إلى السدنة والتنابلة الذين يتحدثون في الندوات والمؤتمرات والصحف عن التنمية والرخاء الاقتصادي ومكافحة الفقر. وإلى أسيادهم في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذين ( يضربون ) تقارير السدنة بوماستيك لزوم تحسين صورة الرأسمالية الطفيلية . إلي هؤلاء وأولئك نهدي بعضاً مما ينشر يومياً في الصحف الإعلانية السودانية، ولا تعليق. طالب مريض يحتاج إلي ٢٠٠ جنيه تكلفة حبوب مستديمة ، وطالبة جامعية مهددة بالطرد ما لم تدفع ٦٠٠ جنيه رسوم دراسة ، وأسرة تحتاج لإنشاء دورة مياه بتكلفة ١٥٠٠ جنيه، وترغب في أي مساعدة ، طفلة تحتاج إلي صورة في الرأس بقيمة ٣٠٠ جنيه، وسيدة لها ٨ أطفال توفي زوجها وتحتاج للمساعدة ، ومريضة يتيمة تحتاج لدواء بقيمة ٢٤٦ جنيه ، وأسرة فقيرة مهددة بالطرد لعدم دفعها إيجار شهرين.. وطالبة تحتاج إلي كتاب طب... وأيتام مقطوعة عنهم المياه ويحتاجون لمن يدفع لهم ٩٠ جنيها ، و ... و ....و..... وعشرات الآلاف من كل التخصصات يبحثون عن أي عمل ومن ضمنهم خريجة طب تريد العمل ولو(فراشة) وطالب طب في السنة السادسة يرغب في التدريس لمساعدة أسرته، وبنات وأولاد حاصلين علي شهادات الماجستير والدكتوراه أيضاً يبحثون عن وظائف . والمئات من الناس أيضاً يعلنون عن بيع مقتنياتهم الشخصية والخاصة لسد الرمق ، ففيهم من يريد بيع سرير النوم ، والتلفزيون والدولاب والملايات والثياب المستعملة والجلاليب والعمم . ومن لم يجد طريقاً للإعلان المكتوب ، تسوّل في أماكن المواصلات العامة والأسواق والتقاطعات الرئيسية وأمام عيادات الأطباء والبقالات الفاخرة . وعصاميون من خريجي الجامعات اشتغلوا جرسونات كيما يضمنون وجبة في مكان العمل ، أما هند ذات الاحتياجات الخاصة فقد ( فترت) من الجري وراء وظيفة وهي الجامعية المتفوقة فامتهنت الغسيل والمكوة للآخرين . وغير هند أخريات يحملن مؤهلات دراسية عالية ، لازلن يأخذن حق المواصلات من الأم والأب ولا يلتفتن إعلانات السدنة التي تبحث عن فتيات جميلات وفاتنات لزوم الترويج لمنتجاتهم ( المضروبة) والترويح عن أرباب العمل وبطانتهم . ومع ذلك فإن معظم هؤلاء البشر نساء ورجالاً غاضبون علي نظام الحكم وطريقه الرأسمالي، وفي نفس الوقت فهم محصنون من أمراض النقرس والضغط والسكري وارتفاع الكولسترول وغيرها من أمراض التخمة والهواء البارد. هذا حصاد المشروع الحضاري الذي ( سيشوته) الشعب السوداني ضفاري في المدن والضهاري غير آبه بالبمبان والسواري وفرض حالة الطواري . الميدان