تراسيم.. المجانين في نعيم!! عبد الباقي الظافر أحد أصدقائنا كان يعمل طبيباً بالمملكة العربية السعودية قبل أن تقوده الأقدار إلى ما وراء المحيط الصاخب.. طبيبنا كان يقود سيارته برفقة طفله الصغير في إحدى أُمسيات الساحل الشرقي للولايات المتحدة.. فجأة وفي الطريق السريع تعطلت سيارته.. مفاجأة لم يتحسب لها وهو غريب الوجه واليد واللسان.. بعاطفة أبوية حمل الصغير إلى جذع شجرة.. عاد الرجل يحاول مع دابته.. بعد دقائق معدودات كانت الشرطة تحاصر طفله الصغير.. سيدة بدينة تحتضن الطفل ابن الرابعة في حنان بالغ.. الأب تلجمه المفاجأة.. تعريض حياة طفل للخطر جريمة في حدها الأدنى تعني الحرمان من تنشئة الطفل ومنحه لأسرة أخرى قادرة على الإيفاء بالمسؤوليات الأخلاقية والقانونية. بعد مفاوضات طويلة وتدخل عدد من الأصدقاء بتقديم الشروح والدفوعات.. ردت السلطات الطفل الصغير لأسرته السودانية.. لعدة أشهر كانت اختصاصية اجتماعية تطرق باب الأسرة في أوقات متفرقة للاطمئنان على الطفل. روعت البلاد بحادث أمبدة الشهير.. سيدة مختلة ترمي بطفلتها ذات الأشهر الست في المرحاض.. ثم تقبض على شقيقها الآخر البالغ من العمر أربعة أعوام لتلحقه بذات المصير.. ثم ترمي على اثرهما أنبوبة غاز.. قبل الإقدام على المجزرة تحمل الأم المجنونة آلة حديدية حادة لتوسعة مدخل المرحاض.. كل هذا وفي البيت آخرون يشاطرونها الحياة.. تنتهي المأساة بتقيد البلاغ ضد مجنون. سجلات المرضى تقول إن ذات السيدة قتلت في يونيو الماضي ابنتها ذات العامين بعد أن ضربت بها عرض الحائط.. بعد الحادث الدامي تم احتجازها في المصحة ثم أُفرج عنها لاحقاً. سيدة أخرى تورد قصتها الزميلة \"حكايات\".. السيدة تشعل النار لصناعة الشاي صباحاً.. الأم تركت الطفلة في عهدة النار ومضت إلى بيت الجيران لإحضار بطارية هاتف جوال.. بعد عودتها وجدت النار تلتهم جسد الصغيرة.. الطفلة كانت تلتوي من الألم ثم تخاطب أمها \"يا أمي شفتي النار أكلتني كيف\"..بعدها يوارى الجسد الصغير بين طيات التراب ويفتح بلاغ ضد الأقدار. في مدني الجميلة كانت هنالك سيدة مشغولة بطهي خروف العيد.. هجم عليها رجل وسدد لها طعنات قاتلة.. بصعوبة سيطر الأهل والجيران على القاتل الذي كان في حالة نفسية سيئة..القاتل من المفترض أن يعرض اليوم على الطبيب النفسي لتحديد حالته الصحية. بصراحة نحن نعاني من مشكلة اسمها الثقافة النفسية.. لا نزور الأطباء النفسانيين إلا بعد أن يوضع القيد على أقدامنا.. حتى الجنون الصريح يتم علاجه بوسائل بدائية.. لا يوجد في مدارسنا اختصاصيو صحة نفسية.. المواطن الذي تسكنه هواجس النفس الأمارة بالسوء لايجد خطاً ساخناً يتصل عليه للاسترشاد.. ولا جمعية رفق بالإنسان تزوره في بيته لتخفف عنه الألم. هل تصدقون أن الأب الذي قتلت زوجته ثلاثة من أبنائه قال للصحف إنه (عافي من زوجته دنيا وآخرة).. وأنه بصدد مخاطبة القضاء للإفراج عنها باعتباره ولي الدم.. ألا تتفقون معي أن هذا الزوج شريك بشكل أو بآخر في هذه الجريمة؟ التيار