جاء في الاخبار ان السيد رئيس الجمهورية وافق علي عقد قمة بينه وبين الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت ، وجاء في الاخبار ايضاً ان نفراً من المؤتمر الوطني وقياديين فيه اعلنوا عبر وسائل الاعلام عدم رضاهم عن عقد القمة قبل التوصل الي اتفاق بين وفدي البلدين اللذين يجريان تفاوضاً شبيهاً بحوار الطرشان في أديس ابابا منذ فترة ليست بالقصيرة ، النفر من الحزب الحاكم اوضحوا بحسب تفاصيل الاخبار انهم يعارضون ذلك الامر خشية استغلاله من قبل وفد الجنوب المفاوض وبالتالي يتم ارجاء الخلوص الي التوصل الي اتفاق واضح في نقاط محددة الي ما بعد انعقاد لقاء البشير سلفاكير ، اي انهم يريدون او يتمنون ان يتوصل وفدا التفاوض لاتفاق قبل ان يجبرا علي توقيع اتفاقية يقرها رئيسا البلدين . اذا هنالك قوي ومراكز ضغط داخلي تدفع الوفد التفاوضي الحكومي الي الاسراع بضمان توقيع الجنوبيين علي نقاط محددة وهي تري ان لقاء الرئيسين ربما يرجئ هذه النقاط وربما يحدث ما لاتحمد عقباه عندهم اذا ما وافق الرئيسان او احدهما علي تجاوز العديد من نقاط الخلاف ، ومن الواضح ان تلك القوي لا ترغب ابداً في ان يتجاوز الرئيس البشير اي نقاط خلاف جوهرية وتري انهم بحسب الطبائع الرئاسية سيقدم للجنوبيين السلام علي الحرب والسؤال الذي يطرح نفسه اذا ما المشكلة ؟ أوليست المفاوضات الجارية حالياً في أديس أباب هدفها انهاء حالة اللاحرب واللاسلام القائمة بين البلدين ؟ ان عقد لقاء قمة بين رئيسي السودان القديم والجديد من شأنه دفع العملية السلمية الجارية الان ومن شأنه ايضاً تجاوز البنود التي تعرقل توصل الاطراف الي اتفاق نهائي مرضي لان الاخبار المتضاربة القادمة من دهاليز المفاوضات لا تبشر باحراز اي تقدم خصوصاً بعد بروز عملية التفاوض مع قطاع الشمال وتشابك خيوطها مع العديد من القضايا الشائكة العالقة بين البلدين ، ان فكرة عقد القمة مهمة جداً خصوصاً مع تقدم المهلة الزمنية التي حددها مجلس الامن الدولي لكل من الخرطوم وجوبا للتوصل الي حل سياسي ينهي الاحتراب والكوارث الانسانية الناجمة عن احترابهما ، واذا رجعنا بالذاكرة الي الوراء فسنجد ان فكرة عقد لقاء قمة بين البشير وسلفاكير كانت فكرة حكيمة مبكرة وكان مهندسوها يدركون الحاجة الي تحريك جمود المفاوضات واضفاء طابع الجدية عليها واعطاء الطرفين فرصة تحقيق اتفاق ناجز بديلاً عن جولات الفشل المتكررة . اذن هنالك آمال يتطلع اليها الجميع بما في ذلك الوسيط والآلية رفيعة المستوي التي ترعي المفاوضات بين الطرفين فالحكومة في الخرطوم ترغب في رؤية حل واضح ينهي مشكلة أبيي ويسمح بترسيم الحدود بين البلدين ويتيح للطرفين الاستفادة من النفط كوسيلة اقتصادية لتطوير البلدين والخدمات، وحكومة سلفاكير ايضاً تريد انهاء الوضع الاقتصادي المتردي الناجم عن ايقاف ضخ النفط علي خلفية الخلافات بين الشمال والجنوب كما ان المجتمع الدولي فوق ذلك كله يريد ان يري جدية واضحة من الطرفين كيما ينظر لاحقاً في تمديد المهلة التي حددها مجلس الامن الدولي لتوصل الطرفين الي حل سلمي ومن شأن تجميع نقاط الاختلاف الجوهرية وتقديمها الي قمة تجمع بين الرئيسين ان يوجه رسائل ايجابية للمجتمع الدولي ويكسب الطرفين المزيد من التعاطف نحوهما والسؤال هو لماذا يريد البعض عرقلة مسار الاحداث علي النحو المذكور وما هي الثمرة التي ستتحقق جراء ذلك ؟ وهل سيستجيب الرئيس البشير مجدداً للاصوات الرافضة للقاء سلفاكير كما حدث من قبل وبالتالي تتلاشي فرص الحل السلمي للازمة السودانية ؟