زمان مثل هذا احتلال الجنوب (2) الصادق الشريف قال الفريق سلفاكير ميارديت أنّ الشمال يهيئ المجتمع الدولي لإعادة احتلال الجنوب.. من خلال التصريحات المتوالية بأنّ الجنوب وراء الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان. لا نملك دليلاً (مادياً) على أنّ حكومة الجنوب.. أو الجيش الشعبي يدعمان قطاع الشمال بالحركة في المناطق الملتهبة بالنيل الأزرق وجنوب كردفان.. بذات الفهم لا نملك دليلاً ملموساً على أنّ القوات المسلحة تدعم المليشيات المعارضة بالجنوب. لكنّ الأدلة المعنوية لاحصر لها.. خاصة تلك التي تصدر من ياسر سعيد عرمان.. الذي يتحمّس في بعض الأوقات فيصرِّح بما يدل على أنّ التنسيق بين قطاعه وحكومة الجنوب لا يقف عند الحدود السياسية.. بل يتعداها إلى العسكرية والإستراتيجية. ولكن أياً كان الحال.. فإنّ قضيّة دعم الشمال للمعارضين العسكريين لحكومة الجنوب أو العكس.. هي قضيّة يمكن التحقق منها (Investigatable).. وسنحاول في هذا المقال أن نركز على الحل بدلاً عن زيادة تسليط الضوء على المشكلة. إذا أراد الطرفان أن ينهيا حالة (اللاحرب.. واللاسلام) التي منعتهما من الالفتات لقضايا شعبيهما.. فإنّ هنالك أكثر من طريقة للتحقق من اتهامات/ مزاعم دعم المعارضات. ولكن معظم تلك الطرق تمرُّ عبر (الأطراف الدولية).. وهذا المصطلح يجعل حكومة الشمال تصك أسنانها.. باستثناء الحديث عن إثيوبيا التي تملك علاقة طيبة مع طرفي الخصام (لماذا لم نقل أنّها تقف منهما على مسافة متساوية؟؟!!!). (من الذي قال إنّ الإثيوبيين أصبحوا أصهار سلفاكير؟؟.. لا.. ليس هذا هو السبب). فكما أنّ مشكلة أبيي عبرت إلى أديس أبابا.. ووجدت تفهماً وتعاوناً من الرئيس الإثيوبي.. وعلى إثر ذلك تمّ تخصيص 4200 جندي إثيوبي لحماية أبيي وسكانها وممتلكاتها.. فإنّ مزاعم دعم المعارضتين يمكن أن تجد لها حلاً هناك.. وقد ينجم الأمر عن عشرة أو خمسة عشر ألف جندي إثيوبي لحماية الحدود بين الدولتين. سيقول السفهاءُ (يااا هذا.. نحنا ناقصين حبش؟؟ الأحباش في كل مكان.. من القضارف إلى الشمالية.. وفي كل المدن والقرى.. في الأسواق والبيوت.. وداير ليك عشرة آلاف جندي زائد الأربعة آلاف بتاعين أبيي؟؟؟). لكنّ لنطبق نظرية (الحل الأوحد Unique Solution) .. وهي نظرية رياضية (عبيطة) تجعلنا نحاول الحل تجريبياً بعيداً عن الحل المعلوم.. لنقول في نهاية الأمر أنّ حلنا هو الحل المطلوب. الآن لنفترض أنّ القوات الإثيوبية بين حدود الشمال والجنوب ليست هي الحل. البديل الآني هو أن تظل حالة (اللاحرب.. واللاسلام) هي الخيار المتاح أمام الطرفين.. فيستنزفان مواردهما في الكيد لبعضهما.. وتأكل شعوبهما ما تبقى من (النيم).. بافتراض أنّ شعوبهما لم تأكل كلّ النيم بعد. ومع العلم التام بأنّ الطرف الشمالي رافض لأيِّ قوات أجنبية.. ولا تفاوض في بلدان أجنبية.. وقد طالب برحيل بعثة وقوات يونميس.. وقوات وبعثة يونميد في الطريق. ثمّ بعد كلّ ذلك لا يوجد ضمان لعدم اندلاع القتال بصورة مباشرة.. حربٌ لا تبقي بشراً ولا تذر مالاً.. حرب ستنقسم الى حربين.. إحداهما بالأصالة.. والأخرى بالوكالة. وبإزاحة كل تلك الفرضيات التي لا تخمد القضية الملتهبة.. يبقى الحل الإثيوبي هو الحل الأوحد لمشكلات الطرفين.. ومن المؤكد أنّ الحل الأوحد لا يعني أنّه الحل الأمثل.. أو الأفضل. التيار