستورة .. أحسن ليك و أحسن لي البشير:- يا زول أرجع لولايتك و أي زول بتكلم ساكت أقطع ليهو لسانو. كبر:- بارك الله فيكم و أمد عهدكم و ولايتكم علينا. معنى المثل أن السلاحف و رغم ما عليها من دروع واقية إلا أنها عارفة بنقاط ضعف بعضها بعضا و المغزى لا يحتاج لتبيين.